لماذا نَدعم الجيش ولماذا يُحاربونه..!
“لا فرقَ بين أن تحيا لكي تُحقّق معنى الكرامة في حياتك أو أن تموتَ في سبيلها، إنّها الحدّ الواصل بين الحياة والموت”.. أيمن العتوم في رواية “حديث الجنود”..!
في أواخر أسابيع حكومة حمدوك الأولى قلتُ مخاطبةً سياسياً من رموز الحرية والتغيير، ذات جدال إسفيري، إن الجيش السوداني اليوم – وبعد تجارب وإخفاقات أول حكومة مدنية بعد نجاح الثورة – قد بات هو الأقرب إلى وجدان عامة السودانيين من حكومة حمدوك..!
أما لماذا فلأن عقيدة الجيش العسكرية كانت وما تزال هي الأقرب إلى عقيدة الشعب الوطنية الخالية من أغراض السياسة وأجندات السياسيين..!
المواطن السوداني الذي يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، ويجامل في الأتراح ويبشِّر في الأعراس، ويحرص على عفو ورضا الوالدين، ويقيل عثرات أولي القربى، ويصلي الجماعة في المساجد، لن يدين بالولاء لغير جيش بلاده..!
الشعب السوداني الذي يتقاسم الخبز والملح وعبوات ماء زمزم ومياه الوضوء، وحِلل المُلاح وصواني الضيوف، وعلب السجائر وأكياس السعوط، بمزيج من الكرم وطيب الخاطر، لن يقبل يوماً أن يشترك أي كيان مهما علا شأنه مع جيش بلاده في قَسَمٍ أو بَيعة..!
السوداني الأصيل الذي يصون عرض الجار ويحرس بيته في غيابه، ويتشارك الإفطار في رمضان على قارعة الطريق، ويستوصي بالنساء خيراً، وتغلب شهامته غضبه، وتتغلب طيبته على طمعه، لن يبيع جيش بلاده مهما تكالبت المخاوف أو تقاطرت الإغراءت أو ارتفعت الأثمان..!
السوداني الصوفي الذي يتهدج صوته بالصلاة على الحبيب المصطفى، والذي يبكي شوقاً لبيت الله الحرام، والذي يتعفف عن أموال النساء، والذي يستنكف عن إتيان العيب ويكره الوقوع في الحرام بفطرته السليمة قبل تدينه، لا ولن يقدح في نزاهة جيش بلاده ولا ولن يتهمه بموالاة أي حزب على حساب الشعب..!
محمد أحمد السوداني الذي يعتز بسودانيته ويفخر بانتمائه إلى وطنه في كل محفل، ويجتهد في تمثيله في بلاد الناس خير تمثيل يدرك تماماً أن الوطن هو الجيش وأن الجيش هو الوطن..!
المواطن السوداني الأصيل – الخالي من إملاءات الانتماءات السياسية وأجندة الأطماع السلطوية – لا يمكن أبداً ولا يستقيم أن لا يبايع جيش بلاده على الولاء والوفاء والثقة والدعم والنُصرة في السراء والضراء، وفي كل شأن وعلى كل حال..!
نحن السواد السوداني الأعظم، نحن اللا منتمون سياسياً، اللا منضوون تحت أي لواء عنصري، نحن الرافضون لحكم مليشيا الدعم السريع، المنددون بجرائمها البشعة، المفندون لأكاذيبها الوقحة، المكافحون لأي تمييز قبلي..!
نحن المعترضون على أي إقصاء سياسي، المنافحون عن أي مشروع وطني يحقق السلام المستدام ويحفظ السيادة الوطنية – نحن السواد السوداني الأعظم – ندعم هذا الجيش الوطني العظيم الذي يمثلنا في الحرب والسلام..!
أما الذين يحاربونه فهم بضع جهات خارجية تطمع في ثرواتنا، وشرذمة مليشيا مرتزقة تسعى لتهجيرنا واستيطان أراضينا، وحفنة سياسيين يقف جيش الوطن حائلاً بيننا وأطماعهم السلطوية الرامية إلى حُكمنا والتَحكُّم بنا!.
munaabuzaid2@gmail.com