اللاجئون السودانيين بإثيوبيا.. جهود لايقاف المعاناة

الكرامة: هبة محمود
معاناة كبيرة يواجهها اللاجئون السودانييون العالقون في غابة (أولالا) الواقعة في إقليم أمهرة الإثيوبي، في ظل استغاثات و مناشدات، بضرورة الالتفات لمعاناتهم، عقب اعتصامهم واضرابهم عن الطعام، للمطالبة باجلائهم إلى مناطق آمنة.

اللاجئون السودانيون يشكون من سوء الأوضاع الإنسانية وغياب الأمن

اهتمام متعاظم من السفير فى اثيوبيا بملف اللاجئين باعتباره اكبر الازمات

آلية لوضع ترتيبات ايواء وستقبال اللاجئين داخل الأراضي السودانية

و يشتكي اللاجئون من سوء الأوضاع الإنسانية وغياب الأمن، بعد أن اضطرتهم ظروف القتال في السودان إلى اللجوء إلى إثيوبيا، وبعيدا عن العالقين في غابات اولالا، فان اللاجئين السودانيين في إثيوبيا بشكل عام يعانون من أوضاع الإقامات وغيرها من المشاكل.
وفي ظل المناشدات الواسعة مع أزمة اللاجئين تنشط السفارة السودانية بإثيوبيا للتعاطف مع أوضاعهم وايجاد حلول تهي المعاناة.
وينشط السفير السوداني فى اثيوبيا الزين إبراهيم للتعامل مع ملف اللاجئين حيث اكدت مصادر مقربة من الرجل ل ” الكرامة ” اهتمامه بالملف، باعتباره أول الملفات الشائكة التي تواجهه منذ استلامه منصبه سفيرا للسودان باثيوبيا.

جهود العودة الطوعية
وبحسب مصدر دبلوماسي رفيع ل “الكرامة” فان السفير الزين إبراهيم يعمل في الملف بصورة جادة لحل الازمة، رغم تسلمه مهامه حديثا.
وعلمت الكرامة ان اجتماع اللجنة العليا للطوارئ برئاسة وزير المالية د. جبريل إبراهيم، امس الاول حول امر اللاجئين الراغبين فى العودة من اقليم الامهرا، كان بمقترح من السفير الزين.
واقترح اجتماع اللجنة العليا للطوارئ الاثنين، المكونة بتوجيه من إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة، تكليف آلية تتكون من الجهات المختصة لوضع الترتيبات اللازمة من إيواء ومساعدات طارئة لاستقبال اللاجئين داخل الأراضي السودانية، عقب إعلان بعض اللاجئين عن عودتهم الطوعية إلى السودان في أقرب وقت ممكن نظرا للظروف التي يعيشونها.
وخلص الاجتماع إلى التنسيق مع السلطات الإثيوبية والمنظمات المختلفة لزيارة اللاجئين في معسكر اولالا وكومر والمناطق المحيطة بهما.
كما ستعمل الآلية بالتنسيق مع السلطات الإثيوبية الرسمية والمفوضية السامية لشئون اللاجئين عبر سفارة السودان في أديس أبابا لمعرفة السبل المناسبة لإنجاز مهمة العودة الطوعية للراغبين وبحث طرق ترحيلهم.
تعاطى بطئ
ويرى متابعون إهمية ان يرتفع الدور الدبلوماسي الى مستوى الأزمة، حيث يعاني اللاجئيون السودانيون منذ نحو أكثر من عام من الأوضاع في إثيوبيا.
ويذهب المحلل السياسي محجوب محمد إلى أن السفير السوداني باديس أبابا، الزين إبراهيم رغم تسلمه مهامه حديثا، الا ان التعاطي مع الملف ينبغي ان يكون متسارعا، مؤكدا في حديثه ل “الكرامة” ان الجهود في ظل استمرار القتال في السودان، لا يجب أن تنحصر في العودة الطوعية وانما جهود دبلوماسية أخرى تتيح للاجئ التمتع بحقوق اللجوء وتسهيل امر الإقامات.
وينظر محمد إلى أن ترحيب بعض اللاجئين بأمر العودة الطوعية يعتبر امر طبيعي في ظل الظروف التي قاسونها، وكان الأهم وفق نظره هو توفير الأمن والغذاء والخدمات التي يحتاجها اللاجئين.

بحث أوضاع

وفي مطلع يونيو الجاري كان قد بحث السفير الزين إبراهيم حسين سفير السودان بأثيوبيا مع كل من وزير الدولة بوزارة الخارجية الأثيوبية مسغانو ارغا و طيبة حسن المديرة العامة لدائرة اللاجئين والعائدين بأثيوبيا اوضاع اللاجئين السودانيين بمعسكري كومر وأولالا بإقليم امهرا والمعاناة التي يواجهونها بسبب الأوضاع الامنية في الأقليم وضعف المساعدات المقدمة لهم.
وبحث الاجتماعات سبل توفير الأمن والخدمات الضرورية للاجئين بما في ذلك إمكانية تخصيص أماكن أكثر أمنا للاجئين. وعرضت المسؤولة الأثيوبية جهود حكومتها لتوفير الحماية للمعسكرين رغم أنهما يوجدان في منطقة هشاشة امنية.
وتسعى السفارة لتوفير مساعدات عينية للاجئين بالتعاون مع الجهات الطوعية والمانحة، وستواصل مساعيها مع السلطات الأثيوبية لتخفيف معاناتهم وتوفير الأمن لهم.
نداء عاجل
والأحد أطلقت مبادرة “لا لقهر النساء”، نداءً إنسانياً عاجلاً لإنقاذ آلاف اللاجئين السودانيين العالقين في غابات إقليم أمهرا بإثيوبيا.
وأعربت المبادرة عن قلقها العميق إزاء الوضع الإنساني المتدهور الذي يواجهه هؤلاء اللاجئون، مشيرة في بيان إلى تعرضهم لهدر كرامتهم الإنسانية وفقدان حقهم في الحياة، في ظل صمت المجتمع الدولي.
وبدأت أزمة اللاجئين السودانيين في إثيوبيا مطلع شهر مايو الماضي، عندما غادر اللاجئون مخيم “أولالا” بسبب تدهور الوضع الأمني والاعتداءات المستمرة من مسلحين.
وبعد قطع اللاجئين مسافة 3 كيلومترات نحو مدينة قندر، في طريقهم للعودة للسودان سيراً على الأقدام، اعترضتهم قوات الأمن الإثيوبية ومنعتهم من العبور، ما اضطرهم للبقاء في معسكر كومر.
ويقدر عدد العالقين بـ 6248 شخصاً، بينهم 2133 طفلاً، و76 من ذوي الإعاقة، و1196 مريضاً.
وأشارت تقارير مبادرة “لا لقهر النساء” إلى أن اللاجئين يواجهون مخاطرا عديدة منها التعرض للعنف من قبل العصابات المسلحة ونقص الغذاء والماء والرعاية الطبية.
ووفقاً لشهادات حصلت عليها “لا لقهر النساء”، فقد العديد من اللاجئين حياتهم نتيجة نقص الرعاية الطبية، وقالت المبادرة إنها وثّقت حالات ولادة في ظل ظروف بدائية، كما وثقّت أيضاً لحالات مرضية أصيب أصحابها بالشلل بسبب أخطاء طبية.
وأضافت المبادرة في بيان، أن اللاجئين يتلقون مساعدات غذائية شحيحة من المنظمات الدولية، تكفي بالكاد لمدة سبعة إلى عشرة أيام لكل فرد، دون توفير احتياجات الطهي الأساسية.
كما لفتت إلى أن اللاجئين يضطرون لاستخدام مياه الوديان الملوثة، مما أدى إلى انتشار وباء الكوليرا في الفترة الماضية، وتفاقمت أوضاعهم مع الهطول الكثيف للأمطار وتدمير خيام الإيواء.
ودعت المبادرة الهيئات العليا للأمم المتحدة للتدخل الفوري لإجلاء اللاجئين إلى معسكرات آمنة، وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم من مأوى ومأكل ومشرب وتعليم وصحة و حرية الحركة والعمل. مؤكدة أن هؤلاء اللاجئين ليسوا مجرمين، بل هم ضحايا حرب يستحقون الكرامة والأمان.

إتصالات مستمرة
واجتمع السفير السوداني الزين إبراهيم باديس أبابا بممثل المفوض السامي للاجئين بإثيوبيا اندرو أمبو قورى لمناقشة أوضاع السودانيين في إقليم الامهرا وسائر المناطق المختلفة في إثيوبيا.
وأكد السفير الزين ان الاتصلات ستستمر مع كافة الجهات المعنية.
وينتظر من السفير الزين إبراهيم المزيد من المساعي الحثيثة لحل الازمة بشأن اللاجئين السودانين، وتوفير المساعدات الإنسانية والأمنية لهم.