خبراء : البرهان يسير في سياسة الهروب إلى الأمام مثلما صنع البشير.. وسط دعوة أمريكية للتحقيق
البرهان والبشير من المتوقع أن يواجه الفريق عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، المزيد من العقوبات الدولية، بناءً على طلبات الولايات المتحدة لإجراء تحقيق في التقارير التي تقول إن الجيش السوداني استخدم الأسلحة الكيميائية ضد قوات الدعم السريع. يعتقد الخبير السياسي، عمر محمد النور، في تصريح لموقع “إرم نيوز” أن تصرفات الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه ستؤدي إلى فرض عقوبات إضافية على البرهان، لكنه أكد أنه سيستمر في مواصلة الحرب حتى في حال فرض عقوبات جديدة. بناءً على المصادر، يُتوقع أن يتعرض قائد الجيش السوداني لضغوط شديدة لإجباره على المشاركة في مفاوضات لوقف الحرب، لكنه لا يعتقد أن البرهان سيستجيب لهذه الضغوط. أشار إلى أن فرض العقوبات الدولية على البرهان سيجعله يتمسك بالسلطة للاعتقاد بأنها ستحميه من تنفيذ تلك العقوبات التي تم فرضها عليه. أضاف النور أن “البرهان سيسير على خطى الرئيس المخلوع عمر البشير في سياسة الهروب إلى الأمام، مشيراً إلى أن البشير استخدم الأسلحة الكيميائية خلال فترة حكمه في جبل مرة بدارفور ضد حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور”. وأوضح أن “البرهان يقوم الآن بنفس أفعال الظلم التي ارتكبها البشير، ويمكن أن يصبح في نفس المصير الذي ألقى بسلفه فيه، حيث أصبح مُطارداً من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور بغرب السودان”. وأشار إلى أن “نفس المجموعة السياسية التي ورطت البشير في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في دارفور، عادت اليوم لتكون متحكمة في قرار الجيش وتدفع البرهان نحو نفس المصير، مما يجعله عُرضة لعقوبات دولية”. ودعا غريغوري دبليو ميكس، العضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى إجراء تحقيق سريع وشامل فيما يتعلق بالتقارير التي تشير إلى استعمال الجيش السوداني للأسلحة الكيميائية في حربه ضد قوات الدعم السريع، حسبما ورد في البيان. ترحيب بعقوبات إدارة بايدن رحب البيان المنشور على موقع الكونغرس بالعقوبات التي أعلنتها إدارة الرئيس المنتهية ولايته “جو بايدن” الأسبوع الماضي بحق قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، بسبب “استخدامه التجويع كوسيلة، وعرقلته بصورة منهجية تدفق المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وتحمله المسؤولية عن تعذيب المعتقلين، والهجمات على المدنيين من خلال القصف والغارات الجوية وتدمير البنية التحتية”. هجمات انتقامية وأشار المشرّع الأمريكي في بيانه إلى أن “جنود الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معهم، الذين استعادوا السيطرة مؤخرًا على مدينة ودمدني، نفذوا هجمات انتقامية وحشية استهدفت جماعات عرقية محددة بعد اتهامهم بالتعاون مع قوات الدعم السريع، متضمنةً هذه الهجمات إعدامات فورية وانتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان بحق المدنيين”. وقد تعهد غريغوري ميكس بالعمل مع زملائه في الدورة الـ119 للكونغرس لضمان بقاء السودان أولوية في السياسة الخارجية الأمريكية، بما في ذلك إعادة تقديم تشريعه الشامل “قانون المشاركة الأمريكية في سلام السودان” للمساعدة في تحقيق المساءلة عن الفظائع. قلق أمريكي وقد أفادت تقارير صحفية أمريكية باستخدام الجيش السوداني للأسلحة الكيميائية في مناسبتين على الأقل ضد قوات الدعم السريع التي يقاتلها خلال الحرب الجارية. ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأسبوع الماضي عن أربعة مسؤولين كبار في الولايات المتحدة قولهم إن الجيش السوداني قد استخدم هذه الأسلحة مؤخرًا في مناطق نائية من السودان، مستهدفًا أعضاء في قوات الدعم السريع. لكن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن هذه الأسلحة قد تُستخدم قريبًا في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في العاصمة الخرطوم. وقالت الصحيفة إن استخدام الأسلحة الكيميائية يعد تجاوزًا جديدًا للحدود في الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي أدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث قُتل ما يصل إلى 150,000 شخص، وتم تشريد أكثر من 11 مليون شخص، وأصبحت البلاد الآن تواجه أسوأ مجاعة شهدتها منذ عقود. وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت فرض عقوبات على البرهان باعتباره واحدًا من الذين يزعزعوا استقرار السودان ويقوضوا هدف الانتقال الديمقراطي.