في ذكرى ميلاد أسمهان| نهاية مأساوية تثير الدهشة
تحل اليوم 25 نوفمبر 1912 ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة أسمهان التي أثرت القلوب والعقول بجمالها وصوتها العذب الممتلئ بالبهجة والشجن، ورغم رحيلها في ريعان شبابها إلا أنها تركت بصمة لا تُنسى من الأعمال الفنية الموسيقية الخالدة. من هي أسمهان؟ اسمها الحقيقي آمال فهد إسماعيل الأطرش، واشتهرت بـ أسمهان، وهي من عائلة الأطرش، واحدة من أكبر العائلات في سوريا، من طائفة الدروز المسلمين، وهى شقيقة الفنان فريد الأطرش، حيث ولدت على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا يوم 25 نوفمبر 1912 ويتردد تاريخ آخر وهو 1917، ولكن التاريخ الأول أقرب للصحة، وهي الابنة الوحيدة التي كتب لها الحياة في أسرتها بعد وفاة شقيقتها الصغري وداد.اقرأ أيضا| في ذكرى ميلادها.. محطات فنية مهمة في حياة «أسمهان» بداية أسمهان الفنية بدأت أسمهان منذ 1931 تشارك أخاها فريد الأطرش في الغناء في صالة ماري منصور في شارع عماد الدين بعد تجربة كانت لها إلى جانب والدتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية، وراح نجمها يسطع في سماء الأغنية العربية، ولكن تعطلت مسيرتها بعد ثلاث سنوات فقط بعد زواجها من الأمير حسن الأطرش وانتقالها للعيش معه إلى جبل الدروز في سوريا ليستقروا في قرية عرى مركز إمارة آل الأطرش لتمضي معه كأميرة للجبل مدة ست سنوات رزقت خلالها ابنة وحيدة هي كاميليا، لكن حياتها في الجبل انتهت على خلاف مع زوجها، فعادت من سوريا إلى مصر، وقد عاد إليها الحنين إلى عالم الفن لتمارس الغناء ولتدخل ميدان التمثيل السينمائي.قدمت عام 1941 أول أفلامها انتصار الشباب إلى جانب شقيقها فريد الأطرش، فشاركته أغاني الفيلم.وفي خلال تصويره تعرفت إلى المخرج أحمد بدرخان ثم تزوجته عرفيا، ولكن زواجهما إنهار سريعًا وانتهى بالطلاق دون أن تتمكن من نيل الجنسية المصرية التي فقدتها حين تزوجت الأمير حسن الأطرش، وفي سنة 1944 مثلت في فيلمها الثاني والأخير غرام وانتقام إلى جانب يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمود المليجي وبشارة واكيم وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية حياتها. وسبق لها أن شاركت بصوتها في بعض الأفلام كفيلم يوم سعيد، إذ شاركت محمد عبد الوهاب الغناء في أوبريت مجنون ليلى، كما سجلت أغنية محلاها عيشة الفلاح في الفيلم نفسه، وهي من ألحان محمد عبد الوهاب الذي سجلها بصوته في ما بعد، كذلك سجلت أغنية ليت للبراق عيناً في فيلم ليلى بنت الصحراء. وفاة اسمهان ورغم رحيلها المبكر في صباح الجمعة 14 يوليو 1944 تركت اسمهان تراثا نادرا من الأغنيات يصعب تكراره من ألحان القصبجي الذي راهن كثيرا على صوتها، والموسيقار محمد عبد الوهاب، وإبداعات زكريا أحمد والسنباطي، واشعار أحمد رامي وبيرم التونسي.توفيت أسمهان في ظروف غامضة شكلت صدمة كبيرة للوسط الفني والجمهور على حد سواء، في 14 يوليو عام 1944، انقلبت السيارة التي كانت تقلها وصديقتها، مما أدى إلى غرقهما في ترعة الساحل أثناء رحلتهما إلى رأس البر،وقد فقد السائق السيطرة على السيارة، في حين لم يتعرض هو لأي أذى، رحيل أسمهان وأسئلتها حول الحادثة وهويته لم تزال محور جدلٍ حتى يومنا هذا، حيث توفيت وهي في الثانية والثلاثين من عمرها، تاركة خلفها إرثاً فنياً وغموضاً مستمراً.