مؤتمر لندن يدعو طرفي الحرب للعودة للمفاوضات وتعهدات مالية لدعم المتضررين

الخرطوم: «القدس العربي» نظمت بريطانيا، أمس الثلاثاء، مؤتمرا دوليا، بمشاركة ألمانيا وفرنسا والاتحادين الأوروبي والأفريقي، إضافة إلى 14 دولة أخرى، أوصى بعودة الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» إلى طاولة التفاوض وفتح المسارات لوصول المساعدات الإنسانية، وسط تعهدات بـ 800 مليون يورو لدعم المتضررين من الصراع الذي دخل سنته الثالثة.ووفق بريطانيا، المؤتمر، الذي انعقد من دون دعوة الحكومة السودانية، يهدف إلى حشد التضافر الدولي لإنهاء الصراع الدامي في السودان.وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي خلال مخاطبته المؤتمر : «لا يمكننا أن نشيح نظرنا، كثيرون تخلّوا عن السودان وهذا خطأ أخلاقي»، مشيرا إلى أن «الأعداد الكبيرة للقتلى المدنيين والرضّع الذين تعرضوا لعنف جنسي وعدد الأشخاص المهددين بالجوع يفوق المستويات المسجلة في أيّ مكان آخر في العالم».وتعتزم بريطانيا تقديم 120 مليون جنيه إسترليني كمساعدات إنسانية.في حين، أكد وزير الخارجية الفرنسي جون نويل، التزامهم بعدم خذلان السودان، مضيفا أنه «من مسؤوليتنا كعضو دائم في مجلس الأمن أن نساند تطلعات الشعب السوداني».وتابع: «أتمنى أن لا نضطر للاجتماع السنة المقبلة إلا فقط للاحتفال بتحقيق السلام في السودان. دعونا نتضافر حتى لا تكون هناك ذكرى ثالثة للأزمة أو للنزاع السوداني».أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، فأشارت إلى الأطفال الذين يموتون كل يوم في السودان بسبب الأنيميا وبسبب المجاعة، متسائلة كيف يمكننا أن ننسى ملايين الأطفال الذين يواجهون الحرب والأزمة الإنسانية في السودان؟.وأكدت على ضرورة توقف الحرب في السودان، مشيرة إلى أنه مع استمرارها لن يكون هناك أي رابح. وأضافت: «كلنا سنخسر إنسانيتنا».وأشارت إلى ضرورة ضمان إيصال المساعدات الإنسانية، معلنة تقديم ألمانيا (125) مليون يورو لمساعدة اللاجئين السودانيين داخل وخارج السودان.ولفتت إلى أن المساعدات الإنسانية لن تكون كافية، مشيرة إلى ضرورة حشد المزيد من التمويل.وطالبت كل الأطراف الخارجية بالتوقف عن التأثير العسكري والمالي وتأجيج هذه الحرب، مضيفة أن «عليهم أن يروا وجه الأطفال الذين يموتون بالجزع والطفلات المغتصبات، عليهم أن يتحملوا المسؤولية وذلك من أجل الوصول إلى حل سلمي مستدام».ودعت أطراف الحرب للعودة إلى طاولة المفاوضات، مشيرة إلى مساندتهم جهود الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة للوصول إلى حل مستدام.كذلك دعا مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي بانكولي أدويتي إلى الوقف الفوري وغير المشروط للأعمال العدائية في السودان، مشددا على عدم وجود أي حل عسكري لإنهاء الحرب.وأكد أن الاتحاد الأفريقي لن يقبل بتفكيك السودان، داعيا الجهات الخارجية إلى الامتناع عن التدخل في السودان.وأشارت ممثلة الاتحاد الأوربي إلى معاناة نحو خمسين مليون سوداني من تداعيات هذه الحرب، مشيرة إلى طشجاعة العاملين في المساعدات الإنسانية الذين ينقذون الحيوات وفي بعض الأحيان يفقدون حياتهم شخصياً».وقالت إن الإتحاد الأوروبي ملتزم أكثر من أي وقت بتقديم المساعدة لمن يحتاجونها في السودان وفي الدول المجاورة، مضيفة: «لكن علينا أن نتمكن من فتح المعابر وإيصال المساعدات».وأكدت على ضرورة التضامن المشترك الكامل والمطالبة باحترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين بمن في ذلك العاملون في الإغاثة الإنسانية وكذلك فتح المعابر لدخول مساعدة المساعدات للسودان. وأشارت إلى مساهمة الاتحاد الأوربي بـ(286) مليون للأزمة في السودان، وأن هذا يغطي الحاجات الإنسانية والبرامج في السودان وكذلك في الدول المجاورة. وأشارت إلى أن هذا التمويل لن يكون كافياً لذلك هناك حاجة إلى عمل جماعي.