سفير السودان لـ (الكرامة): الكويت سندت شرعية السودان والجيش
الكويت سندت شرعية السودان والجيش ولم تتدخل في شؤونه الداخلية ..
من ابرز الدول المؤيدة لتنفيذ مخرجات جدة ومؤتمر (جوار السودان) بالقاهرة
لم تربط مساعدتها باجندة سياسية وهذا ما قدمته للشعب السوداني (….)
الكويت ستنال ميزات تفضيلية فى مشروعات اعادة ما دمرته الحرب
تأثرت علي مستوي القيادة والشعب بالمصيبة التي حلت علي السودان
الجالية السودانية تتمتع بسمعة طيبة لخلو سجلات افرادها من الجرائم ..
العلاقات السودانية الكويتية ضاربة بجذورها في اعماق التاريخ وتشهد تقدما وتطورا مستمرا في كافة المجالات وتسعي دبلوماسية البلدين جاهدة للنهوض بها اكثر، وخلال حوار اجرته ( الكرامة ) مع سفير السودان بالكويت عوض الكريم الريح بله اكد علي تأثر الكويت علي مستوي القيادة والشعب بالدمار الذي حل بالسودان عقب اندلاع الحرب مبينا ان الجميع تنادي للتخفيف من اثار المصيبة التي حلت بالشعب السوداني الذي شرده التمرد وسرق ممتلكاته واغتصب حرائره ، واكد سعادة السفير ان الكويت وقفت في اطار منظومة العمل العربي المشترك موقفا مساندا لشرعية الدولة والقوات المسلحة السودانية ودعما لوحدة السودان كما ايدت ضرورة تنفيذ مخرجات جدة ودول جوار السودان بالقاهرة ، وقال انه ستكون لها ميزات تفضيلية تتولي بموجبها تنفيذ مشروعات حيوية في مرحلة اعادة اعمار ما دمرته الحرب واشاد بالجالية السودانية بالكويت واعتبرها من افضل الجاليات التي تتمتع بسمعة طيبة لخلو سجلات افرادها من الجرائم – الي نص الحوار :
حوار – لينا هاشم
سعادة السفير .. بداية حدثنا عن طبيعة العلاقات السودانية الكويتية وابرز محطاتها التاريخية؟
بدأت العلاقات السودانية الكويتية مع بواكير نيل الكويت استقلالها في العام 1961م، حيث سارع السودان الذي كان سابقاً لها في ذلك إلى الاعتراف بها والإسهام مع أشقائه العرب في صون استقلالها لأنها تعرّضت لمهددات إقليمية، وكان ذلك عبر تفويج قوة عسكرية سودانية كبيرة عملت مع قوات من دول عربية أخرى على حماية الكويت حتى زال ذلك المهدِّد. فيما بعد تمَّ تعيين قائد القوة السودانية اللواء صديق الزيبق أول آمر للكلية العسكرية بالكويت،كما كان السودان أول دولة تنال قرضاً من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عقب إنشائه، حيث خُصِّص ذلك القرض لتوسعة السكة الحديد.
استنادا علي متانة العلاقات التاريخية بين البلدين ـ ما تأثير تطورات الاوضاع في السودان على هذه العلاقات ؟
حدث تأثر كبير في الكويت على مستوى القيادة والشعب وهم يرون الدمار الذي حلَّ بالسودان في أعقاب اندلاع الحرب وقد تنادى الجميع للتخفيف من آثار المصيبة التي حلَّت بالشعب السوداني الذي شرَّده التمرد وسرق شقىا عمره واغتصب حرائره، حيث حمل الجسر الجوي الكويتي الذي انطلقت أولى رحلاته في الخامس من مايو 2023م أول دفعة مساعدات تصل إلى السودان بعد الحرب.
ووقفت الكويت في إطار منظومة العمل العربي المشترك موقفاً مسانداً لشرعية الدولة والقوات المسلحة السودانية وداعماً لوحدة السودان وتميزت بعدم التدخل في شئونه الداخلية كما أيدت تنفيذ مخرجات منبر جدة ومقرَّرات مؤتمر دول جوار السودان بالقاهرة.
لم تتوقف الكويت ولم تتوان عن تقديم العون للسودان فهل يعود ذلك لتميز في علاقات البلدين ام لطبيعة الكويت حكومة وشعبا في تقديم العون لكل من يطلبه ؟
بالتأكيد يرجع ذلك للسببين معاً – كرم الشعب الكويتي وتعلُّقه بمساعدة الآخرين ومتانة العلاقات بين السودان والكويت.
كيف تقيمون دورها الانساني وحجم الدعم الذي تقدمه للمواطن السوداني في ظل الظروف الحالية ؟
كما ذكرت ان أولى رحلات الجسر الجوي الكويتي انطلقت العام الماضي في الخامس من مايو 2023م، وما أود إضافته هو أن عدد رحلات هذا الجسر في العام الماضي قد فاق العشرين رحلةً، بالإضافة إلى باخرة مساعدات طبية وغذائية و إيوائية ، أما هذا العام فقد أرسلت الكويت باخرةً محملةً بأدوية لمرضى السرطان وسيَّرت حتى الآن ثلاث رحلات جوية ، وستترى الرحلات خلال الفترة القادمة فضلاً عن ذلك ستعمل الكويت عبر أذرعها الحكومية والطوعية على إعادة تأهيل القطاع الصحي في أعقاب الدمار الذي أحدثته المليشيا.
فيما يتعلق بالازمة الحالية في السودان – ماهو الدور الكويتي المنتظر في انهاء الازمة وفي بناء مادمرته الاحداث ؟
للكويت سياسة ثابتة في عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى، أو لِنقل حصرها لدورها في التدخُل الحميد القائم على عدم ربط القروض والمساعدات التي تقدٍّمها للآخرين بأي أجندة سياسية. لذلك كان تاريخها في السودان مزداناً بتمويل مشروعات البنى التحتية كسدي مروي وأعالي عطبرة وستيت وتعلية سد الروصيرص والعديد من مشروعات الطرق والتوليد الكهربائي والمياه. كما رعت الكويت في العام 2010م المؤتمر الدولي لإعمار شرق السودان واستضافته، وكذلك بالمشاركة في مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يأتي مشروع سكّر كنانة على رأس قائمتها، هذا غير دخولها شريكاً في عدد من مشروعات العمل الاقتصادي العربي المشترك، كما تُوجد العديد من مشروعات الاستثمار المباشر الممولة كلياً أو جزئياً من الكويت كشركة الفنادق السودانية الكويتية(هلتون) والشركة السودانية الكويتية للبناء والتشييد(العمارة الكويتية) والشركة الكويتية للدواجن وشركة زين للاتصالات. هذا الإرث الكبير يؤهل الكويت لتحتل موقعاً متقدماً وتنال ميزات تفضيلية تتولَّى بموجبها تنفيذ مشروعات حيوية في مرحلة إعادة إعمار ما دمَّرته الحرب. فضلاً عن السعي لإنعاش التجارة البينية معها ممَّا يضع حداً لحالة الركود التي شهدتها العلاقات الاقتصادية ويعود بالمصلحة للبلدين الشقيقين.
ماهي اوضاع الجالية السوداني بالكويت حاليا ؟
تعدُّ الجالية السودانية بالكويت من الجاليات متوسطة العدد، حيث يبلغ تعدادها ما يقارب عشرين ألفاً يمضون في ازدياد، خاصةً بعد الحرب، وهي تتمتَّع، بشهادة المسؤولين وسلطات الهجرة، بسمعة طيبة؛ بسبب خلو سجلَّات أفرادها من الجرائم الكبيرة التي تؤرق المسئولين وتنعكس آثارها على المجتمع؛ ممَّا ولَّد رغبةً لدى القائمين على الأمر في استقدام المزيد من السودانيين، خاصةً في القطاعات المهنية كالأطباء والكوادر الطبية المساعدة والمعلمين والمهندسين والفنيين.
اشرت الي ان الجالية السودانية باتت كبيرة ولها رموز ساطعة في مجالات عديدة ـ كيف يمكن ان نجعلها نافذة ومؤثرة وداعمة للسودان في هذه المرحلة الحرجة ؟
هنالك أدوار وطنية كبيرة تنظر الجالية السودانية بالكويت، وقد قام جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج مؤخراً وبالتشاور مع السفارة بحل مجلس الجالية الذي انتهت ولايته وكلَّف لجنة تسييرية لستة أشهر لترتِّب للقواعد لتختار مجلساً جديداً يقود الجالية نحو المزيد من الالتفاف حول قضايا الوطن، ويدعم قواته المسلحة وهي تخوض معركة الكرامة، ويعمل على تعزيز الجهود الرسمية لترسيخ علاقات السودان مع الكويت.