منير العرقي: أيام قرطاج المسرحية الـ25 تساند القضية الفلسطينية| حوار
العرض الصيني “عودة النجم” يفتتح الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحيةسوريا وجنوب أفريقيا ضيفا شرف أيام قرطاج المسرحية الـ25 39 عرضا بمسابقات “الرسمية والعربية والأفريقية والسجون” لأيام قرطاجالمسرح والفن تأثر بالأزمة الاقتصادية.. والمهرجان الناحج يحقق رواجًا سياحيًا واقتصاديًا 23 نوفبر الجاري، يتجدد اللقاء بين المسرحيين وعشاق أبو الفنون في العاصمة التونسية قرطاج مع انطلاق الدورة الـ25 للمهرجان الدولي ل أيام قرطاج المسرحية، والتي تحظى باهتمام كل محبي المسرح عربيا وأفريقيا بل ودوليا، داخل أروقة المهرجان، لقاءات وتبادل تجارب وندوات وورش فنية إلى جانب العروض المسرحية المختلفة.كل ماسبق يلزم مجهودا كبيرا في التحضير والاستعداد ومزيد من التحديات والصعوبات، التي كشف عنها وعن الكثير من التفاصيل، المخرج والفنان منير العرقي المدير الفني ورئيس لجنة تنظيم الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية، في حواره لـ “بوابة أخبار اليوم” قبل ساعات قليلة من انطلاق حفل الافتتاح مساء 23 نوفمبر الجاري. بداية نريد أن نتحدث عن سمات وأهم ملامح الدورة الـ25 لأيام قرطاج المسرحية تقام هذه الدورة في ظرف إنساني عالمي صعب يعاني فيه أشقاؤنا الفلسطينيون واللبنانيون مختلف أشكال الغطرسة والاضطهاد من قبل الكيان الصهيوني الغاشم، فقد اختارت أيام قرطاج المسرحية أن تكون مساندتها مطلقة للقضية الفلسطينية العادلة في تناغم مع المساندة الرسمية والشعبية لبلادنا تضامنا مع كل فرد فلسطيني وكل شبر من تراب فلسطين، وحرصنا في التحضيرات للدورة الـ25 من أيام قرطاج المسرحية أن نحافظ على انتظامها واستمرارية أقسامها، وأهم مايميز المهرجان أن له خصوصيته فهو يهتم وينفتح على المسرح العربي والأفريقي، ومع ذلك يستقبل عروض من العالم تحت عنوان “مسرح العالم” وفي كل مرة نركز فيه على قارة معينة، وهذا العام نركز على قارة آسيا وتحديدا الصين، فعرض الافتتاح من الصين “عودة النجم- Star Returning” الذي سيبدأ جولته العالمية من تونس، في إشارة إلى مكانة المهرجان كجسر ثقافي عالمي، ولدينا دولتين ضيفا شرف، عربيا “سوريا”، وأفريقيا “جنوب أفريقيا”، وخصص لهما برنامجا مميزا للاحتفاء بهما، كما أن من مميزات أيام قرطاج المسرحية مسابقة “مسرح الحرية” وهو خاص بعروض النزلاء في السجون التونسية حيث في الإصلاحيات يمارسون دائما الأنشطة الثقافية وخاصة المسرح ويرغبون بالمشاركة في المهرجان. اقرأ أيضًا | مخرج وأبطال فيلم “سلمى” يهدون العمل لروح الفنان عبد اللطيف عبد الحميد نخصص لهم مكان خاص بعروضهم وهذا المسرح يلقى رواجا كبيرا جدا من الجمهور وضيوف المهرجان، أيضا نهتم بالمسرح الذي يعتني بالقضايا الإنسانية، فمثلا مرض التوحد من المفرح بالنسبة للمريض أن يخرج من عالمه فالمسرح يكون وسيل لعلاجه وتعبيره عن ما يهمه، سنقدم نماذج من التجارب الرائدة في هذا الأمر، وكذلك من مسرح متحدي الإعاقة وذوي الهمم، لهم مشاركة مميزة. والمهرجان هو قاطرة لتأسيس مشهدية مكثفة طيلة أيام الفعاليات ولا يمكن أن نغفل المسرح المدرسي والأطفال أو الجامعي، وكذلك نهتم بمشاركة الأكاديميين ودارسي المسرح سواء بأعمال أو بالحضور، فنحرص أن يكون المهرجان منفتح على المحيط التونسي. حدثنا عن برنامج عروض ومسابقات الدورة 25 هناك برنامج استثنائي يجمع بين التنوع والتميز، يتضمن عروضًا تونسية، عربية، إفريقية، وعالمية، يتنافس في “المسابقة الرسميّة 12 عرضا وهي: “رقصة سماء” إخراج الطاهر عيسى بن العربي تونس، “البخارة” إخراج صادق طرابلسي من تونس، و”العاشق” إخراج نبيل عازر من فلسطين، و”اثنين بالليل” إخراج سامر حنا من لبنان، و”بيت أبو عبد الله” إخراج أنس عبد الصمد من العراق، و”منطقة حرّة” باردول ميغان من بنين، و”طبيب بعد الموت” إخراج إبراهيما سار من السنغال، و”لعبة النهاية” إخراج السعيد قابيل من مصر، و”بين قلبين” إخراج محمد يوسف الملا من قطر، و”يا طالعين الجبل” إخراج عبد السلام قبيلات من الأردن، ول”افكتوريا” إخراج أحمد أمين ساهل من المغرب، و”كيف نسامحنا؟” إخراج محمد العامري من الإمارات العربية المتحدة، وفي قسم “تعبيرات مسرحية في المهجر” عرضان هما “اللاجئان” إخراج محمد وأحمد ملص إنتاج سور يا وفرنسا، و”الإنسان ذئب لأخيه” إخراج جريجوار غابرييل فانروبايس إنتاج “فرنسا – تونس بلجيكيا”، وتضم مسابقة “مسرح السجون” هذا العام 12 عملا مابين عروض لشباب وفتيات من السجون، ولدينا 13 عرضا في قسم العروض المسرحية العربية والإفريقية هي: «آن لمملكتي أن تكون» إخراج أوديل سانكرا من بوركينا فاسو، و«أنا هكذا… تقبلني أو ترفضني» إخراج عبدون فورتوني من كومبا بالكونغو، و«آيس دريم» إخراج وليد عمر الألفي من السودان، و«العاصفة» إخراج عدي الشّنفري من سلطنة عمان، و«سقيفة» إخراج سليمان قطان من الجمهورية العربية السورية. هذا إلى جانب عرض بعنوان «سيناريو وحوار» إخراج فيصل العبيد من الكويت، و«كاميرا» إخراج مجد القصص، من الأردن، و«مونولوغ» إخراج نورس برّو من الجمهورية العربية السورية، و«نجع الغيلان» إخراج توفيق قادربوه من ليبيا، و«وين رايحين؟» إخراج حيدر منعثر من العراق، و«ما قبل المسرح» إخراج سعيد زكرياء من الجزائر، و«اصطياد» إخراج مهند كريم من الإمارات العربية المتحدة، و«ترانزيت طرابلس» إخراج كارولين حاتم من لبنان، وبرنامجا خاصا للورش التدريبية والفنية و«الماستر كلاس» ويقدمها مجموعة من المسرحيين والفنانين من تونس والوطن العربي والعالم، يشمل 9 ورش مختلفة هي ورشة بعنوان «الممثل وقرينه» ويقدمها الفنان الفاضل الجعايبي، وورشة «الموسيقى والجسد» يقدمها كريم الثليبي، وورشة «الكتابة المسرحية.. كيف نكتب الحرب» يقدمها محمد القاسم، وورشة «إدارة الممثل» يقدمها تيم سابل، وورشة «المسرح الإيمائي من الشخص إلى العرض» تقديم خالد بوزيد، وورشة «المهرج» يقدمها كريستوف عناني، وورشة «الفعل: التشكيلي، النفسي والحركي» تقديم إيڨور ياتسكو، و«التمثيل التفاعلي» تقديم بيتر بارلو، وورشة «الحركة والجسد في التكوين المسرحي» تقديم فاضل الجاف، كما أن هناك الندوة الدولية لهذه الدورة تحمل عنوان “المسرح والإبادة والمقاومة: نحو أفق إنسي جديد”. ماذا عن قائمة المكرمين هذا العام ومعايير الاختيار؟ هذا العام نحتفي بعدد من رواد المسرح من خلال تكريم أسماء لامعة عربيا وأفريقيا تقديرا لمسيرتهم الفنية، وهم: الفنان والمخرج السوري دريد لحّام، ومن تونس، لمين النهدي، عيسى حراث، وبشير القهواجي، المخرج ممدوح الأطرش من سوريا، ود.سامي الجمعان من السعودية، ومن تونس أيضا آمال بكوش، وجيهة الجندوبي، ومقداد الصالحي، ويحيى الفايدي، وفاطمة البحري، ومنير بن يوسف، ويتم تكريم فرقة عيون الكلام: (آمال الحمروني وخميس بحري)، ويتضمن برنامج تكريمات المهرجان هذا العام “لمسة وفاء” لعدد من فناني تونس وهم: عبد المجيد جمعة، ومراد كروت، والسعدي الزيداني، وعبد الحق خمير، وعبد العزيز بالقايد حسين، ومحجوبة بن سعد، ومحمد مورالي، كما يحتفي المهرجان بالمسرح السوري، حيث يكون الاحتفاء، في كل دورة من دورات أيام قرطاج المسرحية، بالمنجز المسرحي في دولة عربية أو إفريقيّة سنة قائمة، ويندرج هذا الاحتفاء ضمن روح المهرجان واختياراته، منذ نشأته، فلقد نشأ ليوفر فضاء لالتقاء المسرحيين العرب والأفارقة لتبادل تجاربهم تبادلا لا ينفي تفاعلهم مع مسارح العالم. حدثنا عن تصميم البوستر الرسمي للدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية البوستر صمم بشكل مميز وفيه دلالة خاصة عن آمال وتطلعات لحياة أفضل في المستقبل من خلا المسرح، حيث كما ينبت الورد بين مفاصل الصخر ينبت الأمل في غد أفضل، وصمم بشكل مختلف ليكون قناع المسرح في مواجهة العالم يطالع الإنسانية في عمقها وتعقيدها لينبض الحرف تعبيرا ورمزا دافقا بالحياة، وهو من تصميم عاطف معزوز. كيف تأثر المسرح خاصة والفن عامة بالأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم؟ المسرح أو الفن هو متنفس للشعب كامل، وبالفعل تأثر سلبا بالحالة الاقتصادية، وفي تونس مررنا بضائقة اقتصادية كبرى مثل تقريبا كل العالم، فأصبح المواطن همه الأكبر توفير الطعام والشراب وليس الجانب الترفيهي أن يذهب للمسرح أو السينما، فهذا بالطبع كان له التأثير السلبي على الحركة المسرحية والفنية، والدولة أصبحت غير قادرة على الإنتاج الدرامي ولا المسرحي ولا لوم عليها بسبب الوضع الاقتصادي، ولكن المشكلة هنا حلها عند المستثمر فلابد أن يكون له دوره في هذا الأمر فعليه أن يضخ الأموال والاستثمار في الإنتاج الفني والمسرحي فهو واجب عليهم. كيف تأثر أيام قرطاج المسرحية هذا العام بتلك الأزمة؟ بالنسبة لأيام قرطاج المسرحية، تأثر كثيرا بالأزمة الاقتصادية، فكنا مثلا حينما نريد استقطاب مسرحية على مستوى عال للمشاركة في المهرجان يلزم دفع مبالغ كبيرة جدا مقابل حضورها، وهذا أصبح أمر صعب جدا، وهنا نحاول بالعلاقات الخارجية الدولية وعقد اتفاقات للدعم الدولي، لأن ميزانية المهرجان تأثرت كثيرا خاصة مع الارتفاع الكبير في الأسعار والتكاليف، وأصبح نبحث عن طرق مختلفة للدعم والتمويل. كيف ترى المسرح التونسي.. وكيف تثري المهرجانات الحركة المسرحية؟ المسرح التونسي، عرف فترات ازدهار في الثمانيات حينما خرج الكثير التونسيين للدراسة في الخارج في انجلترا وإيطاليا وباريس ورومانيا وأوروبا الشرقية، وعادوا لنقل تجاربهم ودراساتهم إلى المسرح التونسي، المسرح التونسي متنوعا حيث تأثر بثقافات عديدة فهو خليط من ثقافات عالمية وعربية مختلفة، فالخليط الموجود في تونس جعل المسرح التونسي متميز ومتنوع ينفتح على الشرق وعلى الغرب وعرف أنواع أخرى من الفنون مثل مسرح “العرائس والماريونيت والأراجوز”، ومع تأسيس المسرح البلدي من أوائل 1900 كان يقدم عروض للفرنسيين الإيطاليين ومن جنسيات مختلفة للجالية، وهذا جعل التونسي ينخرط ويؤسس المسرح المناضل ويقدم عروض لفئات مختلفة، ومع تأسيس المعهد زاد في الحركة المسرحية، وفي الثمانينات ازدهر المسرح مع عودة المبدعين الدارسين بالخارج، كما أنه للمسرح المدرسي دورا هاما جدا وكبيرا وساهم كثيرا في تأهيل جمهور متذوق للفن وللمسرح وأفرز مبدعين ومسرحيين، وأقول للجيل الجديد إذا كنت تهتم بالمسرح ستنجح ولكن إذا تعاملت معه على أنه مهنة فقط فستقف مكانك ولا تحقق أي شئ من الإبداع ولا النجاح، والمهرجانات هي حدث، وأيام قرطاج من أهم مهرجانات مسرحية بالوطن العربي، وانتظام المهرجان في حد ذاته يؤثر ثقافيا وفنيا واقتصاديا وسياحيا، فكثير من المجالات تتحرك مع إقامة المهرجان، فالمهرجان الناجح هو الذي يحقق النجاح الاقتصادي والفني على حد سواء. ماهي التحديات التي تواجه المسرح في تونس؟ من أهم التحديات هي التحديات الاقتصادية والإنتاجية ولابد من التعاون والتضافر من الجميع في حلها وتذليلها، فالثقافة والفن والمسرح شئ أساسي وشأن عام وليس شأن وزارة الثقافة فقط، ولابد على كل وزارة أن يكون من ضمن اهتماماتها تقديم الفن لتثقيف من هي مسؤولة عنهم والرقي بالذوق وبناء الإنسان، وأيضا على رجال الاعمال تخصيص ميزانيات للفن والثقافة حتى تخفف العبء عن الدولة، فلابد أن يعاد التفكير في أهمية الفن، والمسرح بشكل خاص.