المليشيا تنتحر على أسوار مدينة السلطان: الفاشر.. “نار” و”شرار “
- مقتل قائد المليشيا بدارفور اللواء “خلا” علي يعقوب وعدد من القادة
- مئات الهلكى من مرتزقة الدعم السريع واستلام “٣٠” عربة قتالية حية
- توقعات بتحولات كبيرة في مسار المعارك بدارفور وبقية المحاور
- خبير عسكري ل”الكرامة” ستنتقل المشتركة من الدفاع للهجوم لتحرير مدن دارفور
تقرير :أشرف إبراهيم
شكلت الفاشر عقبة كؤود في طريق أحلام مليشيا الدعم السريع التي باتت تراهن على اسقاطها في الآونة الأخيرة لتعلن حكومة موازية في إقليم دارفور على غرار النموذج الليبي، لتصطدم طموحاتها بصمود القوات المشتركة المكونة من الفرقة السادسة مشاة وقوات الكفاح المسلح، و أفلحت القوات المشتركة في قطع الطريق أمام مشروع المليشيا، أمس الجمعة ورغم قرار مجلس الأمن الصادر الخميس بوقف الهجمات على الفاشر عاودت مليشيا الدعم السريع الهجوم وتمكنت القوات المشتركة من نصب كمين محكم لها دمرت القوة المهاجمة وقتلت قائد قطاع دارفور بالمليشيا اللواء “خلا” علي يعقوب جبريل بعد هلاك القوة المخصصة لتأمينه وهروب البقية.. لتنتحر المليشيا على أسوار مدينة السلطان علي دينار.
الكمين ومقتل يعقوب
وكشف مصدر بالقوات المشتركة ، إن قائد المليشيا بوسط دارفور وقائد معارك الفاشر المتمرد علي يعقوب، قتل خلال كمين ناجح نفذه الجيش والقوات المشتركة صباح الجمعة.
وأوضح المصدر بان الجيش باغت المليشيا بهجوم لم يكن متوقعا في محيط الفاشر، مشيراً إلى أن أفراد المليشيا فروا للنجاة بأنفسهم وتركوا قائدهم علي يعقوب مكشوفاً بلا حماية، مشيراً إلى أن قائد المرتزقة قتل خلال إطلاق النار الأول، وعندما وصلت القوات المشتركة لعربته وجدته ميتا، مشيرا إلى استلام سيارة الهالك ومقتنياته بما فيها هاتفه الثريا، الذي يعتبر غنيمة كبيرة، لأنه يحوي أسرار التحرك ومصادر التمويل وسيفتح أسرار لمعرفة الجهات التي تواصل معها الهالك.
وأوضح المصدر أنه جرى بعد ذلك نقل جثمان يعقوب إلى مقر الفرقة السادسة مشاه.
وأوضح أن قوة من القوات المشتركة تعمل الآن على حصر هلكى وأسرى وجرحى معركة الجمعة وسط المليشيا، حيث هرب بقية المرتزقة وتركوا جرحاهم ونزعوا الكاكي و وتركوا أسلحتهم وفروا حفاة من ميدان المعركة.
بيان الجيش
وفي تعميم صحفي للقوات المسلحة الجمعة تلقته (الكرامة) أكدت القوات المسلحة أنه في تحدي جديد لأحدث دعوة وقرار من مجلس الأمن دعا لوقف الهجوم وحصار مدينة الفاشر، جددت مليشيا آل دقلو الإرهابية صباح اليوم الهجوم على المدينة وبحمد الله وتوفيقه أحبطت القوات المسلحة والقوة المشتركة الهجوم وكبدتهم خسائر كبيرة تمثلت في مئات القتلى والجرحى من ضمنهم قائدهم المجرم علي يعقوب الذي لقي مصرعه في محاولة الهجوم الفاشلة، كما دمرت واستلمت قواتنا عشرات العربات القتالية من المتمردين الذين لاذوا بالفرار.
امقتل (1000) مليشي
أعلنت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، في بيان لها تلقت (الكرامة) نسخة منه أنه تم القضاء بشكل كامل على متحرك المليشيا في المحور الجنوبي والشرقي للفاشر، وقتل ألف من المرتزقة على رأسهم المتمرد علي يعقوب، وتدمير واستلام مائة سيارة و(7) من المدرعات و(3) حافلات للمؤن والذخائر وأسر أكثر من (43) من مليشيا الدعم السريع، وذلك خلال معارك ا الجمعة.
وأوضحت القوة المشتركة في بيانها، إن علي يعقوب يعتبر القائد الفعلي للمليشيا بدارفور والسودان عقب إختفاء الأخوين دقلو، مشيرة إلى مقتل المتمرد علي يعقوب يعني انتهاء أسطورة مليشيا الدعم السريع إلى الأبد وبداية النهاية لقوات المرتزقة الإرهابية التي مارست كل أنواع الجرائم الإنسانية.
وقالت المشتركة في بيانها أنه منذُ ما يقارب شهر من الزمن ظل المجرم الجنجويدي علي يعقوب قائد مليشيا الجنجويد يدير حملة بربرية إنتقامية وحشية للهجوم على مدينة الفاشر والقرى المجاورة، إما بمحاولات فاشلة بكل السبل للإجتياح أو بتدوين مدفعي من خارج المدينة لإستهداف الأحياء السكنية المكتظة بالسكان ومراكز إيواء النازحين والمستشفيات وذلك لترويع المدنيين الأبرياء وقتلهم وتشريدهم و لقد وضعت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح وقوات الشعب المسلحة (أسود الغربية) والقوة الشعبية للدفاع عن النفس والمقاومة الشعبية بخطة عسكرية محكمة نهاية لهذه المهزلة الإجرامية بالقضاء على كامل متحرك قوات العدو في المحور الجنوبي والمحور الشرقي للفاشر على رأسهم رأس الأفعى المجرم الجنجويديعلي يعقوب قائد مرتزقة مليشيا الدعم السريع وجميع القادة الميدانيين وجميع جنودهم.
ولقد سطرت بواسل قواتكم المشتركة لحركات الكفاح المسلح والقوات المسلحة السودانية والقوة الشعبية للدفاع عن النفس والمقاومة الشعبية تاريخاً جديداً من البطولات في هذه المعركة التاريخية، حيث قادت هذه القوات ملحمة قوية قدمت من خلالها دروسا في القتال لمليشيات الجنجويد ، ولقد كبدنا العدو خسائر كبيرة وفادحة في الأرواح و العتاد، حيث تم القضاء على أكثر من (1000) مرتزق من الجنجويد وعرب الشتات الأفريقي على رأسهم علي يعقوب القائد والمشرف على محرقة الفاشر مليشياتهم، و دمرنا أكثر من (60) آلية عسكرية تابعة للمليشيا وسيطرت قواتنا على (40) آلية عسكرية ذات الدفع الرباعي وعدد (7) من المدرعات وعدد (3) حافلات للمؤن والزخائر وتم أسر اكثر من (43) من مليشيات الدعم السريع وجاري حصر بقية التفاصيل.
هلاك قائد العصابات
ويقول المحلل السياسي المتخصص في الشأن الدارفوري علي منصور حسب الله في تعليقه ل(الكرامة) حتى نتحدث عن تأثير المليشي علي يعقوب جبريل علينا أن نسال أولاً من هو علي يعقوب جبريل وقال يعقوب جاء من تشاد الي السودان في أواخر ثمانينيات القرن الماضي وعمل راعياً لاغنام الشرتاي سوار لكنه في مطلع تسعينيات القرن الماضي تحول الي قاطع طرق خاصة الطرق من زالنجي الي مناطق دنكوج وقارسيلا وأم خير ووادي صالح وغيرها، وفي وقت قصير صار قائد أخطر عصابات النهب المسلح وحينما اندلعت أزمة دارفور استعانت به الحكومة آنذاك فكان من أخطر قادة المليشيات التي احرقت قري المواطنين ثم لحق بحرس الحدود برتبة عقيد وسرعان ما ترقي حتي وصل إلى رتبة اللواء.
ويضيف منصور هو الرجل الثالث من حيث الأهمية في الدعم السريع وأسقط ولاية وسط دارفور وتم إسناد مهمة إسقاط مدينة الفاشر له لما له من تجارب وقدرة هائلة في التدمير.
وبالتالي كون المليشيا تفقد رجل في مكانته وقدراته الإجرامية فإنها لا تستطيع إيجاد بديل له ونفسياً سوف يزرع هلاكه الإحباط في نفوس قواتهم.
ومقتله له آثار معنوية خطيرة على المليشيا وكذلك من حيث القدرة الحربية فلن يجدوا من يعوض غيابه الأبدي وأرى أن المليشيا تعيش أيامها الأخيرة .
جبريل.. الفاشر مقبرة المليشيا
وعلق دكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية عبر حسابه على فيسبوك بمناسبة إنتصارات القوات المشتركة في الفاشر وبعث بالتهنئة للشعب السوداني على الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة و القوات المشتركة و المقاومة الشعبية على أوباش الدعم السريع في فاشر السلطان (أداب العاصي) و وادي أمبار و هلاك قيادات كبيرة من المليشيا المجرمة.
وقال جبريل ستكون الفاشر مقبرة المليشيا و نهايتها باذن الله.
مناوي يعلق
وعلق قائد حركة تحرير السودان حاكم إقليم دارفور على معركة الجمعة معلناً مقتل قائد الهجوم على الفاشر وقال مناوي القوات المشتركة تمكنت من قتل علي يعقوب (وداعاً قائد محرقة دارفور) .
هجوم كبير
وكشفت مصادر عن أن هجوم المليشيا على الفاشر الجمعة تم بقوة غير مسبوقة، وكانت حصاداً لتجميع مليشيات الفزع القادمة من جنوب وشمال وشرق ووسط دارفور و مرتزقة من تشاد وإفريقيا الوسطى والنيجر وغيرها وقد استغرق تجميع تلك القوة شهرين كاملين، و انهزمت أمام الارتكازات المتقدمة للقوة المشتركة شرق الفاشر في أربع ساعات فقط، وعندما تم ضربهم وتشتيتهم أطلقوا قذائف الهاون بطريقة عشوائية باتجاه المدينة، ونتج عن القصف إصابات ووفيات وسط المدنيين، وبعد ذلك ولوا الأدبار هاربين وتركوا أسراهم وجرحاهم وجثمان قائدهم.
مصارع القادة
لم يكن اللواء يعقوب وحده الهالك في معركة الفاشر فقد هلك القائد مسعود دريسة ومحمد آدم بنجوس اللذان يحملان رتبة اللواء وقد كانا يعملان على تجميع الفزع وشتات المرتزقة لمعركة الفاشر واسندت لهم المليشيا مهمة الإستنفار وسط القبائل ليهلكا في معركة الأمس وكذلك شهدت المعركة مقتل المستشار السياسي للمليشيا الغزالي إغيبش، وبذا تفقد مليشيا الدعم السريع أهم مفاتيح معارك دارفور بضربة واحدة.
ضربة كبيرة
ويقول خبير عسكري إن ماحدث بالفاشر من مقتل القائد العسكري الأول بالمليشيا ” علي يعقوب ” و القائد الميداني محمود دريسة يعتبر في كل الأعراف العسكرية ضربة كبيرة للقوات ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على تماسكها وإستمراريتها في القتال وهذا الحدث العسكري المهم هو مايعرف بـ”ضربة الرأس” وهو مصطلح عسكري يستخدم لوصف مقتل قائد عسكري رئيسي في معركة بأهمية الفاشر .
ويضيف للأمر عديد التبعات أهمها فراغ في القيادة والتنظيم ، و يسبب إضطرابًا في سلاسل القيادة والتوجيه التابعة للمليشيات وستظهر في الأيام القادمة مايعرف بـ “التباطؤات ” في إتخاذ القرارات وتنفيذ الخطط التي سبق وتم التخطيط لها ، مما يزيد بشكل حتمي الفوضى والارتباك بين القوات .
ـ بالإضافة إلى تراجع في الروح المعنوية للمليشيا ، وزيادة في معدل التشتت والخوف وذلك سيؤثر سلبًا على قدرتها على القتال بكفاءة وفعالية .
وكذلك حدوث مايعرف بـ “التحول الإستراتيجي ” فجميع الخطط الخاصة بالمليشيا التي تعتمد بشكل جوهري على ” القائد الرابع للمليشيا وقائد الهجوم ” على الفاشر ستكون بلا أي قيمة تذكر لانة وببساطة بات خارج المعادلة.
تغيير المعادلة
ويقول اللواء م عبد الحليم محجوب في حديثه ل(الكرامة) إن معركة الجمعة في شرق الفاشر ومقتل القائد يعقوب والقادة الميدانيين تعني تحولاً كبيراً في مسرح العمليات بدارفور ومن ثم في كل محاور العمليات بالسودان بين المليشيا والقوات المسلحة والقوات المساندة لها.
وقال محجوب إن تأثير يعقوب كبير لكونه ظل قائداً لقطاع وسط دارفور وتحول قائداً لكل دارفور ويعرف طبيعة ميدان المعركة بدارفور أكثر من غيره، إضافة إلى غياب القيادة والتوجيه وقال محجوب أتوقع أن تكون هذه بداية النهاية للمليشيا على أرض دارفور وقال ستتحول القوات المشتركة في الفاشر خلال الفترة المقبلة من وضعية الدفاع إلى الهجوم ومطاردة المليشيا لتحرير مدن دارفور المختلفة بإسناد سلاح الجو.