“تنسيقية تقدم”.. تصريحات الخزي والعمالة

تقرير :رحمة عبدالمنعم
من خلال التصريحات والبيانات الصادرة من تنسيقية “تقدم” او من قيادات الأحزاب التابعة لها، تجد أن “تقدم” تعري نفسها بأنها جزء من عدوان مليشيات الدعم السريع على الشعب السوداني، بل والمشاركة للعدوان في كل جرائمه، ولاتنفك مسؤوليتها عنه في كل التصريحات والبيانات.
صمود الجيش السوداني في الجبهات عرى تنسيقية تقدم مما جعلها تنكشف بكونها بوق للمليشيا ، تعمل على مكياج وجه وصورة العدوان والتغطية على جرائم الجنجويد .
بيانات او تصريحات قيادات أحزاب “تقدم”، لاتقدم ولاتؤخر في معنويات الشعب السوداني ، وقد وضعهم في ميزان القتلة الجنجويد .
تنسيقية تقدم
وفجرت تصريحات المتحدث باسم (تقدم) بكري الجاك، جدلا واسعًا في الأوساط السودانية، حيث طالبت التصريحات قائد الجيش السوداني البرهان، الاستسلام لمليشيات الدعم السريع، واشتعلت بذلك منصات التواصل الاجتماعي.
وقال الجاك في حديث للجزيرة مباشر، إنه في الحرب يمكن أن تستسلم لدرء المفاسد، ضاربا مثل باليابان التي قال إنها استسلمت في الحرب العالمية الثانية حينما علمت أنها ستقتل مزيدا من شعبها إذا واصلت الحرب.
وأثار حديث الناطق الرسمي باسم تقدم حفيظة كثير من الموالين للجيش في حرب 15 أبريل، ولم يقتصر ذلك على مؤيدي القوات المسلحة، بل حتى الرافضين للحرب واجهوا تصريحات الجاك بالرفض القاطع.
ورشحت اتهامات كثيرة لتقدم بموالاتها لمليشيات السريع عقب توقيع الاتفاق الذي تم بين التنسيقية وقائد مليشيا الدعم السريع، حيث ترى القوى المعارضة لتقدم بضلوعها في التفكير في كيفية حكم البلاد وهو ما يخالف الأسس ويؤكد فرضية مولاتها للدعم السريع.
كما وجه الحزب الشيوعي السوداني في السابق ذات الاتهامات لتقدم وقال بأنها وضعت يدها على يد الدعم السريع وتمضي في تحقيق الإفلات من العقاب وإعادة الشراكة مع هذه القوى التي تسعى لحكم البلاد وتشريد مواطنيه بطابع عرقي.
حزب الأمة
وقبل أيام يخرج رئيس حزب الأمة القومي اللواء م فضل الله برمة ناصر، في تصريح لموقع “انتبدنت عربية”، ليعلن بشكل واضح اصطفاف الحزب مع المليشيا، ويؤكد أن تنسيقية “تقدم” هي الجناح السياسي لمليشيات الدعم السريع
وقال رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، إن “مليشيا الدعم السريع” تسعى لإيقاف الحرب وترغب في السلام، رغم سيطرتها الميدانية – على حد قوله.
وزعم برمة ان القوات المسلحة في وضع متدهور قتالياً، لكنها تصر على الاستمرار في القتال، ووصفها بالارتباط بالحركة الإسلامية.
ونقلت اندبندت عربية عن رئيس حزب الأمة تصريحات تقلل من مقدرة القوات المسلحة بحسم معركة الكرامة في مواجهة التمرد.
ومضى ناصر في مزاعمه قائلا “للمرة الاولى أرى جهة عسكرية في وضع مهزوم وليس بمقدورها حسم المعركة، تتخذ موقفاً داعماً لاستمرار الحرب، بينما كان لها فرصة كبيرة لتحقيق السلام، وحفظ ماء وجهها”
سخرية الميرغني
وسخر القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، ابراهيم الميرغني من الحكومة الحالية ووصفها بحكومة النازحين وانها تسيطر على” 4 “ولايات من أصل”18”
وكتب ابراهيم على صفحته بموقع الفيسبوك :حكومة ( النازحين ) التي لا تسيطر إلا على 4 ولايات من أصل 18 ولاية و بشكل غير كامل ( نهر النيل ، الشمالية ، كسلا ، القضارف ) وبعد فشلها الذريع على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية وإنسحابها من منبرجدة و الإيغاد والمنامة وإستمرار تجميد عضويتها في الإتحاد الافريقي وإداناتها المتكررة من مجلس الأمن الدولي و مجلس حقوق الانسان و الاتحادالاوروبي وبعد أن فقدت أدنى درجات الشرعية التي تحتاجها ( حكومات الأمر الواقع ).. حد قوله
وأضاف:نجدها اليوم تحاول بيع الأسماك في( ماء البحر الأحمر المالح لروسياالاتحادية التى يبلغ حجم التبادل التجاري السنوي بينها والمملكةالعربيةالسعودية و دولةالامارات العربيةالمتحدة حوالي 15 مليار دولار ،ما يعادل ثلاثة أضعاف ميزانية السودان قبل الحرب هذا غير الإستثمارات المباشرة المدنية والعسكرية وتحالفات ( اوبك + ) و ( بريكس ) وغيرها من المصالح الإستراتيجية الكبرى، وتابع :ناهيك عن موقف حلف الناتو والولاياتالمتحدة الامريكية و فرنسا الذي يجعل من الإبحار بهذا المركب المتهالك المهتري في مياه البحر الاحمر التي تعج بالحيتان و( القروش) أمر في غاية الخطورة على ( البحارة ) المتمرسين ناهيك عن من لا يجيدون حتى السباحة.
البجا المعارض
ولم تتوقف تصريحات قيادات تنسيقية تقدم التي تسعى دائما ً لإدانةالجيش وتبرئة مليشيات الدعم السريع من الجرائم والانتهاكات، وكان اخرها منشور لرئيس حزب البجا المعارض أسامة سعيد، الذي حمل الجيش مسؤولية “مجزرة ودالنورة” بولاية الجزيرة.
وقال رئيس حزب البجا المعارض أسامة سعيد، إن المسؤول الأول عن ما حدث في قرية ود النو هو قيادة الجيش ولا أحد سواها،وذلك بانصياعها الكامل لعناصر النظام البائد في رفض السلام والإصرار على الاستمرار في حرب خاسرة – على حسب قوله
وأضاف : ومن الأسباب الاستجابة لفكرة بائسة متمثلة في الاستنفار والمقاومة الشعبية، وهي في حقيقتها محاولة لإحلال الكتائب الجهادية محل الجيش، وفتح معسكرات تدريب وسط القرى وتعريض حياة المدنيين للخطر
وزاد :أقول للبرهان لا تجعل من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم )شماعة تعلق عليها فشلك في المحافظة على مقدرات الجيش وحماية المدنيين.
دعم الجنجويد
وعبر عدد من رواد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان عن رأيهم حول موقف تنسيقية (تقدم) من الحرب الدائرة في السودان، بين الجيش ومليشيات الدعم السريع، والتي دخلت عامها الثاني
وتفاعل المغردون على وسم #تقدم_لا_تمثلني بشكل واسع للاعتراض على ما وصفوه بموقفها الداعم لمليشيا الدعم السريع في الحرب االحالية، وأظهروا دعمهم لموقف الجيش السوداني، معتبرين أن وحدة البلاد تتمثل بالإلتفاف حول الجيش.
وتداول بعض المغردين مقطع فيديو يوضح سبب الاعتراض على تصريحات بكري الجاك الأخيرة، واعتبروا أنه بكلامه يدعم مليشيات الدعم السريع التي ارتكبت المجازر في السودان وفق تعبيرهم.
ونشر محمد حسن على حسابه في “فيس بوك” سبب مشاركته بوسم تقدم لا تمثلني ، حيث قال إنها “تتاجر بقضية السودان، وهددت بالحرب” وقال أنهم “عملاء سفارات” حسب وصفه
الخط السياسي
وكتب الصحفي عزمي عبدالرازق على صفحته بموقع “الفيس بوك “:يبدو أن فترة الزواج العرفي بين الدعم السريع وحاضنته السياسية “المحبوسة” في فنادق أديس أبابا، والتي كانت تتيح لهم التلاعب بالشعارات، انتهت تلك الفترة، بإشهار العلاقة، وجاءت مرحلة المطلوب فيها منهم وضع الكدمول “كده بالواضح ما بالدس” وتنفيذ التعليمات الصادرة من عثمان عمليات ليتناغم الخط السياسي مع العسكري
ويضيف:وقد ابتدر هذه المرحلة المدعو بكري الجاك عندما طالب قيادة الجيش بالاستسلام للدعم السريع، ثم جاء بعده برمة ناصر ليندلق على كبره، ويصف الجيش بالمهزوم، ويسخر من المؤسسة التي خرج منها، وتبعتهم أسماء الجمهورية عندما نادت صراحة بدعم انتصارات الجنجويد، وجاء الدور على إبراهيم الميرغني ليحل محل الباشا طبيق في الكذب والتدليس والدناءة
“أحزاب الكدمول”
وصف الباحث السياسي د. بدرالدين حسان، موقف أحزاب تنسيقية تقدم تجاه ماتفعله مليشيات الدعم السريع من انتهاكات في حربها على المدنيين بـ”المخزي”، فيما أكد أن هذه القوى تمثل الحناح السياسي للمتمردين . ..
وقال حسان، في حديث للكرامة ، إن هذه الأحزاب منزوعة القرارات مُكبلة اليدين، بل وترتدي “كدمول الجنجويد”، وكنا نظن ان لدى قيادات التنسيقية بعض الحس الإنساني، وقليل من الادب واللباقة
وأضاف، أن “هذه الأحزاب قادرة على اتخاذ مواقف، لكن بياناتها كانت مخزية ومترددة وليست بالمستوى المطلوب”، لافتاً الى أن “ما يطلبه الشعب السوداني من هذه التنسيقية أن تتحرك؛ لنصرة الوطن ضد هذا الغزو الجنجويدي “.
وأشار الباحث السياسي، الى “ضرورة التأثير على مسار الأحداث في السودان، ومجابهة العدو، لكنها لا تفعل أي شيء”، معتبراً موقفها “مخزياً باستثناء بعض الأحزاب الوطنية التي تتحرك بسياق دعم الجيش”.

اقرأ أيضا