الجيش ومعركة المصير
خارج النص
يوسف عبدالمنان
الجيش ومعركة المصير
يظل الجيش مؤسسة قوميه انصهرت في جوفها كل القبائل والاعراق والجهات وحينما اختارت الأغلبية من هذا الشعب الوقوف مع هذه المؤسسة العريقة وهي واحدة من ممسكات وحدة البلاد، اختارت الوقوف مع إرث الشعب وتقاليد الأمة وحضارتها وحضرها ومستقبلها تمردت على مؤسسة القوات المسلحة جماعات عرقية وجهوية وقبلية وسياسية وتعرضت القوات المسلحة إلى امتحان عسير بعد نشوب حرب الخامس عشر من أبريل التي هي ثمرة مؤامرة خارجية وطموحات شخصية لأفراد يسعون للسلطة واستطاعت القوات المسلحة أن تقبر أحلامهم وتوئد شبقهم للسلطة وتجهض مخطط الانقلاب الكبير ولكنها وجدت نفسها تقاتل طوفان بشرى من عدت دول أفريقية وعربية وتحالفات الدول البترولية التي تشتري كل شي بمال البترول من السلاح إلى المرتزقة رغم ذلك انتصرت القوات المسلحة وكسرت شوكة وانف كل هؤلاء
الأغلبية التي تقف مع الجيش من أبناء هذا الشعب لايبطرها نصرا ولاتكسر هزيمتها لحظة تراجع في حرب هي كر وفر تقدم وتراجع موت واحزان ودموع وإسناد الجيش ليس نزهة مثل تشجيع كرة القدم و عشق المطربين ونجوم الدراما والحرب والصبر علي مكارهها وتحمل تبعات موقفك وخيارك الشخصي وعندما اختارت الأغلبية سند الجيش في حرب طويلة ربما تمتد لسنوات وسنوات ولكن ثقة الأغلبية في جيشها لن يتزعزع قيد أنملة.
نظل صبرا في يوم الكريهة وحمدا وشكرا يوم النصر نعتصر الألم حين الجرح وندعم القوات المسلحة بكل مانملك حتى يتحقق النصر.
كان يوم أمس الأول عصيبا والأخبار تتري حينا عن نصر لقواتنا في جبهة جبل موية وسيطرة على مصنع السكر واقتحام لمنطقة ود الحداد وتشعر النفوس بالارتياح ويتسلل للداخل عبير النصر ولكن سرعان مايبدد الحلم خبرا عن عودة المليشيا لجبل مويه والإعلام الرسمي من إذاعة وتلفزيون آخر ماتحدثه نفسه الإمارة بالاخفاق عن بث مايطمئن الشعب الذي تتلاعب بمشاعره أخبار الواتساب وفيديوهات الفيسبوك مرت ساعات اليوم مثقلة والناس كل النآس يتابعون سير المعارك بالواتساب ويحلمون وبعضهم يسخطون حبا لجيشهم الذي لايرونه الا منتصرا ومتقدما على العدو
جفت الحروف واستحال على الأقلام أن تكتب وماذا تقول عن معركة لم تحسم وجيش لم ينهزم وشعبا يتوق لانتصار القريب الذي نراه قريبا ويحسبه البعض بعيدا
أن انتصار القوات المسلحة علي المليشيا هو مايتوق إليه المظلومين والمقهورين ومن نهبت بيوتهم وسرقت أحلامهم وقتل فلذات اكبادهم في مدن السودان من الخرطوم إلى الجنينه ومن حجر العسل إلى الفولة.
لن يطول انتظارنا ليوم نحسب ساعاته ودقائقه ليصبح الصبح وتشرق شمس حرية هذا الشعب الذي تعرض لابشع انتهاكات الحقوق.