بيان (مؤتمر القاهرة).. جدل التوقيع والتزوير

تقرير :رحمة عبدالمنعم

أنهى مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية أعماله في القاهرة أمس الأول ،تحت شعار “معاً لوقف الحرب “بالعاصمة المصرية القاهرة بهدف “تقديم رؤى لإنهاء النزاع “،وذلك بحضور ممثلين لمنظمات إقليمية ودولية،ودبلوماسين من دول افريقية وعربية واروبية،وقد اصدر المؤتمر بياناً ختامياً اثار جدلا واسعا ما بين التوقيع والمقاطعة حيث انتقدت جهات داخل الكتلة الديمقراطية وشخصيات سياسية تضمين اسمها فى البيان الختامي، وهاجموا خلوه من إدانه مليشيا الدعم السريع، الامر الذى جعل مصير نتائج المؤتمر مجهولا بالرغم من الجهود المصرية الكبيرة لانجاح الفعالية وتعزيز اسهامها فى وقف الحرب بالسودان.
واصدرت قوى سياسية ومدنية سودانية امس بيانا حول مخرجات اجتماع القاهرة ،وقال البيان: ابدت القوى السياسية رفضها الجلوس المباشر في هذه المرحلة مع تنسيقية تقدم لتحالفها مع مليشيا الدعم السريع وفقاً لاتفاق موقع ومعلن ، و اسباب اخرى تتصل بعدم ادانتها للانتهاكات الجسيمة لحقوق و كرامة الانسان و للممارسات المهينة و انتهاكات العروض و السلب و النهب، وتابعت : عطفا على ذلك تم رفض تشكيل الية مشتركة مع تنسيقية تقدم ، و لذلك امتنعت القوى السياسية والمدنية عن التوقيع على البيان الختامي لمؤتمر القاهرة ،
وتابع البيان : قدمت القوى السياسية والمدنية رؤيتها بشكل منفصل حول القضايا الانسانية والسياسية وكيفية ايقاف الحرب للميسرين وتعديلاتها على المسودة الاولية للبيان الختامي ، وحمل البيان توقيعات
لقائد مالك عقار اير د. جبريل ابراهيم
القائد مني اركو مناوي، الدكتور التجانى السيسى، الناظر محمد الامين ترك، الاستاذ محمد وداعة، الناظر علي ابراهيم دقلل، ألمك متوكل حسن دكين ، الناظر محمدين كرار، الاستاذ محمد فتح الرحمن الحاج ، ا لاستاذة سالى زكى،الاستاذة مريم الشريف الهندي.
البيان الختامي
وأختتم اول امس السبت مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذي عقد في القاهرة برعاية كريمة من جمهورية مصر العربية، تحت شعار “معاً من أجل وقف الحرب”. وقد خرج المؤتمر ببيان ختامي تضمن جملة من النقاط ،وقد أدان المؤتمر بشدة الحرب الأهلية الدائرة في السودان منذ أبريل 2023، وما خلفته من ضحايا ومآسي إنسانية.
وطالب المؤتمر بوقف فوري للحرب، بما يشمل آليات مراقبة صارمة لوقف إطلاق النار بشكل دائم، أكد المؤتمرون على التزامهم بإعلان جدة، واتفقوا على النظر في آليات تنفيذه وتطويره لمواكبة مستجدات الأزمة.
كما وجه المؤتمرون مناشدة إلى الدول والجهات الداعمة لأي طرف من أطراف الصراع بالتوقف عن دعمه، وأشار على ضرورة معالجة الأزمة الإنسانية المروعة في السودان، داعياً إلى حماية العاملين في المجال الإنساني وتسهيل إيصال المساعدات للمحتاجين.

وذكر البيان انه تم الاتفاق على تشكيل لجنة لمتابعة النقاشات وتطويرها، بهدف الوصول إلى حلول دائمة للأزمة،كما توجه المؤتمرون بالشكر لجمهورية مصر العربية على رعايتها للمؤتمر ودعمها للشعب السوداني في محنته.
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من ممثلي مختلف القوى السياسية والمدنية السودانية، من مختلف أنحاء البلاد. وتعتبر هذه المشاركة بمثابة خطوة إيجابية نحو تحقيق التوافق الوطني وإنهاء الصراع.
ومن جانبها ، رفضت الكتلة الديمقراطية والقوى الوطنية المشاركة في المؤتمر البيان الختامي لعدم ادانته لجرائم مليشيا الدعم السريع
جدل التوقيعات ، وعقلت رئيس تجمع المهنيين الوطنيين مريم الشريف الهندي،على البيان الختامي لمؤتمر القاهرة، قائلة :في البداية أشكر مصر على جهدها الجبار لإيقاف الحرب وإحلال السلام في السودان، وأشكرهم على الدعوة الكريمة واستضافتنا في قاهرة المعز بغرض ارساء السلام في بلادنا الحبيبة.
واضافت : ولكنني انتقد صياغة ما يقال أنه البيان الختامي الذي جاء خاويا من روح معاناة الشعب السوداني خاويا من إدانة الدعم السريع، خاويا من الاعتراف بجهد الجيش وانكار حقه في الدفاع عن الوطن (الأرض والعرض والمال)، وتقزيمه في أنه (طرف) والقدح في حقه بل واجبه الذي في عنقه بالقدرة على التسليح من المصادر التي يرغب فيها، ولولا أننا نراعي القيم والأخلاق والدولة المضيفة ونواياها الحسنة حيال السودان وشعبه وصدقها في حل الازمة، لخرجنا من قاعة الاجتماعات من اللحظة الاولى، فقد ضاق صبرنا ونحن في خضم الحديث الذي لم يفضي بعد لأي نقاط تفاهم ، فاذا بنا نشاهد إعلام قحت وهو يزيف المشهد كعادته بصورة سافرة خاوية من روح ابداء حسن النوايا او حتى إحترام المبادرون لإنهاء الحرب واحلال السلام
وتابعت :عليه أرجو من الاخوة الاعلاميين التريث قليلا ساورد تسجيلا مفصلا يشرح حقيقة الامر.. إذ لا توجد توقيعات ولا يحزنون وباختصار شديد قحت تبحث عن إنتصار عبر إثارة فرقعة إعلاميه بتصرفاتها اللاخلاقية ولاوطنية ولا إنسانية كالعادة ،وهذه الورقة ياسادة مجرد مسودة من ضمن مسودات اخرى وهي غير ملزمة وطالبنا بضرورة مراجعتها وتم رفضها لخوائها من ثوابتنا الوطنية المعروفة.،وأتحدى إبراز أي توقيع لأي اسم تم ذكره ، فقد فاجأونا بإعلان أسماء زعموا بأنها وافقت (باعتبار أن الذين رفضوا استباقيا وهو من حقهم من الأفضل تفادي اسماءهم) .
وقالت ان مصر الدولة المضيفة لم تكن طرفا في كل مادار حيث إقتصر دورها في تهيئة سبل ومناخ الحوار ولكن يبدوا اننا نتعامل مع مجموعة (نزقة) غير مسؤولة لايهمها سوى كيف تتسلق على اشلاء الشعب السوداني ولو تحكم قبورهم.
واردفت : من اهم ملاحظاتي لتلك المجموعة انها كانت غاية في التوتر و اعزو ذلك للسخط الشعبي عليها، أعود وأسال أين ورقة التوقيعات المزعومة تلك؟ لا توجد ولن توجد وهذه فرقعة إعلامية لا قيمة لها.
وحقيقة الامر كان اشتراطنا تفاوض غير مباشر، واعتقد مادار في تلك الجلسات قد حصننا تماما بحكم هذا الموقف المريب مستقبلا، اذا اضطررنا للجلوس في أي جولات مقبلة أن وجدت بالتاكيد ستكون غير مباشرة. وذلك لقناعاتنا بانهم في الاساس مجموعة لاتتمتع بحس حسن النوايا وغير راغبة في اي استيعاب لأي فهم سوى مفهوم وحيد وهو المواقف المتماهية مع المليشيا والجهة الداعمة لهاوهذا كان واضحا
وزادت :يبدو ان قحت لا تزال في ضلالها القديم، خصوصا بعد تحورها لطور (تقدم) وترهلها بالمنظمات والمجموعات الصغيرة ازدادت سوءا فما جدوى الجلوس معها مجددا؟! فتلك المجموعة تحمل اسباب فنائها داخلها، والقدماء فيهم يتوهمون أن الجلوس معنا مع الاستمرار في (اللف والدوران والالتفاف) يخفف السخط الجماهيري عليهم، لكن في ذات الوقت هنالك مجموعات جديدة منهم بدأت تتململ وترغب في لقاءات جانبية معنا، كما أن الناشطين من أحزاب قحت يتواصلون معنا اكثر من قيادتهم، ونحن نتحمل مسؤولية توضيح الحقائق لهم واخراجهم مما ادخلتهم قحت فيه

انتقادات للبيان
ومن جانبه ،أنتقد نائب رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل السيد جعفر الصادق الميرغني البيان الختامي لمؤتمر القوى المدنية السياسية بالقاهرة ،موضحاً بان البيان لم يعكس روح المداولات والنقاشات التي جرت خلال المؤتمر. وأن الصياغة لم تكن موفقة ولا شاملة، كما انه لم يوجه إدانة لمهاجمة التمرد لمدينة سنجة ومدني، والمدن التي آوت اللاجئين، والانتهاكات التي ارتكبتها في دارفور.
وأضاف أن البيان لم يعكس روح الوحدة والتضامن بين القوى السودانية كما تم التعبير عنها خلال المداولات ،واستغرب الميرغني من تجاهل النقاط الجوهرية التي أرستها مداخلته، ومداخلات الكثير من المؤتمرين.
وأشار الميرغني، إلى أن الشعب السوداني ينتظر نتائج ملموسة ومواقف واضحة تعبر عن دعم الشعب ومؤسسات الدولة، معرباً عن أمله بأن البيان هو الخطوة الأولى في هذا الاتجاه.
وجدد السيد جعفر التزامه بدعم القوات المسلحة السودانية بشكل واضح وصريح، مؤكداً على أهمية دورها في حفظ الأمن والاستقرار في البلاد. وشدد على أن الكتلة الديمقراطية ستواصل العمل على تطوير البيان الختامي، ودعم الجهود المبذولة لإنهاء التمرد وتحقيق السلام الشامل في السودان ،مجددا إشادة حزبه بتنظيم الدولة المصرية لهذا المؤتمر.
وطرح السيد جعفر الميرغني خلال مداخلته في المؤتمر عددا من النقاط التي جاءت في شكل تساؤلات واجوبة يرى انها بداية الانطلاق لحوار سوداني جامع ومعالجة جذور الازمة السودانية.

الكتلة الديمقراطية
وقال الصحفي بكري المدني إن مشاركة كتلة عقار-مناوي -جبريل في مؤتمر القاهرة تقدير يجد التقدير فهناك مصر وهناك تقدير عدم ترك الملعب الخارجي للقحاتة ومن خلفهم الدعامة
واضاف :لكن المشاركة تأت أيضا مع تقدير الحجم بل والنوع أيضا.فالكتلة المذكورة صاحبة القيادات الأوفر عمرا في الحرب والسلام وهي الأكبر تجربة في هذا المجال (عقار-جبريل -مناوي) مثال
وتابع :الكتلة هي صاحبة أكبر الأجسام وأكثرها فاعلية وتأثيرا على الأحداث الجارية (الحركات المسلحة والقوة المشتركة ) ،كما انها صاحبة أعلى رجال في إدارة الدولة بين من كانوا بمؤتمر القاهرة (نائب الرئيس/حاكم دارفور/وزير المالية)،وبالوزن أعلاه و-أكثر-كانت كتلة عقار/ جبريل ومناوي هي صاحبة الحق الأكبر في إصدار بيان مؤتمر القاهرة الختامي وعلى البقية إما التوافق معها أو التصريح بغير ذلك
وزاد:في المقابل من يمثل الدقير و سنهوري و حمدوك وكم يمثلون حتى يكون من حقهم اصدار بيان المؤتمر الختامي بينما تكتفي (الكتلة)الأكبر والأقوى والأكثر أثرا وتأثيرا بالنفي والتحفظ ,وكان على الكتلة أن تكشح بيانها بالفعل وتترك لهم رد الفعل وفي مصر (في حد احسن من حد)_حدقوله
شكرا مصر
ويقول المحلل السياسي عبود عبدالرحيم :استضافت مصر المؤتمر بعد استماع لرؤية “دول الجوار” وكان الهدف الاساسي هو وقف الحرب وإنهاء معاناة السودانيين المشردين بين نزوح داخلي ولجوء خارجي،لكن الشاهد ان طبيعة السودانيين أصعب في التعامل معها من جمع قادة وحكومات دول الجوار، ويضيف :”ساسة السودان” للاسف تسيطر عليهم “نزعة الانتماء للقبيلة” وساسة السودان للاسف تتحكم فيهم ” التزامات الجنسية المزدوجة”، ساسة السودان للاسف “لا تهمهم معاناة شعبهم بقدر ما يجتهدون في تعبئة جيوبهم وارصدتهم”،وإن واحدة من ابرز خلافات مؤتمر القاهرة، كانت الادانة الصريحة لانتهاكات الدعم السريع، لا اجد مبررا للتحفظ على ذلك من قادة “تقدم”، فالادلة نشرها افراد المليشيا انفسهم عبر الصورة والفيديو، والشواهد موثقة للقتل والاغتصاب والنهب وتشريد الاسر واحتلال منازلهم، فكيف يطالب “سياسي” بمساواة مافعله التمرد مع ما يقوم به الجيش السوداني من مهام هي من صميم اختصاصاته في رد العدوان وحماية المواطن، حياته وعرضه وممتلكاته
ويتساءل :كيف يجتمع “ساسة السودان” ويرفض بعضهم مجرد التعاطف مع الضحايا؟ كيف يفشلون في تسمية انتهاكات المليشيا الواضحة للعالم؟ لم يكن مطلوبا التزام جهة بتعويض ما فقده المواطن، لان مفقوداته لاتعوض ولو تم وزنها بكل كنوز الارض، قولوا لي كيف يتعوض فقد العرض، كيف تتعوض ارواح الاطفال والنساء والشيوخ والشباب التي أهدرت بلا سبب؟.
ويتابع :شكرا لمصر قيادة وشعبا، فقد فتحت قلبها وابوابها لاستضافة اهل السودان ومنحهم ملاذا آمنا، شكرا لمصر وهي تستضيف السياسيين السودانيين آملا في تواضعهم من اجل ما تبقى من الشعب السوداني، وليس على مصر ان قادة الاحزاب والقوى السياسية والمدنية تخاذلوا في التوافق او الخروج بنقطة واحدة للإلتقاء، ومن عجب انهم رفضوا حتى المصافحة، فكيف يتفقون
ويمضي عبود :مؤتمر القاهرة يمثل موقفا اضافيا يؤكد للشعب السوداني ان من يطلقون على انفسهم صفة “القيادات السياسية”بعيدون كل البعد عن المعاناة اليومية والفظائع المستمرة التي يواجهها اهل السودان دليل جديد ان القوات المسلحة السودانية واجهزة الامن والامان والذين يبذلون حياتهم ودمائهم فداء السودان هم الذين يستحقون الاسناد لإنهاء تمرد الدعم السريع الذي اصبح مليشيا بعد دخول افراد ومجموعات من دول الجوار الافريقي للمشاركة في قتال اهل السودان وتشريدهم،وان القوى السياسية المدنية في اي شأن سوداني وطني يهم اهل السودان، لذلك فان قوات الجيش السوداني المشبع بحب الوطن والولاء له، هو الملاذ من بعد الله وقدرته وحوله.

اقرأ أيضا