الاتحاد الافريقى .. (شايف الفيل)
ما وراء الخبر
محمد وداعة
بعد ايام قليلة على اعلان وزارة الخارجية المصرية دعوة القوى المدنية و السياسية السودانية ورعايتها لحوار سودانى جامع ، تقدمت الآلية الرفيعة للاتحاد الافريقى بدعوة لعقد مؤتمر تحضيرى للحوار السودانى فى منتصف يوليو ، وهذا يؤكد قناعات توفرت للعديد من الاطراف على امكانية الدخول فى مرحلة الحوار السياسى انطلاقآ من توقعات ملموسة و مؤشرات واضحة لقرب انتهاء الحرب ، لا سيما وان كل الاطراف المهتمة بالشأن السودانى ، وصلت الى نتيجة واحدة ، وهى ان اى حوار تحت ازيز الرصاص مصيره الفشل ، و جاء ذلك واضحآ فى بيان الاتحاد الافريقى الصادر فى 18 يونيو 2024م ، و مطالبته بتنفيذ اتفاق جدة .
مؤشرات انتهاء الحرب ميدانيآ امر مرجح ،فى ظل فشل مشروع احتلال السودان بعد انتهاء سيناريو الانقضاض على السلطة عبر الانقلاب العسكرى ، ربما يتأكد ذلك ايضا من تراجع اى امل لنجاح الخطة البديلة و الرامية لاحتلال الفاشر و تكوين حكومة المليشيا فى دارفور ،
كان استعصاء الفاشر و صمودها و استطاعتها فك الحصار عنها اكبر دلائل انهيار فكرة تكوين دولة تتصادم مع منطق التاريخ و الجغرافيا ،
يزداد الوضع غموضآ فى انجمينا بعد بروز رأى عام وسط كبار ضباط الجيش التشادى ، و قيادات سياسية معارض لاستمرار التورط فى السودان ، خاصة بعد تحرك اعضاء فى الكونغرس لتقديم قانون يحظر بيع السلاح لدولة الامارات ، و سيرتفع هذا الصوت بعد بيان الاتحاد الافريقى ،
عضو الكونجرس الأمريكي سارا جاكوبس كشفت أنها تقدمت بمشروع قانون يحظر مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الإمارات العربية المتحدة بسبب تمويلها للحرب في السودان، وفي سياق متصل قالت سارا جاكوبس في تغريدة لها ( ان أسرع الطرق لإنهاء الحرب في السودان هي أن تتوقف الإمارات عن تسليح قوات الدعم السريع ) ،
هذه هى المرة الاولى التى نرى فيها ادانة واضحة فى بيان الاتحاد الافريقى المشار اليه للتدخلات الاجنبية فى السودان ، و تأكيده على اهمية ضمان حماية الدولة السودانية و مؤسساتها و شعبها ، مما يمثل هو الآخر تغيير فى خطاب الاتحاد الافريقى تجاه السودان ،و كان من واجب الاتحاد الافريقى ان يحقق فى اتهامات طالت تشاد و اوغندا و افريقيا الوسطى بالمشاركة فى امداد المليشيا بالاسلحة الاماراتية ، و ان يتخذ ما يلزم من اجراءات ، هذه الدول ساهمت و تساهم فى اطالة امد الحرب التى يسعى الاتحاد الى ايقافها ، و تتدخل فى الشأن السودانى وهو ما يخالف ميثاق الاتحاد الافريقى.
ان التغيير فى نبرة خطاب الإمارات و الحديث لاول مرة عن الحل السياسي يعني الإعتراف بفشل الإنقلاب العسكري و امكانية الإستيلاء على السلطة بقوة السلاح بعد الهزائم المتكررة التى لحقت بالمليشيا ، و بقراءة للواقع الميدانى على الارض فأن قدرة المليشيا فى تحقيق اهدافها من الحرب اصبحت فى خبر كان ، هذه التحركات الدولية ستكون مقدمة لايام صعبة تنتظر الامارات ، و اذا رأيت اذنى الحمار ، فقد رأيت الحمار.