ماوراء اتصال بلنكن..

يوسف عبد المنان

بعد قطيعة طويلة ومايشبه الأزمة الصامته أجرى وزير الخارجية الأميركي امس اتصالا بالرئيس البرهان وحسبما هو معلن وماكل مايجري في مثل هذه الاتصالات يخرج لفضاء الإعلام الا بعد حين
وقال إعلام السلطة أن اللقاء تناول ضرورة تحقيق السلام في السودان والعودة لمنبر جده لاستئناف التفاوض مع قوات الدعم السريع.
السؤال لماذا اتصل المسؤول الأمريكي الرفيع في هذا الوقت بالذات؟
ثلاثة أسباب وراء اتصالات واشنطون أولها التوجه المعلن من قبل عضو مجلس السيادة ياسر العطا نحو روسيا وحديثه الجهير عن قرب توقيع اتفاق مع موسكو يمنحها نقطة مراقبة على البحر الأحمر لتصبح في المستقبل قاعدة روسية مما اقلق مضاجع الولايات المتحدة وأثار مخاوفها من عودة الخرطوم مرة أخرى للتعاون مع الشرق بصفة عامة وروسيا بصفة خاصة.
والسبب الثاني ان القوات المسلحة حققت على الأرض تقدما كبير على صعيد تكسير قوة الدعم السريع وقد وجه الطيران الحربي خلال الأيام الماضية ضربات دقيقة جدا كبدت المليشيا خسائر فادحة.
وتعتبر مليشيات ال دقلو حصان طراوده للولايات المتحدة تستخدمه في الحرب الحالية وعيونها على المستقبل في توظيف قوات الدعم السريع كقوة تدخل سريع في أفريقيا لمجابهة حركة التحرر التي انتظمت في غرب القارة واستهدفت النفوذ الفرنسي الأمريكي.
ثالث الأسباب التقارب السوداني الإيراني وإعلان طهران تسمية سفير لها بالخرطوم وهي خطوة تطوي مسافة طويلة من التوتر والخصام مع دولة كبيرة مثل إيران قطع السودان علاقته بها من أجل أن يحصل على الكفالة والرعاية من دولة الإمارات وتابعتها السعودية ولم يحصد غير الاسي والحزن والدم.
واليوم عندما تهرول الولايات المتحدة مسرعا نحو الخرطوم فإنها تمارس سياستها القديمة في إغراء الدول بالمساعدات المشروطة والمعونات التي لاتغني عن حاجة ولا تبني وطنا حليفا.
الفريق البرهان خلال ستة سنوات من الحكم قد تعلم أو ينبغي له أن يتعلم من خداع الأمريكان وانتهازيتهم في امتصاص دماء الشعوب الفقيرة كما حدث في حقبة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك وكانت تلك الحكومة تمثل المثال الذي تسعى لتحقيقه في الدول التابعة ، وقد أدرك البرهان اخيرا أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب خصومه واي تسوية يتم إبرامها في ظروف البلاد الحالية من شروطها إقصاء البرهان من المشهد نهائيا وهل مثل هذا الإقصاء في صالح البلاد واستقرارها بعد أن دفعت الثمن غاليا في حرب الجنجويد حلفاء أنتوني بلينكن.