لماذا لا أوافق على مقترح الانضمام إلى تقدم..!

“لقد انفصلتُ عن هتلر وليس عن ألمانيا”.. جنرال مُنشق عن الجيش النازي..!

قبل سنوات تلقيتُ دعوةً كريمة للانضمام إلى مجموعة واتس آب تقتصر على عضوية خريجي جامعة الخرطوم التي تخرجت فيها من كلية القانون في العام ٢٠٠٢م..!

وقد نجح قيام تلك المجموعة وتوسعت بفضل جهود مقدرة من بعض الزملاء الكرام الذين راسلني أحدهم مشكوراً – بعد فترة من إنشائها – لتنويري بمشروع تكوين “مؤتمر خريجي جامعة الخرطوم”، مع التنويه بوجوب إرسال بعض المطلوبات لإكمال إجراءات عملية التسجيل في حال رغبتي بالانضمام..!

إن لم تخنني الذاكرة كانت تلك المطلوبات أو بعضها إرسال صورة من جواز السفر والسيرة الذاتية، لست على ييقين لأن الفترة قد طالت، لكن الذي يعنينا في هذا المقام هو إعلاني الصريح عن رغبتي الأكيدة بالانضمام وإرسالي للمطلوبات مع فائق الامتنان، ومن ثم اكتمال عملية تسجيلي رسمياً..!

بعدها أصبحتُ عضوةً خاملة الحضور عديمة المشاركة والذكر في مؤتمر خريجي جامعة الخرطوم الذي كان فيما يليني عبارة عن مجموعة أتشرف بكوني ضمن أعضائها الكرام على تطبيق الواتس آب، ولكنني لا أستثنيها من فشلي الذريع في الاهتمام بمتابعة قروبات الواتس آب بانتظام..!

وهكذا مرت الأيام واندلعت ثورة ديسمبر وأسقطت حكومة الإنقاذ، ثم تكون المجلس العسكري، وتم فض الاعتصام، ووقع العسكريون والمدنيون على الوثيقة الدستورية، وتمت الشراكة، ثم وقع الانقلاب، وعاد حمدوك، ثم استقال وغادر البلاد، وقد حدث ما حدث حتي اندلعت هذه الحرب التي هجرتنا بين نازحٍ ولاجيء..!

ثم تعاقبت الفصول بصيفها القائظ وخريفها الماطر وشتاءها القاسي وربيعها الفواح – على طريقة نجيب محفوظ – وأكملت هذه الحرب سنتها الأولى، ثم شهرها الأول، إلي أن تعثرتُ قبل أيام في صفحة مؤتمر خريجي جامعة الخرطوم بالإعلان التالي..!

” السادة أعضاء مؤتمر خريجي جامعة الخرطوم، هناك مقترح مقدم من عضو المؤتمر الأستاذ حسن آدم العالم بانضمام مؤتمر خريجي جامعة الخرطوم إلى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، وعليه سيتم اخضاع المقترح للتصويت الإلكتروني.

وتستمر عملية التصويت لمدة 48 ساعه ابتداء اليوم 22مايو 2024 م الساعة التاسعة مساء وحتى يوم 24 مايو الساعة التاسعة مساء (بتوقيت السودان). يتم فرز الأصوات وإعلان النتيجة بعد 48 ساعة من قفل باب التصويت.

سيتم إغلاق قروبي المؤتمر (الداخل والخارج) فترة التصويت وهذا لا يؤثر على عملية التصويت حيث يستطيع العضو أن يدلي بصوته بصورة عادية .

ننوه الأعضاء أنه ستصاحب عملية التصويت عملية ترتيب ومراجعة للقروبين (الداخل والخارج) وذلك لنتمكن من تحديد النصاب ونرجو تفهم ذلك،
عليه نأمل من جميع الأعضاء الإدلاء بأصواتهم (أوافق أو لا أوافق). اللجنة التنفيذية. إنتهي الإعلان..!

المؤتمر ينقسم إلي مجموعتين هما “خريجي الداخل وخريجي الخارج”، وكل عضو ملزم بالتصويت داخل المجموعة التي ينتمي إليها، لذا فقد دلفتُ إلى مجموعة خريجي الداخل – التي أنتمي إليها بحكم إقامتي في السودان منذ تسجيل عضويتي وحتى قيام هذه الحرب وتحولي إلى لاجئة – وقمت بوضع علامة صح على الدائرة البيضاء الخاصة بلا أوافق..!

بعد أن امتلأ فراغ الدائرة باللون الأخضر حول علامة الصح بجوار “لا أوافق”، وبعد أن تأخر إعلان النتيجة لأيام، ولأسباب لا أعلمها، وبعد التأكيد على كامل احترامي لآراء بقية زملائي، يطيب لي أن ألخص أسباب عدم موافقتي كالتالي..!

“تقدم” – كما أراها – كيان خائن للشعب، وحليف لمليشيا الدعم السريع، وعميل لأعداء الوطن، وأنا كمواطنة مستقلة سياسياً أدعم الجيش وأرفض – ولا أشرُف ولا أتَشرَّف – بأن أكون ضمن القوى المدنية التي تمثلها “تقدم”..!

اقرأ أيضا