شكرا اتحاد معتصم.. شكرا برقو
** خلال الخمسة والثلاثين عاماً الماضية، وهي (عمري في بلاط صاحبة الجلالة)، تشرفت بالعمل في عدد كبير من اللجان الإعلامية الخاصة بالاتحاد العام، والاتحادات المحلية لكرة القدم، وعدد من اتحادات المناشط المختلفة، كالطائرة، والسلة، وسباق الخيل، والتنس الأرضي، وألعاب القوى..
** أفضل لجنة استفدت من العمل فيها، هي اللجنة التي شكلها رئيس لجنة المنتخبات السابق بالاتحاد العام السلطان حسن برقو، وأوكل لي رئاستها، وقد تشرفت خلالها بالتعرف عليه عن قرب، ووقفت على أصالة معدنه وحبه الخرافي لتراب هذا البلد، وتفانيه في خدمته بالغالي والنفيس، وتسخير وقته وماله وصحته لرفعته..
** وللأمانة لم أجد في العقود الأخيرة إدارياً مخلصاً وحريصاً على تجويد عمله مثل برقو.. فمع أنه كان يتولى الصرف على المنتخبات من جيبه أكثر من خزينة الاتحاد.. لم يفكر يوماً في التسلط أو الإنفراد بالقرار أو التعصب لآرائه.. بل كان حريصا على أن يكون الخبز دائماً في يد خبازه..
** وبهذا الفهم المتحضر شكل لكلية المنتخبات لجنة من الفنيين مسؤولة من اختيارات اللاعبين.. وللإعلام لجنة مختصة تضم في عضويتها مناديب للصحف والإذاعات والقنوات والمواقع الإلكترونية، وأنشأ رابطة دعم ومؤازرة المنتخبات الوطنية، برئاسة قادة التشجيع في السودان، أوكل لها مسؤولية استنفار الجماهير لحضور مباريات المنتخب.. ونشهد أن حوافز هذه اللجان كانت من جيبه الخاص.
** إضافة إلى ذلك، فهو أول من فكر ونفذ فكرة استقطاب جهود اللاعبين السودانيين بالخارج..
** لذا لم يكن غريباً أن تشهد فترته الكثير من النجاحات، ونفوز في تصفيات 2020 على غانا وجنوب أفريقيا، ونحرز المركز الثاني لمجموعتنا، ونصعد مع غانا إلى نهائي البطولة الأفريقية للأمم في الكاميرون عام 21م
** تفاءل الجميع وقتها بأن تتواصل النجاحات، وتكون لنا كلمة قوية في الكاميرون، إلا أن انتخاب مجلس جديد للاتحاد، وتشكيل لجنة جديدة للمنتخبات، أعاد المنتخب إلى المربع الأول، فخرجنا بنقطة واحدة من مجموعتنا في النهائيات، بعد أن خسرنا من نيجيريا ومن مصر وتعادلنا مع غينيا بيساو..
** عذراً إن كانت المقدمة طويلة، ولكن الحديث عن السطان برقو، وعن فترته في لجنة المنتخبات الوطنية ذو شجون.. وقد سرنا أن يحتفظ مجلس الاتحاد الحالي لهذا الرجل بتلك الأيادي، ويلتقي به نائب الرئيس الأخ أسامه عطا المنان. ورئيس اللجنة القانونية الأخ معتز، في دبي، لتذويب الحساسيات التي خلفتها تداعيات الانتخابات الأخيرة، والاستفادة من خبراته وفكره العالي، في لجنة المنتخبات الحالية..
** التحية لمجلس الاتحاد العام الحالي وهو يغلب مصلحة البلاد على المصالح الخاصة، ويهييء الأجواء لوحدة بين جناحه وجناح النهضة، يكون لها ما لها بإذن الله في مستقبل الكرة السودانية عموماً، والتحية كذلك للسلطان برقو، الذي نشهد أنه كان دائم السعي لتلطيف المناخ، وياما كان ينصحنا في اجتماعات اللجنة الإعلامية لتنظيم النهضة، بتجنب حدة الخطاب الإعلامي، وكل ما من شأنه أن يولد الكراهية والبغضاء بين عناصر الجناحين.
رحم الله ابننا محمد
** رحم الله ابننا محمد عبد الفتاح البرهان، الذي وافته المنية في تركيا أمس.
** تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء..
** تعازينا الحارة لوالده رئيس مجلس السيادة وأسرته الكريمة، سائلين المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر على هذا الفقد الجلل.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
** وكفى.