هل يتفق الأفارقة على عودة السودان لعضويته في الاتحاد ؟ خبراء يجيبون

سبوتنيك – عاد من من جديد الحديث عن ضرورة استعادة السودان لعضويته المجمدة في الاتحاد الأفريقي منذ أكثر من عامين، ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن والسلم الأفريقي منتصف الشهر الجاري اجتماعا لمناقشة الأمر بعد أشهر طويلة من الحرب والقتل والدمار والنزوح واللجوء والتشرد لشعب السودان.لماذا ظهر الاهتمام بإعادة السودان للاتحاد الأفريقي في هذا التوقيت.. هل هناك علاقة للتطورات العسكرية على الأرض وأيضا المستجدات السياسية العالمية؟بداية، يقول المحلل السياسي السوداني، وليد علي: “يجب النظر فيما يحدث من حرب قاربت على العامين وتم تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي قبلها، لأنه منذ اندلاع هذه الحرب في أبريل/ نيسان 2023 وحتى تاريخنا هذا قد جرت مياه كثيرة تحت الجسر”.مواقف مضطربةوأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “نلاحظ أنه في بدايات الحرب كانت مواقف الاتحاد الأفريقي وعدد من دول شرق أفريقيا مضطربة وغير واضحة تجاه وضع طرفي الصراع، وكانت هناك لغة غير عابئه بما يمثله موقع البرهان كقائد عام للقوات المسلحة السودانية ورئيسا لمجلس السيادة، أي رئيس الدولة السودانية المستقلة العضو المؤسس في الاتحاد الأفريقي نفسه وهذه النظرة كانت عاملا مشتركا بين الاتحاد الأفريقي والأوروبي وبعض دول الإقليم”.وتابع علي: “أدى التعامل مع البرهان بتلك الشكوك حول شرعيته كرئيس للسودان في ظل موقفه العسكري الضعيف أول شهور الحرب إلى التردد في مناقشة ملفات السودان العالقة في أروقة مجلس السلم والأمن الأفريقي، و ربما التعامل معه على أنه قد يهزم ويتم أسره أو قتله في أي وقت، بسبب العمليات الحربية القوية و الخاطفة التي قامت بها قوات الدعم السريع على معسكرات الجيش السوداني في كل من الخرطوم و الجزيرة و كردفان و دارفور”.وقال المحلل السياسي: “كان لتهاوي قلاع الجيش السوداني المفاجئ في بداية الحرب أثرا مُربكا لدى الدبلوماسية الأفريقية، بل حتى السياسة الدولية تجاه السودان، حيث كان المرجح اقتلاع حميدتي للسلطة بالكامل إذا ما استمرت قواته في ابتلاع الجيش السوداني كما كانت تفعل حتى آخر جندي، و لكن يبدو أن البرهان أثبت أنه قائد بارع بالفعل واحتمل ضربات خصمه مع التقهقر إلى الوراء و إظهار الضعف حتى يغري خصمه بمزيد من الاندفاع و الانتشار حتى انهكه، ثم بدأ ينقض عليه بعد أن أرهقه بين الولايات الشاسعة و كأنه أحد مشاهد افلام الممثل ستالوني في دور الملاكم روكي بالبوا”.سيناريو غير متوقعوأشار علي، إلى أن “الجيش السوداني المُثخن بالجراح بدأ يكيل اللكمات للدعم السريع الذي أصبح مذهولا يتساءل كيف ينهض الجيش بعد سقوطه المتكرر، و في سيناريو غير متوقع حرر الجيش السوداني كل المدن التي قام الدعم السريع بإحتلالها في 17 شهرا من الحرب في أقل من شهرين، وهذه السرعة في التحرير و القوة والعنفوان من الجيش السوداني أعادت وضع الدبلوماسية الافريقية إلى دائرة التفكير في مواقفها مجددا”.واستطرد: “في تصريح مفاجئ خرج الرئيس الكيني الذي كان متهما من الجيش السوداني بأنه موالي للدعم السريع، ليُعلن بأنه لن يعترف بأي حكومة تُعلن في أي مكان بالسودان، مما يعني اعترافه المباشر بسلطة البرهان و حكومته ممثلا للدولة السودانية”.تطورات مفاجئةوأكد المحلل السياسي، أن “مصر لعبت دور كبير في أروقة الاتحاد الأفريقي، خاصة بعد توليها رئاسة مجلس السلم والامن الأفريقي، ويبدو أن الدبلوماسية المصرية قد أثرت بشكل مفاجئ لخصوم البرهان داخل الاتحاد الأفريقي و قامت بتغيير مجريات الأمور، والآن البرهان أكثر قوة و يتقدم جيشه كل ساعة لإستلام مدينة أو قرية أو معسكر طاردا منه قوات الدعم السريع، و هذا قد سهل على وزير خارجيته العمل بثقة كبيرة في جولاته الأخيرة إفريقيا”.وتوقع علي، أن “يعود السودان للحضن الأفريقي، و سوف يتم التعامل مع البرهان كرئيس شرعي للبلاد و سوف يتراجع موقف حميدتي كثيرا في الاتحاد الافريقي، و قد يتم التعامل معه كمتمرد على الدولة السودانية أو معارض يجب إقناعه بالتوقف عن إحداث الفوضى، بالمقابل سوف يؤكد البرهان حسن نواياه بتشكيل حكومة مدنية مواليه له بالطبع لتكون واجهة للدولة السودانية حتى يتم انتهاء الصراع سواء عسكريا أو عبر تفاوض و إعلان انتخابات في مرحلة لاحقة، هكذا تبدو الأمور حتى الآن إذا لم تحدث معجزة تغير وضع قوات الدعم السريع المتقهقرة كل يوم إلى المجهول”.الضعف الأفريقيمن جانبه، يقول رئيس المركز العربي الأفريقي لثقافة السلام والديمقراطية، الدكتور محمد مصطفى، إن “مجلس الأمن والسلم والاتحاد الأفريقي نفسه يؤكدان ضعف الأفارقة وفشلهم في إدارة شؤونهم”.وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “الأفارقة تعودوا على الإملاءات وفرض الوصايا لأن ثقافاتهم قد امتلأت بالتبعية وتنفيذ الأوامر، فقد غير الإستعمار الشخصية الإفريقية لكي تظل تابعة سياسيٱ واقتصاديا وثقافيا وحتى رياضيا وفاقده للإرادة والإستقلالية تماما”.حل الأزمةوأشار مصطفى، إلى أن “الاتحاد الإفريقي لن يتحرك لفعل شيء أو إبطاله بقراره، وقد طالبنا مرارا وتكرارا بفك تجميد عضوية السودان في الاتحاد ليتسنى للاتحاد لعب دور قوي في معالجة الأزمة، وقد طالب بذلك أيضا مبعوث الإيقاد مولانا لورنس كوربندي أكثر من مرة، لكن ظل الاتحاد ساكن تماما، والآن عندما حقق الجيش السوداني تقدما على الأرض يريدون إعادة عضوية السودان ولعب دور قوي في حل الأزمة”.وأكد رئيس المركز العربي، أن “الاتحاد الإفريقي يظل معاق ومقيد ومشلول تماما ما لم يملك قراره وحتى يملك قراره فلابد أن يملك قوته، فلا يعقل أن ينتظر الإتحاد ميزانيته من الغير مع أنه يملك كل كنوز الأرض في باطنها وظاهرها، ولكنه مشلول سياسي واقتصاديا واجتماعيا”. زر الذهاب إلى الأعلى