جبل مويه.. معركة للتاريخ

تقرير : رحمة عبدالمنعم
سطر بواسل القوات المسلحة والأجهزة النظامية الاخرى والمقاومة الشعبية ،يوم أمس الاثنين ملحمة تاريخية،وهم يخوضون أشرس المعارك ويستردون منطقة “جبل موية ” الواقعة على الحدود بين ولايتي الجزيرة وسنار ،في معركة ضارية استبسل فيها ،”اخوان الشهيد حاتم اللكندي “، وكبدوا العدو خسائر كبيرة في الارواح والعتاد ،واستردوا المنطقة وقاموا بمطاردة بقايا المليشيا في عدد من محاور وقرى سنار ،ليستحقوا هتاف “بواسل سنار ..العلموا جبل موية الثبات ”
“جبل موية”
وتصدى أبطال الجيش السوداني في منطقة”جبل موية” بمدينة سنار لهجوم شنته مليشيات الدعم السريع بقيادة البيشي في تمام الساعة الخامسةمن صباح يوم الاثنين ،عن طريق المسيرات والمدفعية الثقيلة والمشاة.
وتقع منطقة “جبل موية” غرب مصنع سكر سنار داخل حدود ولاية سنار وعلى طريق رئيسي يربط بين مدينة ربك بولاية النيل الأبيض وولاية سنار. وقال مواطنون إن هذا الطريق خارج الخدمة بسبب المعارك العسكرية
وشهدت المنطقة يوم أمس الاثنين، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع. وذكر شهود عيان أن مليشيات الدعم السريع هاجمت المنطقة التي تبعد 32 كيلومتراً من مدينة سنار، مركز الولاية، وتصدت لها قوات الجيش الموجودة في المنطقة ودارت معارك عنيفة شارك فيها سلاح الجو التابعن للجيش.
وتمكنت دفاعات الجيش من صد الموجة الأولى ثم تدخل الطيران لاحقا وقام بتشتيت القوات المهاجمة التي قوامها من الجنوبين ،ووفقاً لتقديرات عسكرية انسحبت الدفاعات الاولية للجيش من جبل موية ،ثم عادت بعد ان وصلتها تعزيزات عسكرية.
ودفع الجيش بتعزيزات قوية وكبيرة استطاعت استعادة السيطرة على الجبل وهربت المليشيا إلى قرى سنار
واسترد الجيش السوداني، منطقة جبل موية، بعد معركة قدم فيها بواسل سنار تضحيات كبيرة وكبدوا فيها العدو خسائر في الارواح والعتاد.
خسائر العدو
وقالت مصادر عسكرية لـــ “الكرامة”،إن مليشيات الدعم السريع هاجمت صباح امس منطقة جبل موية بالمدفعية الثقيلة والمسيرات وبقوة قوامها 60 عربة قتالية وعدد كبير من المواتر، واضافت :إن دفاعات الجيش الموجودة بجبل موية تمكنت من صد الموجة الأولى للهجوم ،وتلقت بعد ذلك توجيهات بالانسحاب وفقاً لتقديرات عسكرية.
وأشارت المصادر إلى ان سلاح الطيران تدخل في المعركة وقام بتشتيت القوات المهاجمة وقتل العشرات من جنود المليشيا ودمر اكثر من 15عربة قتالية ،وأوضحت ان الجيش دفع بتعزيزات عسكرية لاستعادة السيطرة على الجبل ،وقد تمكن ابطال متحرك محور سنار من دحر المليشيات في معركة جبل موية ،وتم تكبيد العدو خسائر كبيرة في الارواح والعتاد .
واكدت المصادر ان الجيش استرد جبل موية ومنطقة ودالحداد شمال سنار وجنوب الجزيرة واحكم السيطرة على كوبري الهبانية على بعد 25 كيلو من منطقة الحاج عبدالله ، وطرد المليشيا من مصنع سكر سنار والقرى المجاورة له،كما كشفت المصادر عن هروب قيادات المليشيا من أرض المعركة وإن القوات المسلحة طاردت بقايا الجنجويد في قرى سنار
ونقلت المصادر مقتل القائد المليشي (ودالأمين) الذي جمعته صورةمتدوالة مع قائد قطاع سنار، المليشي عبد الرحمن البيشي بالقرب من جبل موية، ودفنه بمقابر أبو سقرة، وإصابة البيشي ونقله إلى مستشفى الحاج عبد الله بقافلة من 3 سيارات تاتشر
وفي ذات السياق، اعلن تلفزيون ولاية سنار عن استعادة الجيش السوداني سيطرته التامة على مناطق جبل_موية في بعد اشتباكات دامية مع مليشيات الدعم السريع
المقاومة الشعبية.
وكشف المتحدث باسم المقاومة الشعبية عمار حسن عمار في تصريحات صحفية تفاصيل الهجوم على جبل موية،وقال إن مليشيا الدعم السريع حشدت قواتها بهدف الهجوم على سنار وقطع الطريق الرابط بين ولايتي النيل الأبيض وسنار. ،وان قيادة المليشيا تمارس ضغوطاً كبيرة على البيشي حتى يسيطر على سنار، لذلك قاد هجوم اليوم بنفسه
واضاف :بدأت المليشيا هجومها على جبل موية اليوم عند الخامسة فجراً عن طريق المسيرات والمدفعية الثقيلة والمشاة ،موضحاً ان الوضع تحت السيطرة والمليشيا تتكبّد خسائر في الأرواح والعتاد ولم تسيطر على جبل موية.
وتابع عمار :إعلام المليشيا ينشر معلومات مُضلّلة وفيديوهات تم تصويرها من مناطق مختلفة كأنها تُصوِّر الوضع في جبل موية, ومعركتنامستمرة وقواتكم تطارد المليشيا المتمردة.
انتهاكات المليشيا
ونقل موقع “الترا سودان” اقتحام مليشيات الدعم السريع لقرى صغيرة تقع غرب ولاية سنار المتاخمة لولاية النيل الأبيض، وأوقفت حركة سير الحافلات السفرية. كما هاجمت “جبل سقدي”. في ذلك الوقت ناشد مواطنون الجيش بالتحرك وإيقاف الهجمات التي تشنها قوات المتمرد حميدتي لتجنب الانتهاكات بحق المدنيين.
وقال جاد كريم من مدينة سنار لـ”الترا سودان”، إن مليشياالدعم السريع شنت هجوماً واسعاً صباح اليوم على منطقة “جبل موية”. تصدت القوات المسلحة، ولا تزال المعارك مستمرة. وأضاف: “نحن هنا نسمع الأصوات هناك معلومات عن تدخل سلاح الجو رداً على هذا الهجوم”.
وتضم منطقة “جبل موية” قرى تقع حول مصنع سكر سنار وقرى متاخمة لولاية النيل الأبيض، وحال سيطرة مليشيات الدعم السريع عليها فإن مصير عشرات الآلاف من المدنيين سيكون صعباً وفق حديث جاد كريم.
ومنذ سيطرتها على أجزاء من ولاية الجزيرة بما في ذلك عاصمة الولاية ودمدني أواخر العام الماضي،قامت مليشيات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات في ولاية الجزيرة بحق مئات الآلاف من المدنيين بالتهجير القسري والقتل المباشر ونهب الممتلكات والأصول ونهب أكبر مستودعين للغذاء والحبوب للبنك الزراعي وبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، حسب تقارير لجان المقاومة في ودمدني والحصاحيصا.
ومنذ مطلع هذا العام عزز الجيش انتشاره في ولاية سنار وأطلق عليه “محور سنار”، وينوي تنفيذ هجوم بري على الدعم السريع في ولاية الجزيرة.
ورداً على هذه التعزيزات ذكر مواطنون أن قوات الدعم السريع أجبرت آلاف السكان على مغادرة منازلهم في أحياء جنوب مدني وحولتها إلى منصات للمدافع وثكنات عسكرية لجنودها.
صمود سنار
وكتب الصحفي عبد الماجد عبد الحميد في صفحته بموقع “الفيسبوك ” :المعارك التي تدور الآن في منطقة جبل موية ستنجلي حتماً لصالح الجيش والشعب السوداني ومن خلفهم أهل ولاية سنار الصامدة
ويضيف: ومع هذا فإن الدرس المباشر الذي نراجعه مع غرفة القيادة والسيطرة أن الناصحين من أهل الخبرة والدراية والوجع قالوا كلمتهم منذ أشهر في كيفية إدارة الحرب في محور سنار
ويتابع:الوقت ليس للتلاوم ولكنه تذكير بالحقيقة المرة في وجه العاصفة .منطقة جبل موية موقع تمر عبره تقاطعات كثيرة والسماح بدخول المليشيا إلي هذه الأرض الحاكمة يعني تحديات جديدة وخطيرة لاوقت للتعاطي معها بسلحفائية قد يدفع ثمنها السودان كله.. وليس أهل سنار وحدهم.