اتصالات بين بورتسودان وموسكو لتعزيز العلاقات : “الدب الروسي” في البحر الأحمر

تقرير :رحمة عبدالمنعم
على الرغم من عزلة روسيا بعد حربها المستمرّة في أوكرانيا التي بدأتها في العام 2022، تعمل القيادات فى بورتسودان وموسكو على تعزيز العلاقات وتنويعها وتطوير الشراكة الإستراتيجيّة المعزّزة لبروتكول عام 2019 التعاون في المجالات العسكرية والاقتصادية،والتي تضمنت إنشاء قاعدة روسية في البحر الأحمر مكونة من 300 جندي روسي، ومن المنتظر أن تشهد الأيام القادمة البدء في حل بعض المسائل الإجرائية، وذلك بحسب حديث سفير السودان في روسيا محمد سراج، لوكالة “سبوتنينك”
الوفد الروسي
وبحث مسؤولون سودانيين وروس، اواخر ابريل الماضي، تبادل الدعم السياسي والتعاون الاقتصادي وكيفية الدفع بالتعاون المشترك في هذه المجالات.
ووصل نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، إلى بورتسودان على رأس وفد من وزارتي الخارجية والدفاع، في زيارة استمرت يومين
وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، إن وزير الخارجية المُكلف حسين عوض علي وميخائيل بوغدانوف “أجريا مباحثات تتعلق بسبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين”.
ودعا الوزير السوداني بوغدانوف إلى استمرار دعم روسيا للسودان في المنابر الدولية، حيث يواجه البلدان تحديات متشابهة تتعلق بمحاولات التدخل الخارجي في شؤونهما الخاصة وإعاقة جهودهما لتعزيز الاستقرار والتنمية.
وقال حسين عوض علي إن الجيش يحقق تقدمًا كبيرًا في الجبهات مع التفاف الشعب حوله، حيث يقف معه بقوة لتحقيق الانتصار وتكريس السلم والاستقرار بما يقود إلى استكمال فترة الانتقال وقيام انتخابات حرة.
وانتقد ما وصفها بمحاولات بعض الدوائر الغربية والإقليمية بسعيها لفرض رؤى وجماعات سياسية لا تحظي بأي قبول شعبي.
وأعلن ميخائيل بوغدانوف دعم بلاده لسيادة السودان ووحدته والشرعية القائمة فيها ــ في إشارة إلى مجلس السيادة ــ معتبرا زيارة الوفد الحالية تعبيرًا عن هذا الموقف، حيث ترفض روسيا التدخلات الأجنبية في السودان ومخططات تمزيقه
وانتقد ما سماه اسلوب القوى الغربية التي تعتقد أنها تتحكم منفردة في الشؤون الدولية وتحدد مصائر الشعوب، ويظهر ذلك في المؤتمرات التي تنظمها حول قضايا دول مستقلة دون مشاركتها مثلما حدث في مؤتمر باريس.
وأبدى المسؤول الروسي، وفقًا للبيان، تقدير بلاده لدعم السودان لروسيا في المحافل الدولية، مؤكدًا استمرار تبادل الدعم والتنسيق بين البلدين، مقدمًا الدعوة لوزير الخارجية المكلف لزيارة موسكو.
التعاون العسكري
ومن المنتظر أن يوقع السودان وروسيا سلسلة من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية في غضون الأسابيع المقبلة، بما في ذلك تفعيل بروتكول إنشاء مركز دعم لوجستي للجيش الروسي على البحر الأحمر، وفقاً لتصريحات ادلى به الفريق اول ركن ياسر العطا، عضو مجلس السيادة السوداني.
واقترح المبعوث الرئاسي الروسي ميخائيل بوغدانوف، خلال زيارة إلى بورتسودان في نهاية ابريل الماضي، تقديم مساعدات عسكرية للجيش السوداني مقابل تطبيق الاتفاق الخاص بإنشاء محطة لوجيستية للقوات البحرية الروسية في بورتسودان، الذي تم التوقيع عليه في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.
وفي مقابلة مع قناة الحدث، أكد الفريق اول ركن ياسر العطا، العرض الروسي، قائلاً: “اقترحت روسيا التعاون العسكري من خلال مركز دعم لوجستي، وليس قاعدة عسكرية كاملة، مقابل إمدادات عاجلة من الأسلحة والذخائر.”
وأكد انهم وافقوا على هذا العرض ، واقترحوا تطوير هذا التعاون ليشمل الجوانب الاقتصادية في شكل شركات زراعية وشراكات في التعدين والذهب والموانئ والتصنيع الزراعي.
ثم كشف موافقة روسيا على هذا الطلب وقال إن وفد عسكري سوداني سيغادر إلى موسكو خلال الأيام القليلة القادمة، يليه وفد وزاري بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، ليعقب ذلك توقيع البرهان على اتفاقية شراكة بين البلدين.
وعبر الفريق العطا شخصياً عن عدم اعتراضه على انشاء المحطة البحرية الروسية، قائلاً: ” هذا ليس عيباً على الإطلاق..” وأكد أن السودان مستعد لابرام اتفاقيات مماثلة مع دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، مع إعطاء الأولوية لمصالح السودان فوق كل شيء.
وفي الماضي حثت المملكة العربية السعودية القادة السودانيين على التخلي عن صفقة القاعدة البحرية الروسية، مقابل استثمارات سعودية في السودان لكن يبدو أن الظروف الحالية غيرت أولويات السودان.
توسيع النفوذ
وتستعدّ روسيا لإنشاء قاعدة عسكرية على ساحل البحر الأحمر،وفقا لاتفاقية إنشاء نقطة دعم لوجيستي للبحرية في السودان،والتي تم التوقيع عليها في العام 2019،ونصت على السماح للأسطول الروسي باستخدام المركز اللوجيستي في السودام لمدة 25 عاماً
وبدات وفود عسكرية روسية تتوافد على السودان خلال الأسابيع الماضية، حيث قامت بزيارة مدينة بورتسودان شرقي البلاد، وجاءت الزيارة للتعبير عن الموقف الرافض للتدخلات الاجنبية وتحكم القوي الغربية بمصائر الشعوب
ويسعى الجانب الرّوسي إلى الدخول بقوة في نادي الدول الموجودة في ساحل البحر الأحمر الذي يشهد تمركزا لقوى دولية وإقليمية، خاصة مع تزايد جرائم القراصنة، ولا تريد موسكو ضياع مزيد من الفرص في منطقة تشهد تموجات وتغيرات دائمة وغير مستقرة.
وتسعى روسيا إلى توسيع نفوذها في البحر الأحمر لمواجهة الارهاب، كما تروم تحسين قوتها الضاربة في افريقيا لحماية مصالحها
ويشير المحلل الأمني والعسكري عثمان حسن إلى أنّ “إنشاء قاعدة روسية في الأراضي السودانية يبقى مسألة واردة بقوّة، نظرا لتزايد التنسيق بين موسكو وبورتسودان، موضحاً إنه في السنوات الأخيرة، كان هناك نوع من التسابق بين عدد من الدول بشأن تشييد القواعد في البحر الاحمر
ويبرز حسن، في تصريح لجريدة الكرامة، أن “التفكير في إنشاء قاعدة روسية في ميناء البحر الأحمر يمكن أن يكون كرد على تحركات دول اوربية ، خاصة في ما يتعلق بالتعامل مع منطقة البحر الأحمر، مبرزا أن “روسيا تريد التحرك على مستوى ساحل البحر الأحمر من خلال فرض سيطرتها ووجودها في افريقيا”
العلاقات الثنائية
وأكد السفير السوداني لدى روسيا، محمد سراج، أنّ الخرطوم لن تتخلى عن التزاماتها ببناء قاعدة بحرية روسية في البحر الأحمر، موضحاً أنّ المشكلة تكمن في “بعض المسائل الإجرائية فقط
وأوضح سراج، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أنّ القاعدة تمثّل “نقطة دعم لوجستي في البحر الأحمر”، مذكّراً بأنّ البلدين وقّعا على الاتفاقية التي سيتم بناؤها بموجبها، ما يعني أنّ “من واجبهما تنفيذ المشروع”.
وأضاف سراج أنّ هذه المسألة “تُدرس في إطار العلاقات الثنائية” بين السودان وروسيا، مؤكداً “أنّ هذه العلاقات تتطور”، ومعرباً عن أمله في “تعزيز علاقات البلدين بصورة أكبر”.
وجاء ذلك بعدما تحدّث سفير روسيا في الخرطوم، أندريه تشيرنوفل، عن “عدم تمكّن السودان بعد من استكمال إجراءات التصديق على اتفاقية إنشاء قاعدة بحرية روسية في بورتسودان، على البحر الأحمر”.
يُذكر أنّ الجانبين الروسي والسوداني وقّعا، عام 2019، اتفاقية بشأن إنشاء مركز للدعم اللوجستي للبحرية الروسية في بورتسودان، وهو من المفترض أن يستضيف ما يصل إلى 300 جندي روسي، ويزوّد سفناً تابعةً له بالوقود.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد، عقب زيارة للسودان، أنّ الاتفاق بين موسكو والخرطوم بشأن إنشاء مركز لوجستي للبحرية الروسية في السودان، يقع حالياً في مرحلة التصديق
البوارج الحربية
ويقول الصحفي عزمي عبدالرازق في مقال له على موقع “الجزيرة نت”، إن الهدف من القاعدة الروسية في المنطقة، هو الحرب على الإرهاب الدولي والقرصنة، علاوة على تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد وحماية مصالحها الجيوسياسية والإقتصادية، وفي حال اصبحت القاعدة واقعاً، فستصبح عملياً هي الأولى على ساحل البحر الأحمر
ويضيف عبدالرازق: ثمة قابلية، أو بالأحرى مستجدّات لتفعيل البروتوكول العسكري، والسماح بتلك القاعدة، عبر مراحل، تبدأ بنقطة تزويد للسفن الروسية، والمضي قدمًا في الأمر، لا سيّما أن عاصمة الاتحاد السوفياتي القديم، هي مصدر التسليح الأوّل للجيش السوداني، وفي الوقت نفسه تتطابق مواقف روسيا بخصوص ما يتعرّض له السودان من عدوان خارجيّ، مع رؤية الجيش والقوى الوطنيّة المتحالفة معه.
ويتابع من المهم الإشارة إلى أنه قبل الحرب وصلت سفينة حربية أميركية ربضت في ميناء بورتسودان لأيام، وقبلها السفينة الحربية الروسية “أدميرال غريغوروفتيش”، والفرقاطة “ستويكي 545″، وأيضًا البارجة الحربية الروسية PM-138، التي ارتبطت سيرتها بإنشاء القاعدة البحرية في بورتسودان، وسبقتها سفن بحرية إيرانية، كلها تشير إلى الأهمية الإستراتيجية للساحل السوداني الذي يبلغ طوله نحو “850” كيلو مترًا، بينما المناطق البحرية السودانية بها 48 جزيرة
تقرير :رحمة عبدالمنعم
تعمل القيادات فى بورتسودان وموسكو على تعزيز العلاقات وتنويعها وتطوير الشراكة الإستراتيجيّة المعزّزة لبروتكول عام 2019 التعاون في المجالات العسكريةوالاقتصادية،والتي تضمنت إنشاء قاعدة روسية في البحر الأحمر مكونة من 300 جندي روسي، ومن المنتظر أن تشهد الأيام القادمة البدء في حل بعض المسائل الإجرائية، وذلك بحسب حديث سفير السودان في روسيا محمد سراج، لوكالة “سبوتنينك”
الوفد الروسي
وبحث مسؤولون سودانيين وروس، اواخر ابريل الماضي، تبادل الدعم السياسي والتعاون الاقتصادي وكيفية الدفع بالتعاون المشترك في هذه المجالات.
ووصل نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، إلى بورتسودان على رأس وفد من وزارتي الخارجية والدفاع، في زيارة استمرت يومين
وقالت وزارة الخارجية ، في بيان، إن وزير الخارجية المُكلف حسين عوض علي وميخائيل بوغدانوف “أجريا مباحثات تتعلق بسبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين”.
ودعا الوزير السوداني بوغدانوف إلى استمرار دعم روسيا للسودان في المنابر الدولية، حيث يواجه البلدان تحديات متشابهة تتعلق بمحاولات التدخل الخارجي في شؤونهما الخاصة وإعاقة جهودهما لتعزيز الاستقرار والتنمية.
وقال حسين عوض علي إن الجيش يحقق تقدمًا كبيرًا في الجبهات مع التفاف الشعب حوله، حيث يقف معه بقوة لتحقيق الانتصار وتكريس السلم والاستقرار بما يقود إلى استكمال فترة الانتقال وقيام انتخابات حرة.
وانتقد ما وصفها بمحاولات بعض الدوائر الغربية والإقليمية بسعيها لفرض رؤى وجماعات سياسية لا تحظي بأي قبول شعبي.
وأعلن ميخائيل بوغدانوف دعم بلاده لسيادة السودان ووحدته والشرعية القائمة فيها ــ في إشارة إلى مجلس السيادة ــ معتبرا زيارة الوفد الحالية تعبيرًا عن هذا الموقف، حيث ترفض روسيا التدخلات الأجنبية في السودان ومخططات تمزيقه
وانتقد ما سماه اسلوب القوى الغربية التي تعتقد أنها تتحكم منفردة في الشؤون الدولية وتحدد مصائر الشعوب، ويظهر ذلك في المؤتمرات التي تنظمها حول قضايا دول مستقلة دون مشاركتها مثلما حدث في مؤتمر باريس.
وأبدى المسؤول الروسي، وفقًا للبيان، تقدير بلاده لدعم السودان لروسيا في المحافل الدولية، مؤكدًا استمرار تبادل الدعم والتنسيق بين البلدين، مقدمًا الدعوة لوزير الخارجية المكلف لزيارة موسكو.
التعاون العسكري
ومن المنتظر أن يوقع السودان وروسيا سلسلة من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية في غضون الأسابيع المقبلة وسط انباء عن زيارة مرتقبة لنائب رئيس مجلس السيادة الى موسكو ، بما في ذلك تفعيل بروتكول إنشاء مركز دعم لوجستي للجيش الروسي على البحر الأحمر، وفقاً لتصريحات ادلى به الفريق اول ركن ياسر العطا، عضو مجلس السيادة السوداني.
واقترح المبعوث الرئاسي الروسي ميخائيل بوغدانوف، خلال زيارة إلى بورتسودان في نهاية ابريل الماضي، تقديم مساعدات عسكرية للجيش السوداني مقابل تطبيق الاتفاق الخاص بإنشاء محطة لوجيستية للقوات البحرية الروسية في بورتسودان، الذي تم التوقيع عليه في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.
وفي مقابلة مع قناة الحدث، أكد الفريق اول ركن ياسر العطا، العرض الروسي، قائلاً: “اقترحت روسيا التعاون العسكري من خلال مركز دعم لوجستي، وليس قاعدة عسكرية كاملة، مقابل إمدادات عاجلة من الأسلحة والذخائر.”
وأكد انهم وافقوا على هذا العرض ، واقترحوا تطوير هذا التعاون ليشمل الجوانب الاقتصادية في شكل شركات زراعية وشراكات في التعدين والذهب والموانئ والتصنيع الزراعي.
ثم كشف موافقة روسيا على هذا الطلب وقال إن وفد عسكري سوداني سيغادر إلى موسكو خلال الأيام القليلة القادمة، يليه وفد وزاري بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، ليعقب ذلك توقيع البرهان على اتفاقية شراكة بين البلدين.
وعبر الفريق العطا شخصياً عن عدم اعتراضه على انشاء المحطة البحرية الروسية، قائلاً: ” هذا ليس عيباً على الإطلاق..” وأكد أن السودان مستعد لابرام اتفاقيات مماثلة مع دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، مع إعطاء الأولوية لمصالح السودان فوق كل شيء.
وفي الماضي حثت المملكة العربية السعودية القادة السودانيين على التخلي عن صفقة القاعدة البحرية الروسية، مقابل استثمارات سعودية في السودان لكن يبدو أن الظروف الحالية غيرت أولويات السودان.
توسيع النفوذ
وتستعدّ روسيا لإنشاء قاعدة عسكرية على ساحل البحر الأحمر،وفقا لاتفاقية إنشاء نقطة دعم لوجيستي للبحرية في السودان،والتي تم التوقيع عليها في العام 2019،ونصت على السماح للأسطول الروسي باستخدام المركز اللوجيستي في السودام لمدة 25 عاماً
وبدات وفود عسكرية روسية تتوافد على السودان خلال الأسابيع الماضية، حيث قامت بزيارة مدينة بورتسودان شرقي البلاد، وجاءت الزيارة للتعبير عن الموقف الرافض للتدخلات الاجنبية وتحكم القوي الغربية بمصائر الشعوب
ويسعى الجانب الرّوسي إلى الدخول بقوة في نادي الدول الموجودة في ساحل البحر الأحمر الذي يشهد تمركزا لقوى دولية وإقليمية، خاصة مع تزايد جرائم القراصنة، ولا تريد موسكو ضياع مزيد من الفرص في منطقة تشهد تموجات وتغيرات دائمة وغير مستقرة.
وتسعى روسيا إلى توسيع نفوذها في البحر الأحمر لمواجهة الارهاب، كما تروم تحسين قوتها الضاربة في افريقيا لحماية مصالحها
ويشير المحلل الأمني والعسكري عثمان حسن إلى أنّ “إنشاء قاعدة روسية في الأراضي السودانية يبقى مسألة واردة بقوّة، نظرا لتزايد التنسيق بين موسكو وبورتسودان، موضحاً إنه في السنوات الأخيرة، كان هناك نوع من التسابق بين عدد من الدول بشأن تشييد القواعد في البحر الاحمر
ويبرز حسن، في تصريح لجريدة الكرامة، أن “التفكير في إنشاء قاعدة روسية في ميناء البحر الأحمر يمكن أن يكون كرد على تحركات دول اوربية ، خاصة في ما يتعلق بالتعامل مع منطقة البحر الأحمر، مبرزا أن “روسيا تريد التحرك على مستوى ساحل البحر الأحمر من خلال فرض سيطرتها ووجودها في افريقيا”
العلاقات الثنائية
وأكد السفير السوداني لدى روسيا، محمد سراج، أنّ الخرطوم لن تتخلى عن التزاماتها ببناء قاعدة بحرية روسية في البحر الأحمر، موضحاً أنّ المشكلة تكمن في “بعض المسائل الإجرائية فقط
وأوضح سراج، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أنّ القاعدة تمثّل “نقطة دعم لوجستي في البحر الأحمر”، مذكّراً بأنّ البلدين وقّعا على الاتفاقية التي سيتم بناؤها بموجبها، ما يعني أنّ “من واجبهما تنفيذ المشروع”.
وأضاف سراج أنّ هذه المسألة “تُدرس في إطار العلاقات الثنائية” بين السودان وروسيا، مؤكداً “أنّ هذه العلاقات تتطور”، ومعرباً عن أمله في “تعزيز علاقات البلدين بصورة أكبر”.
وجاء ذلك بعدما تحدّث سفير روسيا في الخرطوم، أندريه تشيرنوفل، عن “عدم تمكّن السودان بعد من استكمال إجراءات التصديق على اتفاقية إنشاء قاعدة بحرية روسية في بورتسودان، على البحر الأحمر”.
يُذكر أنّ الجانبين الروسي والسوداني وقّعا، عام 2019، اتفاقية بشأن إنشاء مركز للدعم اللوجستي للبحرية الروسية في بورتسودان، وهو من المفترض أن يستضيف ما يصل إلى 300 جندي روسي، ويزوّد سفناً تابعةً له بالوقود.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد، عقب زيارة للسودان، أنّ الاتفاق بين موسكو والخرطوم بشأن إنشاء مركز لوجستي للبحرية الروسية في السودان، يقع حالياً في مرحلة التصديق
البوارج الحربية
ويقول الصحفي عزمي عبدالرازق في مقال له على موقع “الجزيرة نت”، إن الهدف من القاعدة الروسية في المنطقة، هو الحرب على الإرهاب الدولي والقرصنة، علاوة على تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد وحماية مصالحها الجيوسياسية والإقتصادية، وفي حال اصبحت القاعدة واقعاً، فستصبح عملياً هي الأولى على ساحل البحر الأحمر
ويضيف عبدالرازق: ثمة قابلية، أو بالأحرى مستجدّات لتفعيل البروتوكول العسكري، والسماح بتلك القاعدة، عبر مراحل، تبدأ بنقطة تزويد للسفن الروسية، والمضي قدمًا في الأمر، لا سيّما أن عاصمة الاتحاد السوفياتي القديم، هي مصدر التسليح الأوّل للجيش السوداني، وفي الوقت نفسه تتطابق مواقف روسيا بخصوص ما يتعرّض له السودان من عدوان خارجيّ، مع رؤية الجيش والقوى الوطنيّة المتحالفة معه.
ويتابع من المهم الإشارة إلى أنه قبل الحرب وصلت سفينة حربية أميركية ربضت في ميناء بورتسودان لأيام، وقبلها السفينة الحربية الروسية “أدميرال غريغوروفتيش”، والفرقاطة “ستويكي 545″، وأيضًا البارجة الحربية الروسية PM-138، التي ارتبطت سيرتها بإنشاء القاعدة البحرية في بورتسودان، وسبقتها سفن بحرية إيرانية، كلها تشير إلى الأهمية الإستراتيجية للساحل السوداني الذي يبلغ طوله نحو “850” كيلو مترًا، بينما المناطق البحرية السودانية بها 48 جزيرة.