والي كسلا في حوار مع “الكرامة” حول الأوضاع بالولاية
اللواء الركن (م ) الصادق محمد الازرق للكرامة : ضبطنا خلايا نائمة
الحكم علي اربعة متعاونين مع التمرد بالاعدام ..
تضاعفت نسبة النزوح لكسلا بعد دخول التمرد الي الجزيرة وسنار
لا نتوقع هجوم من الاتجاه الشرقي في الوقت الراهن
كشف والي ولاية كسلا اللواء الركن (م) الصادق محمد الازرق عن ضبط (خلايا نائمة) بالولاية حكم علي اربعة منهم بالاعدام بينهم امرأة بجانب السجن لفترات تتراوح ما بين 10_ 15 عاما لبعض المتعاونين بالولاية ، وقال اللواء الصادق في هذا الحوار الذي اجرته معه ( الكرامة ) ان ولايته شهدت نسبة نزوح كبيرة منذ بداية الحرب تضاعفت بعد دخول التمرد الي ولاية الجزيرة و سنار موضحا ان ولايته قد قامت بأجراءات امنية احترازا لاي عدوان قد يستهدف المنطقة تلخصت في اقامة الارتكازات ومراقبة اجراءات حظر التجوال والتشديد في الفحص والتفتيش للافراد والمركبات وانشاء خلية امنية تتكون من الاجهزة الامنية المختلفة وكوادر مدربة من الشباب المستتفرين وقوة كبيرة من قوات العمل الخاص مؤكدا ان هذه الخلية اختير لها افضل الكوادر الامنية واشاد السيد الوالي بموقف ارتريا تجاه السودان ودعمها له منذ بداية الحرب واستبعد اي عدوان من الاتجاه الشرقي في الوقت الراهن _ الي نص الحوار :
حوار / لينا هاشم
بداية دعنا نتحدث عن الوضع الامني حاليا بولاية كسلا و توقعاتكم لمحاولة التمرد دخول الولاية من الاتجاه الشرقي ؟
أولاً : التحيه للاخوة في صحيفة الكرامه و التحيه والتجله والتقدير لقواتنا المسلحه الابية الشامخة وعبرها للقوات النظاميه والمستنفرين والمقاومه الشعبية وكل المجاهدين والوطنين الذين يقاتلون بجانب القوات المسلحه في خندق واحد في معركة الكرامه، تقبل الله شهدائهم وشفا جرحاهم ورد غائبهم.
بالعوده للسؤال ولاية كسلا تشهد تصالحا وتوافقا مجتمعيا كبيرت بين شعبها ومكوناتها بفضل الله والادارات الاهلية والمبادرات الشبابية والمجتمعية لرتق النسيج الإجتماعي وهذه ركيزة اساسية بل العمود الفقري للاستقرار الأمني في الولايه بمفهومه الواسع ، كسلا من الولايات الامنة بفضل الله تعالى وتدفق الوافدين إليها من الولايات المتأثره بالحرب يحدث عن ذلك ، ودولة ارتريا من الدول الشقيقه التي حددت موقفها ورؤيتها من هذه الحرب بشكل واضح وهي الدوله الوحيدى الداعمة للسودان في المحيط الإقليمي ولانتوقع اي عدوان من الاتجاه الشرقي في الوقت الراهن ..
بعد هجوم التمرد على الجزيرة وسنار ازداد النزوح نحو كسلا فكيف تصفون الاوضاع عامة وكيف تعاملتم مع هذه الاعداد من النازحين؟
شهدت الولاية نزوحا كبيرا جدا منذ بداية الحرب ولكن إزدادت اعداد النازحين وتضاعفت ابان دخول التمرد الي ولايتي الجزيره وسنار ومازال تدفق النازحين في ازدياد مضطرد.
هل وضعتم خطة لادارة ازمة النازحين ؟
نعم ، كانت خطة الولاية لإدارة أزمة النازحين عبر لجنة الطوارئ التي قامت باستنفار مجتمع كسلا والخيرين وكل المنظمات العاملة لتوفيق اوضاعهم بشكل مستمر حيث أقيمت مراكز إيواء اضافية وهي مقار حكوميه فارغه ، و مثال لذلك يجري تجهيز المباني المؤقته وتصميم المطابخ المركزيه وإكمال توصيلات الكهرباء والمياه، كما يجري العمل في تجهيز وتهيئة مباني المستشفى المرجعي والمدرسة الزراعية بمحلية ريفي اروما، ومدرسة أخرى غير مستغله في محلية غرب كسلا،، كل هذه التجهيزات يصاحبها بشكل متزامن الدعم العيني اللازم من مواد الغذا والدواء ومياه الشرب واواني الطبخ والعلاج ،، و العمل يجري على قدم وساق والأمور تتجه نحو الافضل بإذن الله.
كسلا ولاية حدودية فهل توقفت التجارة بينكم ودول الجوار وما حجم التأثر بفعل الحرب؟
التجارة الحدودية في ولاية كسلا لها رواج كبير ودور متعاظم في اقتصاد الولايه ، لما لكسلا من ميزات تفضيلية في توفر المقومات المطلوبة لتجارة الحدود حيث يوجد بكسلا ثلاث معابر رئيسه لتجارة الحدود ومنطقه حرة وميناء جاف جاري تجهيزه ، عمل التجاره الحدوديه في الولايه تأثر بقرار قفل الحدود آنذاك في العام 2015 في فترة حكم النظام السابق واغلقت المعابر وتعطل خلالها العمل التجاري ، وبقرار السيد رئيس المجلس السيادي الاخير بإستئناف تجارة الحدود في الولايات الشرقية وتوقيع اتفاقية التجارة الحدودية بولاية كسلا بتشريف وزير التجارة الاتحادي بدأ العمل في تجهيز المعابر وعقد الورش حول تجارة الحدود والتحديات التي تواجهها والحلول التي تقود الي التطوير والارتقاء بتجارة الحدود في الولايه ويتوقع استئناف عمل التجاره الحدودية بفتح الحدود وتوقيع البروتوكول التجاري بين البلدين.
في كثير من الولايات تم استنفار الجهد الشعبي لتمويل المقاومة فما الذي تم في كسلا بهذا الخصوص؟
أولا: الشكر للجان المقاومة الشعبية السابقة للدور الكبير الذي قامت به في مجال الحشد الشعبي وتدريب المستنفرين استقطاب الدعم المالي فقد ابلت بلاءً حسنا فلها الشكر والتقدير ومجدداً تم تنظيم المقاومة الشعبيه بالولاية وتمت هيكلتها بعد صدور المرسوم الدستوري الجديد بلائحة اللجان العليا للاستنفار والمقاومة الشعبية حيث تم تنزيل هذه اللائحة على المقاومة الشعبية بكسلا واصدرنا قرارا بتكوينها من رئيس ونائب رئيس ومقرر من العسكريين المتقاعدين برتبة اللواء وثمانيه مكاتب متضمنةً مكتب المرأه، وعضوية كل رؤساء لجان الاستنفار والمقاومه الشعبيه في المحليات وتسعة آخرين يمثلون بعض الكيانات في مسعي لتوسيع المشاركه، هناك خطط طموحه للجنه العليا للاستنفار والمقاومه الشعبية في مجال حشد المستنفرين استقطاب الدعم المالي والتدريب والتأهيل في المجال الأمني والعسكري على الاسلحة المتقدمة النوعية وسوف تقوم اللجنه العليا للاستنفار في مطلع الاسبوع المقبل لعقد لقاء موسع وكبير مع الغرف التجارية المختلفة بكل مسمياتها وشعبها وحشد اكبد قدر من التجار والمستثمرين ومخاطبتهم لحشد الدعم المالي ، هذا لايعني ان اللجنة السابقه كانت في موقف المتفرج بل العكس حشدت أموالا طائلة من مجتمع الولاية وصلت للقوات المسلحه والمستنفرين لتجهيز الأطواف والمحطات الخارجية للقوات المسلحة ودعم واعاشة القوات والمستنفرين في نقاط التأمين والارتكازات والمساهمة بصورة كبيرة في صيانة المركبات المقاتله والادارية للقوات المساهمة في صيانة المباني و الاجهزه والمعدات في المستشفى العسكري كسلا/القربه… ويتوقع تفعيل عمل اللجنه أكبر من ذلك بشراء المسيرات وأجهزة التشويش والاسلحه للمستنفرين .
وماذا بخصوص استعدادات المقاومة الشعبية في الولاية ؟
المقاومه الشعبية بالولايه تقوم بمجهودات كبيرة والمنتظر منها في المرحلة المقبل عظيم ، لدي اللجنة العليا للمقاومة خطط طموحة تتعلق بحشد المستنفرين على مستوى الولاية وتدريبهم علي الاسلحة النوعية ، المقاومة الشعبية ينتظرها شحذ الهمم ورفع الحس الأمني والوطني لدي المواطنين ، ينتظرها حشد الدعم المالي لتجهيز المجاهدين والمستنفرين ، ينتظرها الإعلام الايجابي والعمل المعنوي و التعبئة من جهه وإقامة المنصات لضحد الشائعات والاكاذيب من جهه أخرى ، وهي ماضية بلا شك في هذا الاتجاه نتوقع ان تنطلق أعمال اللجنه الي آفاق مشرفة.
يتردد حديث حول وجود خلايا نائمة بكثرة بولايتكم ؟
نعم الخلايا النائمة موجودة في كل مكان و لمكافحة هذا الخطر قمنا بإجراءات أمنية عديدة بالولاية ..
ما هي هذه الاجراءات ؟
تلخصت الاجراءات في اقامة الارتكازات في كل أرجاء مدينة كسلا والمدن الكبيرة ومراقبة إجراءات حظر التجوال،والتشديد في الفحص والتفتيش على الأفراد والمركبات ، بجانب رفع الحس الامني لدي المواطنين من خلال التثقيف والتبصير بواسطة المنابر والمساجد والدعاة في الأحياء ومن خلال أجهزة الإعلام الرسمية في الولاية والتبليغ عن أي ظاهره او أشكال غريبة ، اضافة الي الحملات الامنية الواسعة على الأسواق والشقق الفندقية والشوارع المزدحمة، ومراجعة الباعة المتجولين والمحلات التجارية العشوائيه والاكشاك غير المقننة ، ايضا وهي الأهم انشأنا خلية أمنية تتكون من الاجهزه الامنية المختلفة مضافاً اليها كوادر مدربهة من الشباب المستنفرين وقوة كبيرة من قوات العمل العدائي الخاص وهي ذراع مسلح ومدرب تدريبا جيدا ونوعيا للمداهمات والقبض والتفتيش من المستنفرين ايضاً ، هذه الخلية اختير لها افضل الكوادر الامنية من الضباط والصف والجنود من الوحدات المشاركة ، و ضمن هيكل الخلية وكيل نيابة لابراز وجهة النظر القانونية وصياغة حيثيات القضايا المختلفة، وانشأنا محكمة طوارئ خاصة للنظر في قضايا المتهمين لدي الخلية..
حتى الآن حكمت المحكمة على حالات من الخلايا النايمة تأكد تورطها في التعامل مع العدو بالإعدام وعددها اربع حالات بينهم امرأة ،كما حكمت المحكمه بالسجن لفترات تتراوح مابين 10 الي 15سنة لبعض الحالات من الخلايا النائمة ، وجهنا مؤخراً بإنشاء خلايا أمنية في المحليات الأخرى بذات المواصفات لأحكام السيطره والقبضة على الخلايا النائمة وعديمي الضمير العاقّين بوطنهم من المتعاونين مع الجنجويد من مواطني الولاية وهذه الخلية نعول عليها كثيرا وندعمها ماديا ومعنويا ولها دور كبير ومتعاظم في حسم كثير من التفلتات والظواهر السالبه فضلاً عن دورها تجاه الخلايا النائمة والمتعاونين.
وماهي إجراءات لحماية الولاية من اي تهديد محتمل ؟
كل ماذكر ينطوي تحت ماقمنا به في سبيل تأمين وحماية الولاية فضلاً علي خطط الفرقه لتأمين حدود الولاية السياسية والادارية وهي الفرقه المعنيه بذلك.
في ظل استقبال اعداد من النازحين بالولاية ماهو أثر ذلك علي الخدمات ؟
الخدمات الموجودة في الولاية والتي نقدمها للمواطنين بالتأكيد هي مبنية على دراسات وإحصائيات محددة ومعلومة ، واي زيادة للمواطنين خاصة بحجم ما شاهدته الولاية من تدفق للنازحين قطعاً يؤثر سلباً على الخدمات المختلفه والسلع الاستهلاكيه والكهرباء والمياه والدواء والعلاج ، ولكن بفضل الله تعالى ومن خيرات الحرب ان أصبحت ولاية كسلا مستودعات للدواء والمواد الاستهلاكية ، حيث تُجلَب هذه السلع الي مدينة كسلا وتُصدّر منها الي الولايات الاخري وعلى الرغم من الكثافه السكانية المخيفه لم تتأثر الخدمات ولم تنقطع على الإطلاق ومازال الاحتياطي من المواد البترولية والدواء والدقيق والزيوت مطمن للغاية وهذا فضل من الله علينا.
ماهي المعالجات التي تمت من قبل حكومتكم لترقية الخدمات ؟
في مجال الصحه :
تعمل كل مستشفيات الولاية ومراكزها الصحية والمراكز المتخصصه بشكل جيد ، وتتوفر في كسلا كل الادارات الصحية العامة يوجد مركز للكلى، وجهاز للاشعة المقطعية، جهاز للرنين المغناطيسي ، وجهاز لعمليات الجهاز الهضمي والان يجري تجهيز مركز لعمليات وجراحة القلب وهناك رؤية التوطين التصنيع الدوائي حيث توجد بكسلا شركات كبيرة وعديده تعمل في مجال استيراد الدواء وعقد سمنار التوطين الدواء بكسلا وتجري دراسة تخصيص قطعة أرض لهذا المشروع ، كسلا ماضية في الطريق لتكون مدينة طبيه متكاملة تستقبل كل مواطني السودان .
في مجال التعليم :
بكسلا جامعتين كبيرتين عريقتين جامعه كسلا وجامعه الشرق الاهلية تحتضن هاتين الجامعتين وتستضيف أكثر من ثلاثين جامعة وكلية متخصصة قدمت لولاية كسلا ابان الحرب الجارية على ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار ، فضلاً على اقامة مجلس التخصصات الطبية بالولاية وعقد المجلس قبل أيام قليله امتحان لاجتياز التخصص لأخصائي طب وجراحة الأطفال ، وبلا شك هذه قيمة اضافيه للولاية تدر بكثير من الخير في مجالات التعليم مختلف التخصصات وتدريب الطلاب والاستفادة من مراكز البحوث في هذه الجامعات في اقامة السمنارات و الورش والدراسات العلمية للمشروعات المختلفه في الولاية وهذا يساعد كثيراً في التخطيط الاستراتيجي
وهناك كثير من الكليات والجامعات ابدت رغبتها في الاستثمار في مجال التعليم العالي في الولاية وطلبت قطعة أرض تقيم عليها جامعتها ونحن ندعم ذلك ونتحمس التوطين التعليم العالي في ولاية كسلا.
كيف تصفون الأوضاع الاقتصادية بالولاية في ظل الحرب ؟
لايختلف اثنان في ان الحرب تلقى بظلالها على كل القطاعات والمجالات الاقتصاديه والامنية والاجتماعية ولكن بفضل جهود الجهاز التنفيذي بالولايه والدور الكبير الذي يقوم به في سبيل توفير الحد الأدنى من الخدمات كان له الأثر الكبير والواضح في استقرار الوضع الاقتصادي خاصة توفر السلع الاستهلاكيه والبترول والغاز.
كيف تنظرون الي العلاقات السودانية الارترية وماذا بخصوص تجارة الحدود بين البلدين ؟
العلاقات الاريترية السودانية في الوقت الراهن مستقره وجيدة جدا، حيث أن اريتريا اوضحت موقفها من الحرب على السودان بشكل واضح وصريح فهي تحترم السيادة الوطنية للسودان وتدعم الحل السوداني السودانى دون تدخلات خارجية ،
تجارة الحدود مع ارتريا ومايجري الترتيب له حيالها كما تفضلت بذكره والاجابة عليه في مطلع الاسئلة سيري النور والازدهار بعد إكتمال التوقيع على بروتوكول التجاره الحدودية وفتح الحدود رسميا ، يحدونا الأمل ويحدو شعب ولاية كسلا لما فيه من فوائد كبيره للبلدين.