حكومة.. حكومة يا برهان..
# منذ شهور عديدة.. يتحدث المسؤولون في الجناب العالي السوداني.. عن حكومة الحرب المرتقبة.. ظل الشارع يترقب ما يقول به البرهان تارة.. ثم ياسر العطا تارة اخرى.. ولكن لا جديد مفيد على هذا الصعيد.
# اجتهدت الصحف.. بل اجتهدت (الكرامة) الصحيفة.. وكشفت عن هوية رئيس مجلس الوزراء القادم.. خرجت اولا بالدكتور (محمد الامين) ابن الشرق واختصاصي القلب المعروف.. وثانيا بالدكتور (كامل ادريس) امين منظمة الملكية الفكرية العالمية الاسبق.. فباتت الحكاية مثل متلازمة (هجم النمر) كما في الروايات السودانية المتواترة عن (محمود الكذاب).. ولعل هذا التضاد البائن.. قد جعل الشعب السوداني الممكون وصابر.. يتلقى انباء الحكومة المرتقبة.. بعدم اكتراث ظاهر.. وربما عدم تصديق.. لان تعامل المسؤولين مع هذا الملف المهم.. مثله وملفات كثيرة اخرى.. لا يتناسب مطلقا مع المرحلة الحالية التي اصطف فيها الجيش وجميع المساندين له من الوطنيين في خنادق الدفاع عن الارض والعرض وسط التفاف غير مسبوق.. ونجاحات كبيرة على المستوى العملياتي.. بينما ظلت الحكومة الموقتة المكلفة لوحدها خارج سرب المدافعة.. ولكن العيب ليس عيبها.. لان هذي هي حدود امكانياتها.. وهي باختصار شديد غير مؤهلة للعب اي دور ولا تملك القدرات الكافية التي تسند ظهر القوات المسلحة.. لا في مخاطبة العالم باللغة التي يفهمها.. ولا بالسيطرة عبر الاعلام الرسمي القوي.. ولا بسد ثغرات معاش الناس.. ولا باستخلاف المقاتلين.. ولا بالسيطرة على الاقتصاد وغول الدولار الذي قضى على ما تبقى من عافية البلد.. لذلك يجب ان يغيّر البرهان وطاقمه المكلف بالانجاز من شكل التعامل مع الملفات الحساسة.. واهمها ملف الحكومة القادمة التي يريد البرهان لها ان ترى النور مع تحقيق انتصار كبير يرفع المعنويات ويجدد به الحماس في نفوس القادمين الجدد.. ربما يكون البرهان محقا وعلى صواب.. ولكن عليه ان يعلم ان جيشه الباسل انتصر انتصارا كاسحا يوم ان فشلت مليشيا آل دقلو الارهابية المتمردة في تحقيق اهدافها المستترة والمعلنة.. واهمية الاهداف دائما في تحقيقها.
# استقدمت مجموعة البرهان المكلفة بتمحيص ملف رئيس الوزراء.. الدكتور كامل ادريس الى العاصمة الادارية الجديدة بورتسودان.. حضر الرجل بالفعل لكي يستمع ويُسمع.. ويبدو انه (تمنّع وهو راغب) في البداية.. ثم وافق على قيادة الحكومة المدنية في هذا الظرف الحساس من تاريخ السودان.. ثم قفل راجعا ويقال انه الآن قد اعد خطته لمائة يوم من المعالجات.. داخليا وخارجية.. اذن لمَ الابطاء والمراكب كلها بقرب الشاطىء.
# عموماً.. الاحتمالات مفتوحة امام سيناريوهات عديدة.. الوضع في الشارع العام لا يحتمل أي (مماحكات) يا برهان او عروض جديدة على خشبة (المسرح السياسي التجريبي) الذي يدفع كلفته الشعب السوداني من روحه ودمه وصبره الطويل وقدرته على الاحتمال.