منتدى زين التفاعلي يناقش مستقبل التعليم العام في السودان

الأحداث – متابعات أطلقت الشركة السودانية للهاتف السيار “زين” يوم الاثنين 10 فبراير أولى حلقات منتداها التفاعلي عبر منصة إكس، حيث شهدت الحلقة مشاركة واسعة وتفاعلاً كبيرًا حول موضوع “التعليم العام في السودان: الواقع والمستقبل”. مشاركون بارزون ونقاشات ثرية استضاف المنتدى نخبة من الخبراء التربويين، من بينهم: الأستاذ محمد الشيخ مدني – خبير تربوي ووزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم سابقًا. الدكتور الطاهر حسن الطاهر – باحث وخبير تربوي ووكيل وزارة التربية والتعليم سابقًا.الدكتورة أم سلمة الأمين محمد – باحثة تربوية.الأستاذ معتصم إبراهيم زروق – متخصص في التعليم الأجنبي.وأدارت الجلسة بكفاءة الأستاذة أحلام جبارة، المشرفة التربوية، حيث تخللتها مداخلات قيّمة من الحضور، سلطت الضوء على قضايا التعليم العام في السودان والتحديات التي يواجهها. التعليم العام بين الماضي والحاضر استعرض الأستاذ محمد الشيخ مدني تطور نظام السلم التعليمي في السودان، مشيرًا إلى التحولات الرئيسية التي مر بها:1. نظام الأربع سنوات لكل مرحلة (ابتدائي – متوسط – ثانوي).2. إصلاحات محي الدين صابر التي أعادت توزيع السنوات لتصبح 6 سنوات ابتدائي + 3 سنوات متوسط + 3 سنوات ثانوي.3. إصلاحات حكومة الإنقاذ التي ألغت المرحلة المتوسطة، لتصبح 8 سنوات ابتدائي + 3 سنوات ثانوي، وهو ما تسبب في تقليص عدد سنوات التعليم العام مقارنة بالمعايير العالمية.4. العودة الأخيرة إلى نظام محي الدين صابر، والتي وصفها بأنها قرار عاطفي وليس مبنيًا على دراسات موضوعية.وشدد مدني على ضرورة الالتزام بـ 12 سنة تعليمية، مع تطبيق نظام المرحلتين فقط لتقليل الفاقد التربوي الذي يحدث عند تصفية الطلاب بين المراحل. التحديات الراهنة وتأثير الحرب على التعليم تناول الدكتور الطاهر حسن الطاهر التحديات الراهنة للتعليم العام، موضحًا أن الحرب الجارية أثرت بشكل كبير على العملية التعليمية، حيث: تضررت آلاف المدارس وتحولت بعضها إلى مراكز إيواء أو مواقع عسكرية، وتوقفت العملية التعليمية في مناطق النزاع، ما أدى إلى زيادة أعداد الطلاب في الولايات الأخرى، مما شكّل ضغطًا على المدارس وتحديًا لجودة التعليم وتأثرت البنية التحتية المدرسية بفعل الحرب والسيول والأمطار، ما زاد من صعوبة توفير بيئة تعليمية مناسبة.كما شدد على أهمية إعادة تأهيل المعلمين، وإحياء معاهد التأهيل التربوي لضمان جودة التعليم، مشيدًا بالجهود التي بذلتها وزارة التربية في معالجة ملف امتحانات الشهادة السودانية رغم التحديات. التعليم الأجنبي في السودان: التحديات والفرص تطرق الأستاذ معتصم إبراهيم زروق إلى واقع التعليم الأجنبي في السودان، موضحًا أنه لا ينبغي النظر إليه باعتباره عنصرًا غريبًا، بل كجزء مكمل لمنظومة التعليم. وأشار إلى أن الحرب لم تستثنِ هذا النوع من التعليم، ما دفع العديد من المدارس الأجنبية إلى تعزيز التعليم الإلكتروني كبديل فعال لضمان استمرارية العملية التعليمية.وأكد زروق على أهمية تدريب وتأهيل المعلمين، والاهتمام بالتعليم الإلكتروني كخيار استراتيجي، مشيرًا إلى أن التعليم الإلكتروني أصبح موازياً للتعليم الحضوري في العديد من الدول. رؤية مستقبلية وتوصيات للنهوض بالتعليم في مداخلتها، أكدت الدكتورة أم سلمة الأمين أن نسبة الفاقد التربوي في نظام المرحلتين تتجاوز 40%، مشيرةً إلى أن نظام الثلاث مراحل قد يكون الأنسب نظرًا لما يوفره من مهارات إضافية للطلاب. كما أشارت إلى أن نظام المدارس النموذجية رغم كفاءته، إلا أنه أثر سلبًا على المدارس الجغرافية، ما أدى إلى تفاوت في مستويات التحصيل الأكاديمي.وأوصت بضرورة تعزيز التعليم الفني والتدريب المهني وتوسيع نطاق التعليم الإلكتروني ليواكب التطورات الحديثة وتحسين البيئة المدرسية، حيث يعاني أكثر من 40% من الطلاب من نقص في مقاعد الدراسة حتى في فترة ما قبل الحرب ، مع ضرورة تأهيل المعلمين وإعادة فتح معاهد التأهيل التربوي لضمان تحسين جودة التعليم وتطوير المناهج وطباعة الكتب المدرسية وفق معايير معهد بخت الرضا. ختام المنتدى وتأكيد على أهمية التعليم أكد المنتدى على أن التعليم العام هو أساس نهضة الأمم، ويجب أن يكون إلزاميًا ومتاحًا للجميع على قدم المساواة. كما شدد على ضرورة توفير بيئة تعليمية متكاملة، والاهتمام بتطوير التعليم الفني والتقني، والاستثمار في التعليم الإلكتروني كحل مستقبلي لمواجهة التحديات الراهنة.يُذكر أن منتدى زين التفاعلي ينعقد بشكل دوري، مستضيفًا الخبراء والباحثين لمناقشة أبرز القضايا، والمساهمة في اقتراح حلول عملية للمشكلات المجتمعية.