المليشيا فى سنجة: احتجاز عشرات المدنيين من المرضى والكوادر الطبية كدروع بشرية
تقرير :رحمة عبدالمنعم
شهدت مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار أحداث مأساوية بعد ان هاجمتها مليشيا الدعم السريع أول أمس السبت ،وقامت بانتهاكات واسعة بحق المدنيين من نهب وسرقة وترويع وقصف مدفعي تجاه منازل المواطنين،كما استهدف مرتزقة المليشيا الفاريين من جحيم الحرب في المدينة بإنزال الأسر من المركبات ونهب الهواتف المحمولة والأموال.
جرائم المليشيا
وأكدت مصادر محلية لـــ “الكرامة” سقوط عدد من القتلى والجرحى وسط المدنيين على إثر هجوم مليشيات الدعم السريع على مدينة سنجةعاصمة ولاية سنار ،وإن هناك احصاءات غير دقيقة لعدد القتلى
وقالت أنه حتى الآن لا توجد إحصائيات دقيقة لعدد الضحايا من المدنيين خلال مواجهات اليوم داخل المدينة بسبب حالة عدم الاستقرار واستمرار الاشتباكات.
وذكرت المصادر ان مليشيات الدعم السريع توغلت جنوباً داخل مدينة سنجة وقامت بانتهاكات واسعة ضد المدنيين .
وأشارت إلى أن هجوم مليشيات قوات الدعم السريع على المدينة كان عبر الناحية الجنوبية ،وانها دخلت مستشفى سنجة واستخدمت المرضى والأطباء العاملين دروع بشرية في انتهاك صريح للقانون الدولي
ودارت المواجهات بين طرفي الإقتتال في الأحياء الجنوبية الغربية للمدينة و التي تأثرت بسقوط عدد من المقذوفات داخل المنازل.
وكشفت المصادر ان مليشيات الدعم السريع قامت بعمليات نهب واسعة في المدينة ،شملت السيارات والدراجات النارية والمحال التجارية وبعض المقار الحكومية ومنازل المواطنيين.
وأوضحت أن المدينة شهدت موجات نزوح وسط المدنيين إلي مناطق مجاورة منها ابوحجار ،الدندر .ودالنيل.الدمازين
وذكرت المصادر ان مليشيات الدعم السريع هاجمت بالأمس مدينة الدالي بمحلية الدالي والمزموم، وارتكبت جرائم وعمليات سلب ونهب واسعة وممنهجة للمدينة، مع معلومات تؤكد وجود قتلى وسط المدنين.
وحسب افادة شهود عيان، ان المدينة شهدت حركة نزوح كبيرة جداً على اثر هذا الهجوم مع سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
وفي ذات السياق ،تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة لعدد من المواطنين يفرون في كل الاتجاهات، في حين تُسمع بوضوح، أصوات الرصاص من خلفهم
المرصد السناري
وأصدر المرصد السناري لحقوق الإنسان تقريراً عن الانتهاكات التي قامت بها مليشيات الدعم السريع عند دخولها لمدينة سنجة يوم أمس ،جاء فيه:كارثة إنسانية جديدة تسببها قوات الدعم سريع التي توغلت جنوباً داخل مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار، بهذا الهجوم يضاف فصل جديد من الإنتهكات والجرائم التي تمارس ضد المدنين العزل بولاية سنار مع توسع رقعة الحرب جنوباً.
وأضاف التقرير : اشتباكات مسلحة داخل مدينة سنجة وقصف مدفعي عنيف اصاب عدد من الاعيان المدنية والمواطنين الأبرياء، وإفادات تؤكد وجود ضحايا قتلي وجرحي وسط المدنين، جاري حصرهم من قبل فريق المرصد ،كما شهدت المدينة نزوح الآلاف من المواطنين جنوباً وجنوب غرب الولاية، بعد حالة من الهلع والتوتر والخوف اصاب المدينة، مع افادات تؤكد تعرض قوات الدعم السريع للفاريين من جحيم الحرب، وتوثيقات تحصل عليها المرصد، تؤكد ايضاً إنزال بعض الاسر من المركبات ونهبها، ونهب الجوالات والاموال بطرف الاسر ، وكشف المرصد حالات نهب واسعة من قبل قوات الدعم السريع للسيارات والدراجات النارية والاغراض الشخصية ومداهمة المنازل والإحتماء وسط المدنين.
وفي التقرير ، وثق المرصد السناري لحقوق الانسان قوات الدعم السريع وهي تحتجز عشرات المدنين من المرضى والكوادر الطبية كدروع بشرية داخل مستشفي سنجة التعليمي ومنعهم من الخروج وإن الدعم السريع يستخدم المستشفى كمركز عسكري له
وقال المرصد ان ما يقوم به الدعم السريع هو انتهاك واضح للقانون الدولي الانساني ويعتبر جريمة حرب كاملة الاركان،وحمل المرصد السناري لحقوق الانسان الدعم السريع مسؤولية وسلامة كل المدنين المحتجزين داخل مستشفي مدينة سنجة
نزوح السكان
وشهدت مدينة سنجة حالات نزوح للسكان بعد دخول ميليشات الدعم السريع للمدنية يوم أمس الأحد ،وذكر شهود عيان أن آلاف السكان فروا من منازلهم إلى كركوج الدندر وابوحجار والدمازين بعد اشتداد الحصار والمعارك بين الجيش ومليشيات الدعم السريع، وشوهد مئات الفاريين من جحيم الحرب أمس الأحد وهم يمتطون مركبات خاصة وعامة للخروج من المدينة والنزوح لمناطق مجاورة
وأدى انتقال المعارك إلى مدينة سنجة لفرار أعداد كبيرة من سكان المدينة،وبث ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي مشاهد مصورة توثق جانباً من موجة نزوح المواطنين من مدينة سنجة عقب الاشتباكات بين الجيش ومليشيا الدعم السريع
وذكر شهود عيان إن عشرات الأسر وصلت إلى مناطق خارج مدينة سنجةبعدما ساءت أحوالها، وسقط عدد من المدنيين قتلى وجرحى جراء تعرض بعض المنازل لقصف عشوائي بقذائف الهاون من قبل مليشيات الدعم السريع “،وأفاد شهود عيان أن القرى القريبة من مدينة سنجة استقبلت أمس الأول مئات النازحين من المدنيين
كذلك سجل السودان قرابة عشرة ملايين نازح داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ودمرت إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.
معركة وجودية
وفي تعليق على أحداث مدينة سنجة،قال الناطق بأسم المقاومة الشعبية بولاية سنارعمار حسن عمار :لا يأس يسكننا ولا قنوط ولا تراجع او خذلان معركتنا مع هذه المليشيا المتمردة ومن يدعمها معركة وجودية والانتصار فيها انتصار لقيم السماء والأرض ، العدل ، ومحاربة الظلم ، والحد من الانتهاكات وأضاف :يجب علينا الانتصار للأرواح البريئة التي ازهقت والأعراض التي انتهكت والأموال التي سُلبت وكرامة الوطن التي أُهدرت ،وعلينا ان نداوي جراحنا سريعاً ونصوّب اخطائنا وان نمضي برؤية واضحة وعزيمة لا تلين مستعينين بالله وحده ، آخذين بأسباب القوة المادية والبشرية
وتابع :ولن يضيرنا في ذلك إذا تأخر البعض او تقاعس او باع او تواطىء ، فهذه الأرض لنا وعلينا ان نأخذها بقوة ونقدم في سبيلها التضحيات ولأجل شعبها المكرمات ،وصاحب الحق لا ينكسر ، ولا يستسلم ، ولا يقنط ، والحق منتصر دوماً ولو بعد حين_حدفوله
فيما كتب الصحفي محمد حامد جمعة على صفحته بموقع “الفيسبوك “:هذا الجيش أثق فيه ثقة تنزع جبل مرة عن الأرض ولا تنزعه عني ؛ نعتب عليه عتاب محب ، ونهواه بكل حروفنا وفي كل ظروفنا . يتثاقل نعم ، يخطئ ربما ، يتأخر وارد لكنه في اخر الأمن سيصدقنا ، لانه تكملة شخوصنا وكل دمنا وغالب نبضنا وهو منا ونحن فيه فإن كنا نظن أنه سيهزم فنحن نهزم أنفسنا ،وإذا فني فنحن تكملة (نمره) وخالص جنده الأوفياء .هذا جيش للشعب ومنه ، فهل يتوقع أحد أن يخسر الشعب لا لن يخسر
وأضاف :ولهذا سنظل نرجو منه أصدق ما عرفنا فيه وأطيب ما حفظنا ، نسد ثغراته بالبيان والسنان ونعينه بالحق ولا تخرسنا عن ذاك السن وأقلام حتى يبلغ هذا الأمر تمامه وإن ظن البعض أن الحلقوم البالغ الحنجرة سيحدد لنا مراقب النصر أو مراقد الشهادة والله أكبر والنصر والعزة للسودان ، لا لقبيلة أو شخص أو حزب
إرهاب المدنيين
وأكد الناشط الحقوقي معتصم عبدالمنعم أن تقارير المنظمات الحقوقية عن وضع في ولاية سنار وصلت بسبب مليشيا حميدتي المتمردة الى وضع كارثي ،مشيراً الى ان عملية الانتهاكات الممنهجة طالت كافة الفئات
وقال عبدالمنعم لـــ “الكرامة ،”ان ما تقوم به ميليشيا الدعم السريع من انتهاكات بمدينة سنجة هي جريمة ضد الإنسانية وجرائم ممنهجة تستهدف السكان العزل بأعمال لم يسبق ان شهدها السودان في تاريخه من عمليات القتل والانتهاك الجسيم”
وأشا عبدالمنعم إلى أن “الميليشيات قد دأبت على إرهاب المدنيين في كل الولايات التي دخلتها ،وذلك بممارسة الإخفاء القسري والتعذيب وتنفيذ عمليات القتل غير المشروع وغيرها من الجرائم المشمولة في القانون الدولي. ولذلك، يجب إجراء التحقيقات بشأنها ومقاضاتها في إطار المحاكم الدولية،بعد توفر وثبوت الأدلة على جرائمها
واضاف “ان القوات المسلحة تعمل بكل قوة وجدية من اجل إعادة الاستقرار في سنار وبروح المسئولية لا تستهدف الاماكن المكتظة بالسكان التي تحتمي بها المليشيا وتستخدمها كدروع بشرية.