قطر الخير.. أيقونة العطاء الانساني النبيل

 

# ما من دولة خليجية تستحق أن نمد لها مشاعل الاخاء والمودة الصادقة النبيلة وأن نطلق عليها دولة (شقيقة) غير قطر الخير التي لم تنس فضل السودانيين عليها في أزمان ماضية.. لم تتنكر لاسهامهم في نهضتها في شتى المجالات، فظلت تُبسط كتاب خيرها الوفير لكل ما هو سوداني وتمد اياديها بيضاء لإقالة عثراتنا السابقة واللاحقة في زمن الجحود والنكران والتٱمر على السودان.
# بالامس أنهى السيد نائب وزير الخارجية القطري زيارة مهمة للسودان وصفت بالناجحة التقى خلالها بقيادة الدولة وعلى رأسها البرهان، ولعلها الزيارة الوحيدة التي لا يختبئ تحتها خبث السياسة ولا التكالب على المطالب التي لا تراعي مصالح الطرفين، ولقطر الخير عطاء مركوز وممتد في الحياة السودانية، لذلك تظل مشاعرنا تجاهها حقيقية وتجاه شعبها الاصيل النبيل ولقائدها الملهم الأمير تميم بن حمد ٱل ثاني، باني نهضتها الحديثة ومفجر طاقاتها المدهشة.
# للحقيقة والتاريخ، لم نكسب اي عافية منذ أن غادرنا حلف المخلصين وعلى رأسهم قطر الخير، لصالح حلف الشياطين الاشرار الاندال الذين لم يقدموا للشعب السوداني الا الضنك والعذاب ورقة الحال مقابل وعودهم التي كانت تحث الخطى من أجل التغيير، ولم يكن إلا تغيير كسيحا مضى بنا إلى حضن الخراب واللا دولة، بينما كانت قطر، ما قبل التغيير والشر المسطير، تشكل احداثيات وجود محترم في المشهد السوداني، ويكفي انها لم تكن بعيدة عن النزاع في السودان كفاعل خير، فقد لعبت دورا كبيرا في حل النزاع في الشرق بحكم قربها من مكونات المجتمع السوداني الذي سوت له الطريق عبر المساعدات وإنشاء الطرق والقرى في شرق السودان اضافة الى المساهمات الملموسة في دارفور على وجه الخصوص، واسهامها الفاعل في اتفاقية سلام دارفور التي قامت برعايتها من الالف الى الياء واستضافت المفاوضات وقاربت ما بين الفرقاء بلا كلل أو ملل، مما يؤكد سعيها المخلص لأفعال الخير وابتعادها عن الشر.. لذلك تستحق قطر أن نطلق عليها (أيقونة العمل الانساني) في السودان وهذا ما نطالعه في كتاب مؤسسة (قطر الخيرية) التي ساهمت في إنشاء مشاريع كبيرة ومنتجة للمحتاجين في عدد من ولايات السودان، ومشاريع أخرى لتوطين النازحين وحل مشكلات الفقر في دارفور أطلقت عليها اسم مشاريع الوئام.. كما نفذت مشاريع صحية ودعمت القطاعات الهشة بمحطات المياه ووفرت أجهزة طبية في بعض مناطق السودان.
# ينبغي أن يكون السودان حريصا هذه المرة، على تعزيز علاقاته الأخوية الصادقة التي تجسر الطريق الى منافع اقتصادية واستثمارية استراتيجية.. باعتبار ان التعاون الاستثماري المشترك مع الدول يعد واحدا من مقومات العلاقات الجيدة المبنية على الصدق والثقة، ولعل العلاقات الجيدة بين البلدين، جعلت قطر شريكا أساسيا مع السودان في العديد من القضايا التنموية والشراكات الاقتصادية مثل مشروع الخط الناقل لكهرباء (مدينة أبو حمد – عطبرة حصاد) بولاية نهر النيل والذي مولته دولة قطر بأكثر من 210 مليون دولار لتزويد مشروع حصاد الزراعي في منطقة “أبو حمد” بالكهرباء بطول 310 كلم، ولا ادري ماذا فعلت أيام اللئام بهذا المشروع، فقد توقفت الحياة تماما ما قبل الحرب وما بعدها ولكن يظل كتاب قطر مفتوحا على (60) مشروعا في مختلف المجالات: الصناعة، الزراعية، والتعدين والإنتاج الحيواني والقطاعات الخدمية المختلفة بحجم استثمار تجاوز /2/ دولار امريكي، وهناك مشروعات قطاع التعدين التي كان بالإمكان أن تعد من الاستثمارات الناجحة وقد بدأت قطر في الإنتاج فعليا قبل (يكوش) الاشرار على هذا القطاع ويوسعون رقعة الخراب، ونحن إذ ننسى فلن ننسى تلك المشاريع الواعدة التي كاد يطويها النسيان بسبب الأطماع والتكالب، مثل مشروعات حصاد ومشيرب (الديار القطرية) وشركة ودام الغذائية ومشروع الزيارة للإنتاج الحيواني والزراعي وغيرها من مشاريع تؤكد بأن قطر دولة مهمة في أي حلف سوداني لأنها تسعى بالخير وتقدم بيمينها ما لا تعلم شمالها وذلك بمقياس ما قدمته لإنسان السودان، جد قليل.
اخيرا اقول، أن علاقات الدول تقوم على المصالح المتبادلة، وقبل وجود المصالح لابد من الصدق والثقة والاحترام المتبادل، وقطر تحترم سيادة السودان، لذلك هي الأولى باحترامنا وتقديرنا وثقتنا.