بعد فصل موظفة سودانير: جنجويد الخدمة المدنية .. خلايا نائمة
تقرير :أشرف إبراهيم
أعادت واقعة موظفة شركة الخطوط الجوية السودانية التي تم إنهاء تكليفها، الجدل حول تسلل داعمي المليشيا للجهاز التنفيذي من جديد إلى سطح الأحداث، وكان الجنرال ياسر العطا قد حذر من تكبيلهم لمؤسسات الدولة ووجه بإبعادهم، ويرى مراقبون أن هبة عثمان حالة واحدة من مئات “الخلايا النائمة” داخل الجهاز التنفيذي داعمة للمليشيا المتمردة في حربها على الشعب السوداني.
فصل مسبب
وأصدرت شركة الخطوط الجوية السودانية قراراً بإنهاء تكليف هبة عثمان عبده مدير إدارة التخطيط بالشركة، على خلفية منشور لها على مواقع التواصل الإجتماعي أعلنت فيها فرحها بقتل جنود الجيش في الحرب التي يخوضها الجيش ضد مليشيا الدعم السريع، وووصفت الجيش بجيش “الكيزان”، مبررة ان موقفها الرافض لدعم الجيش بزعم عدم حماية الجيش للمعتصمين عند فض إعتصام القيادة العامة ليصدر مدير الخطوط الجوية السودانية الكابتن إبراهيم أبوسن قرار الإعفاء بحقها ووجد موقف الموظفة استهجاناً واسعاً من جمهور مواقع التواصل الاجتماعي وطالبوا بمحاكمتها إضافة إلى فصلها.
راتب شقيق عزت
والاسبوع الماضي أثار الاعلامي عبد الماجد عبدالحميد في منشور على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي حادثة شقيق المتمرد يوسف عزت مستشار قائد مليشيا الدعم السريع وقال عبد الماجد إن مايحدث في ديوان الزكاة الإتحادي وأمانته العامة الكائنة حالياً بولاية كسلا يدعو للحيرة والأسف..
وقال بعثت الأمانة العامة لديوان الزكاة يوم أمس للسيد محمد إبراهيم عزت شقيق المتمرد يوسف عزت براتبه لشهر يونيو 2024!
ووفقاً لقائمة كشف المرتبات يظهر اسم محمد إبراهيم عزت بالرقم 19!
ويضيف عبد الماجد سبق للمليشي حميدتي إرهاب الأمانة العامة لديوان الزكاة لتعيين محمد إبراهيم عزت شقيق المتمرد يوسف عزت بديوان الزكاة وكان مسؤولاً عن زكاة الأنعام بالسودان!.
وكان يحضر إلى مكتبه بالأمانة العامة علي متن عربة “تاتشر”..
وعقب إندلاع الحرب التي اشعلتها مليشيات حميدتي تواري محمد إبراهيم عزت شقيق يوسف عزت عن الأنظار تماماً كما تواري حميدتي..
لكن الأمانة العامة لديوان الزكاة ظلت علي تواصل مع شقيق يوسف عزت وترسل له راتبه بإنتظام حتى يوم أمس حيث أرسلت له راتبه عن شهر يونيو الجاري، وحظيت القضية التي أثارها عبد الماجد بالكثير من النقاش حيث طالب مدونون بنظافة كافة المؤسسات من منسوبي المليشيا المتمردة.
تحذير الجنرال
وكان عضو مجلس السيادة، مساعد القائد العام للقوات المسلحة ، الفريق أول ركن ياسر العطا، قد حذر وأرسل رسائل نارية ، وقال إنّ مؤسسات الدولة مُكبلة، ويجب ذهاب كل من يُكبِّل أجهزة الدولة غير مأسوف عليه وأشار بوضوح في خطاب له في شهر رمضان الماضي إلى أن الدولة مكبلة بوجود الجنجويد والقحاتة، وبنك السودان داخله “جنجويد” وأصبح بنك “آل دقلو” المركزي، والمؤسسات العدلية والنيابة العامة بها “جنجويد”، وموجودون كذلك في وزارة الثقافة والإعلام، وتساءل العطا بالقول لماذا يتم تكبيل وزارة الإعلام، فالدولة ليست ملكاً لأحد ليتحكم فيها وزاد (مافي دولة بتمشي بالمُجاملات).
“كدمولات” الجهاز التنفيذي
وفي تعليقه ل(الكرامة) قال المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية الدكتور عادل التجاني إن مظاهر دعم التمرد في مؤسسات الدولة واضحة، وما ظهر في واقعة إساءة موظفة سودانير حالة واحدة بينما هنالك من يعمل بالفعل لصالح أهداف التمرد ولا يظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، ولفت التجاني إلى أهمية نزع “كدمولات” الجهاز التنفيذي، وقال الدولة في حالة حرب ولا يمكن القبول بهكذا تساهل.
عبث في المؤسسات
ويمضي التجاني بالقول أن هنالك اشارات لأيادي تعبث في المؤسسات الحكومية وقال إن ماحدث في واقعة مذيعة التلفزيون القومي وتحويل ملاحظة إدارية بالتلفزيون إلى بعد قبلي تأتي ضمن هذا الاستهداف لزيادة الضغط والأزمات على الحكومة وتنفيذ أجندة إضعاف متعمدة.
ويرى التجاني أن الحل يكمن في إحكام قبضة أجهزة الدولة وفصل ومحاسبة من يعملون على هدم الإستقرار ودعم التمرد بلا تردد وبلا تهاون حتى لاتتفاقم تأثيرات العمل المضاد من الداخل على حد قوله، منبهاً الى ضرورة تفعيل قانون الطوارئ وإطلاق أيدي الأجهزة العدلية والنيابة والمحاكم للتعامل مع هذه المخاطر .