وزير الخارجية المكلف حسين عوض (للكرامة): نرفض تأسيس منبر بديل لجدة

قال وزير الخارجية المكلف حسين عوض ان قيام مفاوضات جنيف وتحديد موعدها يتوقف علي نتائج الاجتماعات السودانية الامريكية بجدة خلال الايام المقبلة . واكد في حوار اجرته معه (الكرامة) رفض الحكومة لمشاركة الامارات بصفة مراقب في مفاوضات جنيف.
وشدد سعادة الوزير علي ضرورة تنفيذ مليشيا الدعم السريع لما تم الاتفاق عليه فى (جدة) لاثبات جديتها في تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه لاحقا ، وقال ان روسيا دولة كبري ودائمة العضوية بمجلس الامن ومن اكثر الدول تفهما لما يجري في السودان وقال ان لها سياسة ثابتة في احترام استقلال الدول وسيادتها ورفض تقويض الشرعية فيها، وقال ان التعاون مع روسيا سيشمل المجالات كافة مشيرا الي ان هناك رؤية وعزيمة مشتركة لتطويرها وتجاوز اي تحديات يمكن ان تواجهها وذكر ان انتهاكات مليشيا التمرد غير مسبوقة ، واضاف ان ما تم ارتكابه بحق المدنيين والابرياء لم تجد ما تستحقه من ادانة وتعامل حازم من الامم المتحدة والمنظمات الدولية والاقليمية مما يمثل تشجيعا علي الافلات من العقاب ،مشيرا الي ان حكومته تولي هذا الملف اهتماما وتطرق عليه في كل المنابر الدولية مؤكدا ان جرائم المليشيا لن تسقط بالتقادم ـ فالي نص الحوار ..
حوار / لينا هاشم

السيد وزير الخارجية ـ على ماذا يتوقف انعقاد مفاوضات جنيف ؟

يتوقف قيام مفاوضات جنيف وموعدها علي نتائج الاجتماعات السودانية الامريكية في جدة في الايام القادمة .

ما هو موقف الحكومة السودانية ازاء مفاوضات جنيف القادمة ـ وهل هناك شروط محددة ؟
طرحنا رؤيتنا للجانب الأمريكي وأعلنا عن ذلك في وقته، وتلقينا ردا عليها والتواصل مستمر بيننا حول الأمر.
هل ترون أن أمريكا جادة في مساعيها لإحلال السلام والاستقرار بالسودان ؟
المحك العملي هو ما سيوضح ذلك ، ولكن من المؤكد أن السلام والاستقرار بالسودان في مصلحة المنطقة والمجتمع الدولي ، والولايات المتحدة كقوة عالمية لها مصالحها وشواغلها في مختلف أنحاء العالم .

بعد موافقة امريكا البناء علي أسس جدة هل ستكون المفاوضات امتداد لجدة ام تأسيس لمنبر تفاوضي جديد ؟ وهل سيلتزم التمرد بتنفيذ مخرجات جدة قبل الذهاب الي جنيف ؟
نرفض تأسيس منبر جديد ، ولكي تكون هناك مفاوضات جادة تنتج سلاما مستداما لا بد من تنفيذ ما اتفقنا عليه، وأن نبدأ من حيث انتهينا في آخر جولة مفاوضات في جدة ، لا أن ننسخ ما سبق .

مشاركة الإمارات بدور مراقب في المفاوضات المرتقبة هل ستوافق عليه الحكومة السودانية ؟
لا نوافق على ذلك..
هل تتوقعون استجابة التمرد والتزامه بما سيتم التوصل اليه في مفاوضات جنيف ؟
موقفنا هو ضرورة تنفيذ ما اتفقنا عليه من قبل لإثبات جدية المليشيا وقدرتها علي تنفيذ ما يمكن أن يتفق عليه لاحقا..

مايروج له كاعتراف من الحكومة الأمريكية بحكومة السودان وبالفريق اول البرهان كرئيس لمجلس السيادة؟ ولماذا في هذا التوقيت ؟

أصلا لم تكن الحكومة تواجه مشكلة أعتراف ، فالاعتراف قائم وكامل على الصعيد الدولي ، وليس هناك ما يغير هذا الواقع ، وبالنسبة للولايات المتحدة فهي تتبادل التمثيل الدبلوماسي معنا، واعتمدت سفيرنا هناك مثلما اعتمدنا سفيرهم بالسودان ، وتتعامل مع سفارتنا وسفيرنا في واشنطن كسفير معتمد يحظي بكل ما يحظى به سفير أي دولة أخرى ، وقد قاد السيد رئيس مجلس السيادة وفد السودان للجمعية للأمم المتحدة العام الماضي ، وبالطبع منح تأشيرة الدخول للولايات المتحدة بتلك الصفة ، فليس هناك جديد في هذا الخصوص ، هنالك خطأ إجرائي ومراسمي في بعض مرفقات الدعوة لاجتماع جنيف المقترح وتم تصحيح ذلك الخطأ من حكومة الولايات المتحدة.
وماذا بخصوص التقارب والتنسيق المشترك بين روسيا والسودان وابرز الترتيبات التي تمت ؟ ـ وما هي التحديات المحتملة؟

علاقات السودان مع روسيا ظلت دائما وفي مختلف العهود قوية ، ولدينا رؤية وعزيمة مشتركة لتطويرها وتجاوز أي تحديات تواجه أيا من مجالات التعاون الثنائي وقطعا نرغب في علاقات جيدة وتعاون بناء مع الجميع في الأسرة الدولية.

موقف روسيا الداعم للشرعية السودانية واحتياج السودان الي حليف عسكري ودبلوماسي واقتصادي قوي خاصة من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الي اي مدي يمكن ان يحقق مصالح للسودان ؟

روسيا دولة كبرى ودائمة العضوية في مجلس الأمن ، وهي من أكثر الدول فهما وتفهما لما يجري في السودان ، ولها سياسة ثابتة في احترام استقلال الدول وسيادتها ورفض تقويض الشرعية فيها ، وتسعى لتبادل المصالح لا لفرض رؤى سياسية أو ثقافية بعينها على الآخرين ، وأي دولة تؤمن بتلك المبادئ سنسعي لتقوية علاقاتنا معها ، ولسنا بصدد الدخول في محاور أو أحلاف ضد قوي أو محاور أخري.

علاقة السودان بروسيا هل ستجعله في موقع يستطيع من خلاله إدارة تباينات السياسة الخارجية ؟

علاقتنا بروسيا أو أي دولة أخري ليست موجهة ضد أحد ، ونسعي للانفتاح على جميع أعضاء الأسرة الدولية .

هل ترون ان هذا التقارب سيقلب الموازين لصالح الجيش السوداني في معركته مع المليشيا ؟

علاقاتنا مع روسيا ظلت قوية ، والحديث عن تقارب يوحي كأنما أنه قد كان هناك تباعد، وهذا ليس صحيحا ، والتعاون مع روسيا يشمل كل المجالات لا مجال واحد ، أما بالنسبة للميزان العسكري في حرب الكرامة فهو فعلا لصالح قواتنا المسلحة بفضل بسالتها وتضحياتها ومقدراتها المهنية العالية ، وبمساندة كل فئات الشعب السوداني لها.

دخول السودان في تحالف مع ايران وروسيا هل يمكن ان يخدم المصلحة العامة علي المستوي الاستراتيجي والتكتيكي وهل تلاحظون ثمار ذلك في الميدان العسكري ؟

علاقاتنا مع الدول الشقيقة والصديقة تنطلق من منظور شامل ولا تحركها دوافع عابرة أو ضيقة ، نحن لا نؤمن بمسألة المحاور والأحلاف في سياستنا الخارجية.

ماهو المتوقع من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تجاه جرائم وانتهاكات التمرد بالسودان وهل يحظي هذا الملف بأولوية لدى الحكومة ؟

صحيح ، لم تلق الفظائع والانتهاكات غير المسبوقة التي تواصل المليشيا في ارتكابها في حق المدنيين والأبرياء ما تستحقه من إدانة وتعامل حازم سواء ان كان من الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة وكثير من الدول، مما يمثل تشجيعا على الإفلات من العقاب ، وهذا ملف نوليه كل الإهتمام وتعمل عليه آليات حكومية مختلفة ونطرق عليه في كل المنابر الدولية ، وجرائم المليشيا لن تسقط بالتقادم .

تتواصل لقاءات وتحركات المعارضين للحكومة السودانية من داخل اثيوبيا في وقت تعمل فيه اثيوبيا على دعم حكومة السودان ـ فكيف تقرأون هذا التناقض وما الذي توصلتم اليه مع السلطات الأثيوبية في هذا الجانب؟

هناك فرق بين استضافة لقاءات وأنشطة المجموعات السياسية حتى وإن كانت معارضة من ناحية، والسماح بأنشطة المليشيا وأعوانها كامتداد لعملياتهم العسكرية ضد الدولة والشعب السوداني من ناحية أخري ، لكن هناك مبدأ المعاملة بالمثل في العلاقات بين الدول ، فالسودان لا يسمح بالأنشطة السياسية المعادية لأي دولة من دول الجوار ونتوقع من دول الجوار ذات النهج ولدينا تواصل مستمر مع الأشقاء الأثيوبيين حول كل أوجه العلاقات بيننا.