انعدام وشح الدواء يهدد حياة العالقين بمناطق الصراع

الخرطوم: مداميكتسببت الحرب المندلعة في البلاد في أضرار بالغة للقطاع الصحي، خاصة في المناطق المتضررة بصورة مباشرة من الصراع، وخرجت العديد من المستشفيات عن الخدمة فيما تعرضت غالبية المؤسسات الطبية لعمليات نهب وتخريب وسط شكاوى من انعدام الدواء لتصبح اوضاع المواطنين في خطر مضاعف، ومن لم يصبه القصف او الرصاص تفتك به الامراض وصعوبة الحصول على الدواء.ووجهت غرفة طوارئ جنوب الحزام بالخرطوم نداءً عاجلاً لدعم الأدوية والمستلزمات الطبية لضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية في المنطقة. وحذرت الغرفة في بيان من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يهدد قدرتها على الاستمرار في تقديم خدماته الضرورية، ونبهت الى ان المركز يعد المنفذ الصحي الوحيد بالمنطقة التي يتكدس فيها غالبية المواطنين ويعتمدون عليه بشكل اساسي في تلقي الخدمة العلاجية.وقالت الغرفة ان المركز يستقبل يوميا حوالي (30) حالة مرضية على الأقل، حيث يوفر الرعاية الصحية اللازمة في عدة تخصصات منها الباطنية والجراحة. ووفقًا للغرفة، يفتقر المركز لتقديم الخدمات الأساسية مثل فحص الدم، ترسيب الرطوبة، وفحص الملاريا.ومن جهتها كشفت شبكة أطباء السودان في تقرير عن حجم الأضرار التي لحقت بالقطاع الصحي الخاص في ولاية الخرطوم خلال الحرب في الفترة ما بين أبريل 2023 وحتى نوفمبر 2024. وأوضح التقرير أن (73) مستشفى خاصا من أصل (80) توقفت عن الخدمة، نتيجة للنهب والتدمير الذي طال المنشآت الطبية، وتحويل بعضها إلى مقرات عسكرية، مما تسبب في خسائر مالية قُدرت (121) مليون دولار.ويشهد السودان ندرة وشح في الأدوية وارتفاع أسعارها، ووفقا لتقارير سابقة فإن الحرب أجبرت أكثر من 2800 صيدلية مسجلة بالعاصمة الخرطوم على إغلاق أبوابها، وتعمل فقط أقل من 50 صيدلية في ظل ظروف أمنية صعبة. كما توقفت (41) من شركات الأدوية وأكثر من (90%) من مصانع الدواء عن العمل تماما منذ اندلاع الحربواتهم التقرير قوات الدعم السريع بنهب وتدمير المؤسسات، وأشار التقرير الذي أعده فريق من المختصين والخبراء بالتواصل مع ملاك المستشفيات، أن هذه الممارسات أدت إلى شلل كامل في القطاع الصحي الخاص في الولاية وحذر من انعكاس ذلك على الخدمات الصحية في الحاضر والمستقبل. ووصف التقرير التدمير بأنه انتهاك صارخ لقواعد الحرب الدولية التي تحظر الاعتداء على المرافق الصحية.ومن جانبها حذرت منظمة الصحة العالمية من انهيار نظام الرعاية الصحية في السودان خصوصا في المناطق التي يصعب الوصول إليها وتقع تحت سيطرة الدعم السريع. وأضافت في بيان “لا تزال المرافق الصحية تتعرض للدمار والنهب وتعاني من نقص حاد في الموظفين والأدوية واللقاحات والمعدات والإمدادات وقالت إن ما يقارب من (15) مليون سوداني بحاجة إلى رعاية صحية عاجلة ومنقذة للحياة”.إلى ذلك قدرت وزارة الصحة حجم الأضرارا والخسائر بالمستشفيات والمراكز الصحية بنحو 11 مليار دولار. وطبقا للمتابعات تعاني (9) من أصل 18 ولاية بالسودان من صعوبات كبيرة في تلقي الخدمات الصحية نتيجة للحرب وانعدام الأمن في تلك الولايات.ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 صراعا على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلّف (13100) قتيل حسب الأمم المتحدة، وتسببت الحرب في نزوح (7.3) مليون شخص في السودان ولجوء اكثر من مليوني شخص إلى دول الجوار.