حزب الأمة .. الصمت على جرائم المليشيا

 الكرامة: هبة محمود

بما بدت الصورة وفق ما يتعلق بمواقف حزب الأمة، من الأحداث الجارية في البلاد والانتهاكات التي تقوم بها مليشيا الدعم السريع، والتي كان آخرها مجزرة قرية (ود النورة) بولاية الجزيرة ، أكثر غرابة، حيال “حالة البرود” في التعاطي مع الأحداث.

ماذا يحدث ومالذي يدور، وكيف لحزب بعراقة حزب الأمة وفق مراقبين، ان يظل مشاركا ضمن مظلة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” الذراع السياسي للمليشيا.

تساؤلات تزداد رقعتها يوما بعد يوم، كان آخرها اعقاب أحداث الخامس من يونيو الدامية بالجزيرة، وكذا عقب إصدار الحزب بالولاية، بيانا، منددا بالأحداث، متهما عبره المليشيا باستهداف قرى الأنصار.

تحالف الشر

 لقد ظلت الانظار ترنو باستمرار و على مدار أكثر من نحو  عام من اندلاع الحرب في السودان، حيال حزب الأمة ومواقفه الداعمة للمليشيا، من خلال تحالفه مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”.

وعلى الرغم من الانتقادات التي طالت قيادات الحزب على هذا التحالف الذي يصفه كثيرين ب” تحالف الشر” والذي لا يتسق وحزب الأمة، ومواقف مؤسسه، الراحل الإمام الصادق المهدي، يعتبر بالمقابل البعض ان ما يدور داخل الاروقة يحتاج لوقفه قوية من قبل أبناء الإمام، سيما قي ظل حالة الانقسام الكبير داخل الحزب باستمرار المشاركة.

لكن وفي ذات الوقت يعتقد مراقبون للشان السياسي ان أبناء الإمام يعيشون ورطة تجعلهم متنازعين بين المشاركة والانقسام، مردها دوافع المشاركة والتوق للسلطة عبر تنسيقية تقدم، ومع ما تفعله المليشيا التي تعتبر رافعة عسكرية لهم.

مكافأة الدم

وحيال اتساع رقعة التساؤلات، حول  مالذي ينتظره حزب الأمة خاصة عقب أحداث الجزيرة الأخيرة، وتنديد الحزب بالولاية بالمجزرة، واتهامه مليشيا الدعم باستهداف قرى الأنصار، يرى في ذلك مختصون ان مليشيا الدعم قدمت مكافأة للحزب لتحالف الشر، باستهداف مناطق نفوذه بالجزيرة.

وكشفت متابعات “الكرامة” عن مقتل رئيس حزب الامة بقرية ود النورة، خلال الأحداث الدامية، الأربعاء الماضي الامر الذى فجر الخلافات داخل حزب الامة والعديد من التساؤلات حول صمت الحزب على هذا الاستهداف رغم تحالفه مع المليشيا ، وبحسب المحلل السياسي محجوب محمد فان الدعم قدم مكافآة بطعم الدم للحزب.

ويذهب في حديثه ل( الكرامة) ، إلى أن مليشيا الدعم لا عهد لها ولا ولاء، يمكن لحزب الأمة الموالي لها ان ياخذه عليها، وذلك من خلال تتابع الأحداث منذ عهد البشير مرورا بالبرهان.

وتابع: ان لم يحرك ما حدث داخل قرية ود النورة ساكن الأحداث بحزب الامة فإن الحزب سيظل مطية ل المليشيا إلى أن تراق اخر دماء عضويته ومنسوبيه.

إدانة و تساؤل

واتهم حزب الأمة القومي بولاية الجزيرة مليشيا الدعم السريع، باستهداف قرى الأنصار منددا خلال بيان بذلك الاستهداف.

وقال” لقد ظلت مليشيا الدعم السريع تمارس انتهاكاتها في ولاية الجزيرة طولا وعرضاً، تقتيلاً وترويعاً وانتهاكاً للحرمات دون وازع من ضمير حيث لا ضمير لهم ولا كابح أخلاقي يكبحهم، كما انه من الملاحظ أن كل المناطق التي تم استهدافها هي قرى الأنصار مما يطرح سؤالاً عريضاً لماذا قرى الأنصار؟؟؟

ولفت الحزب بحسب البيان إلى أن كل ما يحدث يقع في ظل صمت مريب وغريب من أجهزة الحزب المركزية وهيئة شئون الأنصار.

وتابع: المليشيا ما تركوا قريةً الا ودخلوها وافسدوا فيها ليصبح انسان الجزيرة الأعزل تحت وطأتها  الباطشة، وفي ظل سكوت تام من المجتمع الدولي والإقليمي والمؤسسات الدولية، وعجز واضح من الجيش.

 وأضاف البيان: المليشيا ذهبت إلى ابعد مدى من القتل والسلب والنهب بقرية ودالنورة محلية 24 القرشي، حيث بلغ عدد القتلي مئتا قتيل وجريح بلا عدد، في منظر تقشعر له الأبدان، كما أن البصر يأبي أن يرجع كرة أخرى من هول ما حدث، وأن هذه القرية من قرى كياننا بشقيه، وعليه فإننا في حزب الأمة القومي ولاية الجزيرة ندين ونستنكر هذا الاعتداء الغاشم باشد العبارات.

صرخة صادمة

 ويرى في مقابل ذلك الاتهام الكاتب الصحفي و المحلل السياسي، عبد الماجد عبد الحميد، أن حزب الأمة في ولاية الجزيرة يقف أمام حرج تاريخي لأن كل الدعاوي التي سوقت لها قوى الحرية والتغيير قد سقطت وبانت عورتها في ولاية الجزيرة، مؤكدا خلال افادته ل “الكرامة” ان الحرج الأكبر يتمثل في قتل عدد من قيادات حزب الامة ورموزه البارزة وجرح آخرين في مناطق نفوذ الأنصار بالجزيرة وهو واقع بحسبه، وضع قيادة الحزب وجهاً لوجه أمام قواعدها التي عايشت كيف تقتل مليشيا التمرد الأبرياء وتنهب ممتلكاتهم وتغتصب نساءهم.

ويشير عبد الماجد إلى أنه وفي الوقت نفسه ان البيان يمثل صرخة صادمة وموقف قوي يعكس الحقيقة الصادمة التي تتهرب منها بعض قيادات الحزب المتماهية مع التمرد، منوها إلى أن أحداث ودالنورة تمثل منعطفاً تاريخيا داخل حزب الامة.

نقض عهد

وفي ذات المنحى اعتبر المحلل السياسي محمد عثمان الرضى ان ثمة تناقض واضح في موقف الأمة القومي، بعد انضمام قيادات لتنسيقية تقدم والخط المعروف لها انها  الداعم الرئيسي لمليشيا الدعم السريع  والحاضنة السياسية لها.

ويرى الرضي في حديثه ل “الكرامة” ان اقدام المليشيا على مذبحة ود النورة، يعتبر نفضا ليدها ونقضا لعهدها وميثاقها مع الحزب الذي اصبحت تستهدف قيادته الموجودة في الجزيرة وقواعده.

ويذهب محدثي إلى أن بيان الحزب يؤكد على وجود ضغط قواعده ومراكز شوراه، اذ لا خيار الا ان يقدموا على هذه الخطوة لتبرئة موقفهم، غير انه عاد واعتبر ان البيان محاولة لذر الرماد في العيون.

وقال: حزب الأمة أصبح حزب مشتت، حزب تقوده أسرة المهدي وأفراد معينين منها وأصبح لا يلبى طموحات وتطلعات حزب الأمة.

وزاد: هذه الخطوة تعتبر تصحيحهدة وبداية لانشقاق داخل الحزب وربما تقود لانقسام كبير وسط القواعد.

اقرأ أيضا