بسبب مليشيا الدعم السريع.. شبح الجوع يهدد الجزيرة

  • أسعار المواد الغذائية في السودان ارتفعت بنسبة 73% عن العام الماضي..
  • المتمردون سرقوا حتى محصول القمح لهذا العام بعد اكتمال الحصاد
  • اضطرت المليشيا الي منع وصول المواد الغذائية والسلع خوفا من هجمات الجيش
  • نهب جميع المخازن في المدن الكبيرة والأسواق ومصادرة البضائع

تقرير : ضياء الدين سليمان
أودت الحرب الدائرة في البلاد بسبب تمرد مليشيا الدعم السريع بحياة الآلاف من المواطنيين وأجبرت الملايين منهم على ترك منازلهم وفقدان ممتلكاتهم ومصادر دخلهم الامر الذي خلّف اثاراً اقتصادية كارثية واحدث اضطرابات اقتصادية في جميع أنحاء الدول المجاورة في المنطقة وأدى كذلك إلى تفاقم أزمة الجوع، حسبما حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مع تجاوز الصراع لعامه الأول.
وتحولت مساحات من الأراضي الزراعية في السودان إلى ساحات قتال، في حين أصبحت المزارع والشركات مهجورة مع فرار الناس بحثاً عن الأمان ، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في السودان بنسبة 73% عن العام الماضي وأعلى بنسبة 350% عن متوسط الخمس سنوات، متأثرة بانخفاض قيمة العملة.
ولأن الجزيرة ليست استثناءاً عن الانتهاكات والجرائم التي ارتبكها مجرمو مليشيا الدعم السريع منذ أن دنست أقدامهم أرضها في منتصف ديسمبر من العام الماضي الامر الذي فاقم الأوضاع الاقتصادية بالولاية، وجعلها تنذر بكارثة تهدد حياة الملايين من مواطني الولاية التي عرفت مجازاً ب(صرة السودان) لما تمتلكه من أراض زراعية هي في الأساس مصدر الدخل الرئيسي للمواطن .
منع وصول السلع
ضربت مليشيا الدعم السريع حصارًا قويًا على مناطق سيطرتها بولاية الجزيرة، خاصة العاصمة ودمدني وجنوب الولاية وشرقها ليس لشيئ سوى خوفها من هجمات محتملة يشنها الجيش لتحرير الولاية فاضطرت الي منع وصول المواد الغذائية والسلع الضرورية بل حتى وصول الإغاثة للمتضررين هذا الامر جعل التجار في قرى وأحياء جنوب ولاية الجزيرة ليس أمامهم خياراً لإنقاذ حياة المدنيين من الجوع الا اللجوء إلى تهريب المواد الغذائية والسلع الضرورية عبر مراكب صغيرة من المناطق المحاذية على الضفة الأخرى من النيل الأزرق بعد توريدها من ولايتي القضارف وكسلا أو اللجوء الي خيار التهريب وهذا الامر به مخاطرة أو دفع مبالغ مالية كبيرة لقيادة الدعم السريع للسماح بتوصيل تلك البضائع وحتى إذا توفرت هذه السلع فإن أسعارها فوق طاقة المواطنيين وبعيدة عن متناول ايديهم.
شهود عيان اكدوا (للكرامة) أن مليشيا الدعم السريع وفي إطار خطتها لتجويع انسان الجزيرة قامت بنهب جميع المخازن في المدن الكبيرة والأسواق ومصادرة كافة البضائع والمواد الغذائية من التجار واكد شهود العيان ان عمليات نهب المخازن امتدت لتصل جميع المستودعات الغذائية بما في ذلك مخازن البنك الزراعي ومستودعات المخزون الاستراتيجي ومخازن مشروع الجزيرة بل حتى محصول العام من القمح تمت سرقته من المزارع بعد انتظار عمليات الحصاد عطفاً على سرقة كل نا يدخره المواطن لقوت يومية ، فيما مضى آخرون الي أن هذا الوضع جعل الملايين من سكان ولاية الجزيرة على حافة المجاعة.
و اكدت تقارير سابقة للامم المتحدة ان عدد سكان ولاية الجزيرة نحو ثمانية ملايين شخص، نزح منهم ثلاثة ملايين، ولا يزال خمسة ملايين يواجهون خطر الجوع، وبعض المواطنين يأكلون وجبة واحدة في اليوم.
المليشيا تنهب وتتاجر
معلومات دقيقة تحصلنا عليها تفيد بأن مليشيا الدعم السريع اصبحت تتحكم حتى فى سوق البضائع فمعظم المواد الغذائية التي ينهبها عناصر المليشيا يبيعونها مرة للمواطنين وبأسعار باهظة في الأسواق والأحياء بل وانه اذا لاحظت عناصر المليشيا احد التجار قد بدأت تجارته تزدهر فإنهم يقتادونه فورًا ويمارسون عليه أشبع أنواع التنكيل بوحشية وتجرد من الإنسانية”.
وبحسب المعلومات فإن الولاية خاصة العاصمة ودمدني تتعرض إلى حصار غير مسبوق من مليشيا الدعم السريع التي تقوم بحملات عسكرية عنيفة بحق المواطنين.

بارقة امل
لم يفقد مواطنو ولاية الجزيرة الأمل في قادم يتجاوز بهم محطات المعاناة التي يعيشونها الان بل لم تصادر أحلامهم في حياة كريمة وعيش رغيد يعيد للجزيرة رونقها والقها القديم الا بتحرير القوات المسلحة لكل أراضي الولاية وتطهيرها من دنس المليشيا التي فعلت الافاعيل وهو أمر جعل المواطن متابع عن كثب لتحركات الجيش ومعه الحركات المسلحة والمقاومة الشعبية التي يعتبرونها بارقة امل بل ان يوميات المعارك أصبحت حديث المواطنيين في كل مكان يسوقهم الي ذلك امنياتهم بأن يروا الجزيرة كما كانت آمنة مطمنة تطعم جميع اهل السودان