وسط الانتهاكات.. هل يترك الجيش العالقين في الخرطوم يواجهون مصيرهم؟
الخرطوم: مداميك أعلن الجيش السوداني تقدمًا عسكريًا كبيرًا في العاصمة الخرطوم، وتمكنه من تطويق القصر الرئاسي بالكامل، وسط انسحاب لقوات الدعم السريع من عدة مواقع استراتيجية باتجاه جنوب وشرق المدينة وفرض سيطرته على مجمع الجمهور السجانة، موقف شروني، كبري المسلمية، ونادي الأسرة، إضافةً إلى أبراج النيلين، التي كانت موقعًا رئيسيًا لقناصة الدعم السريع.وفي خضم ذلك لا يزال المواطنون بمنطقة الديوم الشرقية وبري وامتداد ناصر وغيرها يعيشون تحت رحمة مجموعات قبلية تابعة لمليشيات الدعم السريع التي تصر على ارتكاب الجرائم والانتهاكات التي وصلت حد القتل والاذلال والترهيب والاغتصاب وغيرها من الفظاعات بحق العالقين الذين تتخذهم دروعا بشرية، ووسط تلك الملابسات اطلق ناشطون دعوات متكررة للجيش لاغاثة الاهالي العالقين لكن لم تحدث عمليات اجلاء واضحة غير محاولات فردية يقودها متطوعون.وينطبق هذا الواقع على العالقين بمنطقتي بري وامتداد ناصر وشميات، واللافت ان تلك الأحياء اشتهرت بثوريتها وتصديها للدكتاتوريات وقدمت الشهيد تلو الشهيد خلال ثورة ديسمبر المجيدة، والان ترزخ تحت ويلات الحرب وعسف المتفلتين وكانها حملات انتقامية تهدف لقتل روح الثورة حسبما اعتبر متطوعون.واستنكر ناشطون عدم تدخل الجيش لحماية الاهالي وللقضاء على مجموعات الدعم السريع بالديوم الشرقية وهي منطقة قريبة من مناطق سيطرة الجيش وسط الخرطوم.ووصف الناشط مهند عبد القادر في حديث مع (مداميك) حال المجموعات الاجرامية المتواجدة بالديوم بانهم سكارى فاقدون للوعي، واعداهم قليلة وهم جوعى يبحثون عن سرقة ما يسد جوعهم طول اليوم، واكد ان تسليحهم ضعيف جدا ومركباتهم القتالية بعدد اصابع اليد يتجولون في مجموعات (عصابات) ليس لها هدف ولا قائد، وكل مجموعة منفصلة تماما عن الأخرى، ما يؤكد انهم في وضع ضعيف وليست لديهم قدرة على المواجهة، ويتملكهم الخوف من دخول الجيش في اي لحظة.واستنكر مهند عدم تحرك الجيش لحسم فوضى تلك المجموعات التي ترتكز بمواقع معلومة ومحددة لدى الجميع، واستدرك “نعلم ان الجيش يتحرك طبقا لتعليمات وخطط وترتيات”، ولكنه يرى انه حال توجهت أي سرية لمنطقة تواجدهم لحسمت الفوضى، وانتقد تضخيم المليشيا التي اضحت مجرد فقاعة حسب قوله، وتسائل عن لما تصدر تعليمات لايقاف الانتهاكات المتعاظمة التي ارتكبت في حق العالقين الذين يعيشون تحت رحمة المليشيا والتي تعتبرهم دروعا بشرية مع تهديداتها المستمرة للاهالي بعدم مغادرة المنطقة.واكد المتطوع وجود مصابين وكبار سن وذوي اعاقات لا يستطيعون الخروج رغما عن تحول الديوم الى سجن كبير تمارس فيه كل انواع الانتهاكات.وتابع: “نقول لمليشيات الدعم السريع ان حربكم مع الجيش وليس المواطن، ونقول للجيش ان المواطن يستغيث بكم صباح مساء من شدة الاهوال والمعاناة التي تمارس عليه كل يوم، وانتم بشارع الحرية على بعد 100 متر من منطقة الديوم الشرقية”.