المرتزقة الجنوبيون.. وقود الحرب حرب السودان 

تقرير :رحمة عبدالمنعم

لاتزال اعداد المرتزقة الجنوبيين الذين يشاركون في صفوف مليشيات الدعم السريع في جبهات القتال تتدفق عبر بحر الغزال،حيث اشارت تقارير الى اشراف توت قلواك مستشار رئيس حكومة جنوب السودان على عملية تجنيد ونقل المقاتلين مقابل أموال طائلة ظل يتلقاها مقابل خدماته التي يقدمها للمليشيا،واكدت مصادر واسعة الإطلاع تورط المسؤول والجنرالين ستيفن بوي وتوماس تيل في تجنيد المرتزقة في صفوف مليشيات الجنجويد.

مشاركة المرتزقة

وكشفت مصادر واسعة الإطلاع لـــ “الكرامة”،عن مشاركة مرتزقة من دولة جنوب السودان في صفوف مليشيات الدعم السريع في معارك الخرطوم وبحري وسنار

وقالت إن بعض الجنوبيين أصبحوا وقود الحرب في جبهات القتال ،وقد اعتمدت عليهم مليشيات الدعم السريع لتحقيق مصالحها وأطماعها في السودان ،مستغلين ظروفهم المعيشية الصعبة والحاجة إلى المال

وأشارت المصادر إلى ان المستشار السياسي لرئيس حكومة جنوب السودان توت قلواك ،والقيادي توماس تيل، يقومان بتجنيد المرتزقة الجنوبين لصالح مليشيات حميدتي، مع وعد بأجر شهري يبلغ 2000 دولار للمقاتلين ،وانه يتم إرسال القوات المقاتلة إلى جبهات القتال في السودان من بحر الغزال، فيما أكدت ان الجنرال ستيفن بواي زعيم الحركة الشعبية لجنوب السودان المعارضة، كان قد تحصل على أموال طائلة من قيادات المليشيا مقابل الدفع بعدد من قواته إلى معارك الخرطوم .

وأوضحت المصادر الاسباب التي دفعت المرتزقة الجنوبين إلى إلقاء انفسهم في نار هذه المعارك ،وأجمعت على ان الفقر والياس أبرز مادفعهم  إلى المخاطرة بحياتهم في حرب لاعلاقة لهم بها ..

ونقلت أن واقع المرتزقة الجنوبين الذين أرسلوا للقتال في السودان بائسة،وانهم يريدون العودة إلى منازلهم لأنهم لم يتحصلوا على الاموال التي وعدوا بها،كما ان الآلاف منهم  قتلوا في معارك المدرعات ،واخرين تم اسرهم بواسطة الجيش في جبهات القتال

وفي السياق ذاته ، ذكرت القيادية في جبهة الخلاص الوطني تريزا ليلي جوبي،ع أن المستشار السياسي لرئيس جمهورية جنوب السودان توت قلواك” و توماس تيل، قاما بأرسال قوات مقاتله إلى العاصمة السوانية من بحر الغزال للقتال ضمن صفوص قوات الدعم السريع.

وقالت تريزا انه قد تم قتل اكثر من 4 آلاف من قوات توت كيو وتوماس تيل في معارك المدرعات الشجرة في العاصمة السودانية الخرطوم “حسب حديثها”.

وعود مالية

وذكرت مصادر صحفية بدولة جنوب السودان أن الدافع الاساسي للانضمام إلى القتال في صفوف مليشيا الدعم السريع هو المال ،إذ وعد المقاتلون بأجر شهري يبلغ 2000 دولار امريكي،لكن في الواقع حوالي 90 في المائة من هذا المبلغ يتم اختلاسها من قبل القادة الذين يشرفون على عمليات التجنيد

وقالت القوات المسلحة السودانية انها القت القبض على مقاتلين من دولتي جنوب  السودان وتشاد، ضمن قوات الدعم السريع بمدينة أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم.

وذكرت القوات المسلحة، في بيان على حسابها الرسمي بموقع “أكس”، إنه تم القاء القبض على من وصفتهم بـ”المرتزقة” من دولتي جنوب السودان وتشاد داخل مقر قيادة قوات الدعم السريع بمقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان.

وقال البيان إن المقبوض عليهم من المسلحين “تم تجنيدهم وخداعهم من قبل الدعم السريع بالوعود المالية، وإنهم من الأطفال القصّر الذين غرر بهم”،وأكدت القوات المسلحة تقديم هؤلاء المقاتلين إلى محاكمات عادلة وفقا للقوانين الدولية

.تاكيد حكومي

وفي وقت سابق، أكدت وزيرة داخلية جنوب السودان، أنجلينا تيني، خلال منتدى المحافظين السابع وجود مواطنين من جنوب السودان يقاتلون في حرب السودان. وان الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت تعزز هذه الادعاءات، حيث اظهرت صورا أفرادًا من جنوب السودان يرتدون زي قوات الدعم السريع.

وأضافت“هناك شيء غريب يحدث، الكثير من مواطني جنوب السودان متورطون أيضًا ويشاركون في الحرب في السودان. وقد تم الإبلاغ عن هذا رسميا،نحن قلقون للغاية من حصولهم على هذه الأسلحة، ولا نعرف أبدًا أين ستنتهي هذه الأسلحة أو فيما يمكن استخدامها،إنه مصدر قلق بالنسبة لنا،وقالت تيني في ذلك الوقت: “ليس لدينا حتى الآن دليل على عبور الأسلحة إلى جنوب السودان، لكن فرص حدوث ذلك حقيقية للغاية”.

بينما أعرب رئيس بعثة الامم المتحدة  في جوبا،نيكولاس هايسوم. عن قلقه بشأن أنشطة التجنيد المحتملة داخل جنوب السودان،و أقر هايسوم بالقيود التي تواجهها بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في معالجة قضايا أمن الحدود.

وأردف “هذه ليست قضايا يمكننا في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان التعامل معها بسهولة، نحن لا نحافظ على الحدود، ولا نحافظ على الجمارك، ولكننا سنكون حريصين على تنبيه المجتمعات والسلطات، إذا استطعنا، لعب دور مفيد في تقليل ما قد يكون امتدادًا محتملًا للصراع، ومدمرًا للغاية”

تهريب الذهب

وفي جريمة اخرى وتجاوز خطير يضاف إلى سجل المستشار السياسي لرئيس حكومة جنوب السودان توت قلواك الذي لم يكتف بالاشراف على تجنيد المرتزقة لصالح مليشيا الدعم السريع ،حيث وثقت تقارير صحفية تورطه في عملية تهريب الذهب السوداني المنهوب بطائرة خاصة إلى أسواق ابوظبي

ونقلت تقارير صحفية إن مليشيا الدعم السريع المتمردة اقدمت على تهريب عدة أطنان من الذهب السوداني المنهوب بطائرة إماراتية خاصة، حطت في مطار جوبا ونقلت الذهب السوداني المنهوب إلى إمارة دبي في الإمارات، بإشراف وحضور طالب بيتر، مدير مكتب توت قلواك، ونقلت مصادر موثوقة لموقع “حقيقة السودان “،أن عملية التهريب تمت قبل زهاء ثلاثة أسابيع من الآن، وسط تكتمٍ شديد، وأن مليشيات الدعم السريع المتمردة نجحت في نقل الذهب المنهوب من السودان إلى جنوب السودان براً، عبر منطقة راجا بولاية غرب بحر الغزال، التي ترتخي فيها القبضة الحكومية، وتسيطر مجموعات متمردة، تساند مليشيات الدعم السريع في حربها ضد الجيش في السودان، وعلمت (حقيقة السودان) أن المليشيات نشطت في نقل الأسلحة والذخائر والمركبات الحربية في المنطقة المذكورة عبر الحدود إلى داخل السودان، وأنها تعاقدت مع شركة هندسية في جنوب السودان لردم الطرق المستخدمة في تهريب الأسلحة والذخائر والذهب، من وإلى السودان، وأن الشركة المذكورة تسابق الزمن لإنهاء أعمالها كي لا يتسبب موسم الأمطار في تعطيل الإمدادات التي يتم نقلها للمرتزقة عبر جنوب السودان إلى السودان، عقب وصولها جواً إلى نيروبي وعنتبي

اتفاقية دولية

ويقول المحامي الطيب عبدون لـــ “الكرامة”:المرتزق هو الشخص الذي يتم استئجاره ويُستقدم من أجل استخدامه في العمليات الحربية بهدف الحصول على أجر مادي، وهو الشخص الذي لا يُعتبر من مواطني الدولة المحاربة ولا يقيم على أراضيها بشكل دائم

ويضيف : القوات الملسحة السودانية كشفت بالوثاثق المثبتة والفيديوهات المسجلة عن مشاركة مرتزقة جنوبيين في صفوف مليشيات الدعم السريع في معارك الخرطوم ،وعلى  حكومة سلفاكير مواجهة  الحقائق والتحقيق في أمر تورط قيادات  جنوبيةرفيعة في دعم المتمردين ،وسعيها لخلق أزمة دبلوماسية بين البلدين الشقيقين

ويتابع : إن القيام باستخدام مرتزقة في الصراعات يشكل أمراً خطيراً؛ ، وقد تم الإعلان عن  اتفاقية دولية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة حول تحريم واستخدام، أو تمويل أو القيام بتدريب المرتزقة

ويمضي عبدون :وفقاً لهذه المعاهدة، فإن القيام بتنظيم عملية استخدام المرتزقة تعتبر جريمة خطيرة جداً تهدد أمن جميع الدول ومصالحها دون استثناء، ما يعني أن جميع الدول المشاركة في هذه الاتفاقية الدولية يجب أن تلتزم بتحويل مجموعة الأفراد المرتزقة إلى القضاء العسكري أو تعمل على  إلى إعادتهم  فوراً إلى بلدهم.

اقرأ أيضا