وزيرا حارجية السودان ومصر.. التعاون وملفات اخرى
تقرير_ محمد جمال قندول
شهدت أرض الكنانة أمس، لقاءً مهمًا جمع وزيري خارجية السودان ومصر، حيث عقد الجانبان مباحثات ثنائية أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين.
ويعد اللقاء هو الأول من نوعه لوزير الخارجية المصري الجديد، كما أنّ الاجتماع يعد الأول منذ اشهر، لتحريك تحريك ملفات التعاون المشتركة.
ملفات على الطاولة
وناقش الوزيران ملفاتٍ مهمة في مقدمتها العلاقات الثنائية بين البلدين والوجود السوداني، فيما امتدح الوزير حسين عوض الجهود المصرية في هذا الصدد، كما قدم وزير الخارجية المصري تنويرًا لضيفه حول مخرجات مؤتمر القوى السياسية والمدنية الذي انعقد بالقاهرة يومي السادس والسابع من يوليو الجاري، وتمثلت في التأكيد على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية، وتوفير الدعم الإغاثي والإنساني في السودان وملكية الشعب السوداني للعملية السياسية.
اللافت في موقف القاهرة تجاه الأزمة بالسودان، عدم تغير مواقفها فيما يلي ضرورة المحافظة على سيادة السودان، واحترام مؤسساته وتشجيع الحوار الـ”سوداني – سوداني”.
وعلى صعيد المنطقة، كانت القضايا الإقليمية حاضرةً بقوة وفي مقدمتها ملفات “غزة”، وأمن البحر الأحمر والعلاقة مع دولة ليبيا.
أما الملف الاستراتيجي “سد النهضة”، فكان حاضرًا بقوة في المباحثات وقد تطابق موقف الدولتين تجاهه في ظل وحدة الأمن المائي لكل من السودان ومصر.
وشدد وزير الخارجية المصري، على أهمية وفاء الدول والمنظمات المانحة والإسراع بتعهداتها خلال مؤتمري جنيف “يونيو 2023″، وباريس “أبريل 2024” لدعم السودان ودول الجوار المستقبلة للاجئين، ودعم خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة وسد الفجوة التمويلية القائمة.
انفتاح إفريقي
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة المصرية السفير أحمد أبوزيد في تصريحات صحفية عقب اللقاء، بتأكيد د. بدر عبد العاطي على استمرار تأييد ودعم مصر لاستقرار وسلامة دولة السودان وشعبها الشقيق، لافتًا أنّ مصر لن تألوا جهدًا من أجل مساعدة الأشقاء السودانيين لتجاوز التحديات السياسية والأمنية والإنسانية الناجمة عن الحرب الجارية.
والمتتبع لمسيرة وزير الخارجية المصري الجديد، يجد أنه ابتدر نشاطه بالملف الإفريقي وكانت أول زيارتين خارجيتين له لكل من دولتي “الصومال وجيبوتي”، وبالتالي يأتي لقاءه مع وزير الخارجية حسين عوض في هذا السياق من خلال تعزيز الوجود السوداني المصري بالقارة الإفريقية، فالسودان أحوج ما يكون لتعزيز نفوذه الإفريقي سيما بعد أن كشفت الحرب مواقف دول بالمنطقة تجاه السودان، وكان تأثير ذلك واضحًا على مجريات الأحداث بالبلاد.
ما بعد الحرب
زيارة وزير الخارجية السوداني، جاءت في توقيت مناسب لجعل الملف السوداني حاضرًا من خلال المنصة المصرية المتابعة لكل العالم، ويتطابق مع ذلك الاهتمام المصري الكبير بالقضية السودانية.
بالمقابل، يذهب رئيس تحرير صحيفة “الانتباهة” بخاري بشير الكاتب الصحفي والمحلل السياسي في حديثه لـ”الكرامة”، إلى أنّ العلاقة مع مصر تركزت خلال الفترة الماضية على الجوانب المحيطة بالحرب في السودان، وهي التأكيد المستمر للجانب المصري بثوابت الدولة السودانية والحفاظ على وحدتها واستقرارها إبان الأزمة السودانية المستفحلة، ونتج عن مواقفها جملةً من المبادرات بدءًا بمؤتمر دول الجوار، ثم محاولاتها الرامية لجمع أطراف العملية السياسية السودانية، وآخرها مؤتمر القاهرة للقوى السياسية الذي احتضنته مصر قبيل أسبوعين. وأيضًا من الأشياء المرتبطة بتفكيك الأزمة استقبال القاهرة لرئيس مجلس السيادة في زيارتين.
ويضيف بخاري بشير أنّ أهمية لقاء الوزيرين أمس، حرك لأول مرة ملفات التعاون بين الدولتين وكانت رسالةً مباشرة ومؤشرًا على أنّ الخرطوم تخطو بتسارع لمرحلة ما بعد الحرب، وذلك من خلال استعراض الجانبين جملةً من المشروعات الاقتصادية المصرية بالسودان ومنها تطوير ميناء “وادي حلفا”، واستمرار المد الكهربائي للسودان، كما لم تخلو مباحثات الطرفين من التبادل التجاري بين البلدين عبر المعابر..