المرجفون فى المدينة اخطر من ( الدعامة والقحاتة)..
المرجفون فى المدينة اخطر من ( الدعامة والقحاتة)..
(موضة) الهجوم على الجيش والقائد..
الاسوأ من سقوط اى منطقة فى السودان كبرت ام صغرت هو سقوط البعض فى امتحان الوطنية وباستمرار.
الذين يفرحون لهزيمة الجيش مصابون ب(عاهات نفسية) تجعلهم سادرين فى غيهم وغارقين فى جب الخيانة الذى لن يخرجوا منه ابدا، وعلى الجميع ان يعلموا (كان انكسر الجيش الترابة فى خشمكم)..
(فرحة الدعامة والقحاتة) بما يحدث الان فى سنجة والدندر ، احتفالهم بتشريد وقتل ونهب وتهجير المواطنين اكبر دليل على انهم ليسوا اسوياء (نفسيا) ، كما ان عزفهم على وتر الشماتة يحمل اشارة واضحة لبؤس خياراتهم وسعيهم للبحث عن انتصار زائف وباي ثمن ، ياله من سقوط.
اسوا من كل هؤلاء الذين يدعون موالاة القوات المسلحة، ويعتمدهم الراي العام كمساندين وداعمين (غير مشحودين) بالطبع على نصرة جيشهم الوطني، ثم ينقلبون عليه مع اول هزيمة او تراجع تتطلبه طبيعة الحرب التى تتقلب احوالها ما بين الكر والفر، والهجوم والتراجع حسب طبيعة قتال تخضع لتقديرات القيادة العسكرية والميدانية على وجه الخضوص.
الانحياز للجيش من الفطرة السليمة، وهو سلوك وطني قويم لاينبغي ان يخضع لتقلبات الميدان، ومن اختار ان يكون موجودا فى سفينة الجيش فعليه القبول بخياري النجاة او الغرق الحياة بشرف او الموت بعزة ، ومن كان يريد ان يحتفل بانتصارات الجيش، ويشتمه حين الباس والهزائم فليبحث له عن وطن اخر ينتمي اليه، فالموقف الوطنى ليس نزهة او طقسا للترفيه، نمارسه حين اليسر وننفر منه فى لحظات الضيق والعسر.
الذين يوالون الجيش ثم ينقلبون عليه حسب (حالة الميدان) اخطر من العدو الحقيقي، لانهم يسمون جسد الراي العام ، ويساهمون فى انجاح الحرب النفسية التى يعتمد عليها العدو، وتصرف عليها المليشيا بانفاق من لا يخشي الفقر.
الاخطر من (الدعامة والقحاتة) اصحاب المواقف الواضحة والمعلنة من الحرب ، هم المرجفون بولاءاتهم المتذبذبة والمضطربة ، والزئبقية التى تتنقل صعودا وهبوطا حسب ( وضع الجيش فى الميدان)، وربما كانوا كذلك اصحاب ولاءات مزدوجة او ممن يحاولون ارتداء الثوب الوطني مع الاحتفاظ ب( الكدمول) لاعتماره اذا ما رجحت الكفة لمصلحة المتمردين.
الاحظ ان الهجوم على الجيش(اصبح موضة) هذه الايام يمارسها كل من يحاول ان يشذ على الالتفاف الوطني حول القوات المسلحة، ويتقرب من مجموعات سياسية او دوائر متامرة ل(شئ فى نفس يعقوب)، او ربما لتمهيد طريق ( للمخارجة) اذا رجحت كفة المليشيا الخاسرة بحول الله وان احتفلت بانتصارات مؤقتة وزائفة.
كل ما ذكر انفا لايصادر حق احد فى توجيه الملاحظات المطلوبة للقيادة العسكرية او السياسية ، علما بان اسلوب المناصحة يختلف عن غبينة الانتقاد، كما ان لهذا الامر اطره ومواعينه وطرائقه ومواقيته التى لاتؤدى لخفض الروح المعنوية للمواطنين او منتسبي الجيش والقوات الاخرى الذين يقاتلون فى الميدان..
الهجوم على البر هان وهو يحمل رمزية القائد الاعلي الاعلى للقوات المسلحة التى تخوض اشرف واشرس الحروب وفى اوان المعارك المفصلية، فعل غير برئ وينطوي على ترتيب وتخطيط لا يغيب عن كل ذى بصيرة يستهدف معنويات الشعب والجيش ويسعى الى ضعضعة ثقة المواطن فى القوات المسلحة.
سنظل مع الجيش، وكل الوطنيين الشرفاء ، نناصحه ونبدى الملاحظات من ذات الخندق ، مصيرنا واحد وهمنا مشترك، وثقتنا غير محدودة فى نصر الله القريب، نحن مع القوات المسلحة ان كسبت وان خسرت، نجبرها اذا انكسرت ونواسيها اذا حزنت، نواسيها ونضمد جراحها ونساعدها ان كبت، ونسندها اذا تعثرت، مثلما نفرح بانتصاراتها ونسعد لتقدمها ونستبشر بفتوحات جندها الذين مازالوا يبلون بلاءا حسنا ونثق بان النصر حليفهم باذن الله وان طالت المعارك واشتد باس الحرب..
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيب)..