“ميارم الفاشر”.. مقاتلات على خط النار
- الكرامة ترصد مشاركة النساء في المعارك ..
- حركة جيش تحربر السودان استحدثت القسم النسائي للعمليات الخاصة
- وجود فاعل لنساء فى قتال المليشيا ..
- بطولات نادرة، وقدرة فائقة على تحمل الأعباء والقيام بالواجبات..
- أدوار لافتة في الصفوف الأمامية، ونقاط الارتكازات وتدوين العدو..
تقرير : رحمة عبدالمنعم
على خط جبهة القتال المحتدمة في الفاشر،انضمت مجموعة من النسوة إلى الجيش وحركات الكفاح، حاملات للسلاح دفاعا عن “أراضيهن” ضد عدوان “” الجنجويد “،يقلن إن الحاجة باتت ضرورية للدفاع عن الوطن عبر مقاتلة المليشيا على أرض المعركة.لقد تركن كل ما يملكن، وكل ما لديهن، والحلم الذي يداعب خيالهن،إنما هو القتال على “خط النار” وهزيمة مليشيات” حميدتي “”
معارك الميارم
شهدت معارك مدينة الفاشد لصد عدوان مليشيات الدعم السريع، مشاركة بارزة للنساء، وقد أظهرت “الميارم” فيها بطولات فذة، وقدرة على تحمل الأعباء والقيام بالواجبات في تلك المعارك، وقد كانت مشاركتهن في عدة أدوار، منها، تواجدهن في الصفوف الأمامية، وانتشارهن في نقاط الارتكازات، وكن مثالا للثبات بعد التدوين العشوائي للعدو،حيث لم يتزحزحن،وبقين في خطوط المواجهة، كذلك كان للمقاتلات دور في زرع الحماس وسط جنود الجيش وحركات الكفاخ المسلح، وكان لهن مواقف مشرفة في دحر المليشيا وهروبها إلي خارج الفاشر
وفي التفاصبل، إن القوات المشتركة في الدفاعات الأمامية شرق الفاشر نفذت هجوما مباغتا على تمركزات مليشيا الدعم السريع في مدرسة المنهل والبورصة علاوة على حي الكهرباء وكبدوها خسائر فادحة في الأرواح والآليات الحربية وأجبروها على التراجع”.
بداية الظهور
وكان أول ظهور للنساء المقاتلات قبل الحرب، تواجدهن في اطقم الحراسة الشخصية لرؤساء حركات الكفاح المسلح،وأثار ظهور رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، وهو محاطاً بحرس من الفتيات، خلال فعالية لأمانة المرأة والطفل قبل عام ،ردود فعل واسعة بين مؤيد ومعارض،كما شوهدت فتاة ترافق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال وعضو مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار في أول اجتمع للمجلس بعد تكوينه، وكذلك ظلت ترافق رئيس حركة الثورة الشعبية المنشق من التحالف السوداني حارسة من النساء .
ويقول قيادي في حركة تحرير السودان فضل حجب اسمه، لـ”الكرامة”، إن قيادة حركة جيش تحربر السودان،قامت باستحداث القسم النسائي الخاص/ العمليات الخاصة للعمل على دعم المهام العملياتية والاستخباراتية وحراسة القيادات الميدانية،وتدرّبن على استخدام السلاح بالذخيرة الحية، والقنابل اليدوية، وزرع العبوات الناسفة، وإطلاق القذائف
ويضيف : ونظراً لتكرر الصراعات في اقليم دارفور،ظهرت الحاجة إلى وجود وتشكيل فصيل نسائي للعمل بسرعة وكفاءة عالية للتعامل مع الظروف والمتطلبات الحربية الحديثة،وقمنا بتجنيد فصيل للدفاع عن المنطقة،إذ تلقت الملتحقات تدريباً احترافياً لرفع الكفاءة البدنية والعملياتية، وهن اليوم في الصفوف الأمامية مع الرجال، يطردن “الجنجويد من الفاشر
ويتابع : لقد سعت المراة في قوات الكفاح المسلح لتكون موجودة في العمليات، وصانعة للقرار من خلال توليها للعديد من المناصب القيادية،كما سعت لتطوير ذاتها من خلال الإعداد التدريبي والقيادي
شجاعة المرأة
وبعد قيام بعض النساء الريفيات بالتجنيد في صفوف وحدات حماية الشخصيات الكبيرة في حركات الكفاح المسلح،شهدت الاشهر الماضية انضمام عدد كبير من النساء المقاتلات لصفوف القوات المشتركة لصد الهجوم على الفاشر، فكما قالت “عائشة جبريل “الفتاة التي تبلغ من العمر 36 عاما: “كانت لدى المرأة الدارفورية في الماضي العديد من الأدوار والمهام في المجتمع،وظهورها في معارك الحرب ليس أمر مستغرب، فقد اضطلعت بمهام مؤازة المحاربين مؤازرة ادبية،إضافة إلى تقديم الاخبار والمشاركة في التمويل وتقديم الطعام
وأضافت لـ”الكرامة”، :أن المراة الدارفورية المعروفة بالشجاعة،تمكنت رغم الجهل والمرض من كسر الكثير من الحواجز والتابوهات، كي تكون إلى جنب اخيها الرجل في معارك الفاشر، إذ لعبت قبل يومين دوراً هاما ً في صد عدوان “الجنجويد”
وتابعت:ادت المراة وظائف متعددة خلال الحرب، فهي المقاتلة التي حملت السلاح، والفدائية التي أطلقت النيران في اماكن تواجد المليشيا، إلى جانب قيامها بدور كبير في علاج جرحى معركة الكرامة.
سوح القتال
من جانبها ، تقول الكاتبة الصحفية أمل ابوالقاسم، إن المرأة في الولايات بصورة عامةوإقليم دارفور بصفة خاصة لا تقل عن الرجل في عدد من المجالات سيما الانتاج والمساهمة في الدخل والمعيشة هذا ان لم تقم بذلك وحدها.
وتضيف لـ”الكرامة”، :المرأة الدارفورية لها قدح معلى في عملية الانتاج من خلال العمل في الزراعة فهى لا تضع معولها عن عاتقها إلا بنهاية الحصاد، وكثير ما تم تكريمها في فعاليات العاصمة الخرطوم لما تقدمه من انتاج سوى ان كان على مستوى الزراعة أو الاعمال اليدوية او غيرها من نشاطات.
وتابعت امل : المرأة الدارفورية رغم بساطتها الا ان انها تعى تماما ما حاق بأهلها وبالأقليم منذ العام 2003م من تشريد ونزوح وحرمان من ابسط مقومات الحياة حتى انتهى الأمر لإبادة جماعية إسوة بفترات خلت لذا فهى مشحونة بالغبن وفي الوقت نفسه مشحوذة بهمة لم تجد مساحة لتفريغها فوجدت ضالتها في حمل السلاح هذه المرة والوقوف كعادتها الى جانب الرجل حتى ولو في سوح القتال.
وأوضحت ان ميارم الفاشر ربما خفن ان تلحق شمال دارفور التى ظلت آمنة وبعيدة من سيطرة المليشيا وقسوتها في التعامل مع المواطنين والنساء تحديدا، فخشين على نعمة الأمن التى يتمتعون بها ان تزول. وفي دفاع الميارم عن الفاشر دفاع لكل الاقليم، وقد تمكن من خلال المشاركة في صد الهجوم بكل ذاك الحماس ان ينتصرن لانفسهن ومناطقهن، وربما في ذلك رسالة أيضا للمليشيا ولكل السيدات اللاتى نزحن قسرا وهجرن من غير رحمة بأن ميارم دارفور ونسائها لا يستهان بهن وقادرات على الدفاع عن انفسهن وارضهن حتى ولو كلفهم ذلك حياتهن، المهم ان يمتن بشرف
أدوار الجندرية.
وقالت الباحثة الإجتماعية في إحدى الجمعيات النسوية،أماني عبدالرحمن لـ”الكرامة”، لا يغيب التعجّب والانبهار بدور النساء في القتال وخلفياته، رغم أنّ الجميع يعاني من العدوان في الحرب الحالية على السودان ، واستشهدت الكثير من النساء، وبالتالي يفترض أن مقاومة المعتد تعني الجميع، من دون الحاجة إلى الانبهار
واضافت : الأدوار الجندرية وضعت النساء في إطار «ضعيف» في محاولة دائمة للبحث عمّن يحميهن من الذكور، على الصعيد الخاص من أب وأخ وزوج وابن، وعلى الصعيد العام من زعيم أو رئيس أو قائد أو مناضل، من هنا يشكّل انخراط النساء في القتال تحدياً مزدوجاً للتمرد والنظام الأبوي، وأدواره الجندرية.
وأوضحت ان هنالك من لايتصالح مع النساء المقاتلات، إذ يُنظر إليهن على أنهن نساء يفقدن صفات أُعطيت لهن اجتماعياً، من الأنوثة والرقة والطيبة والحنان، واستبدلنها بصفات الذكورة، من القوة والشجاعة والبطولة، إلى حدّ وصفها بـ «إخت الرجال»،وأكدت أنّ انخراط النساء في الكفاح المسلّح هو فعل نسوي، إلا أنّه يتعرّض لانتقادات من قبل النسويات أيضاً، وتحديداً النسوية اللواتي يعتبرن الحروب تجسيداً للذكورة الهشة وفائضاً من هورمون الذكورة. هذه المقاربة التي تصل إلى حدّ العداء مع الرجال، تُفرغ الواقع من أبعاده وأطره التاريخية، لتقدّم تحليلاً سطحياً لأسباب الحروب ومحرّكاتها، وبالتالي تصبح النساء المقاتلات هنا شريكات في القتل و«إجرام» الرجال – حد قولها