الجنجويد.. (المكتولة ما بتسمع الصايحة)

الاخ الزميل الصحفي الاستاذ محمد الماحي وضع على بريدى فى الفبس بوك مقالا كتبته قبل يوم من الحرب، فى الرابع عشر من ابريل العام المنصرم، وذكرني بما نشرت قبل الطامة الكبرى بيوم.
كانت المعطيات حينها تمضي باتجاه التصعيد والاوضاع تتجه نحو المواجهة العسكرية بقوة، واذكر انني حينما نشرت هذا المقال فى اليوم الذى صادف افطار الفريق اول شمس الدين كباش عضو مجلس السيادة فى نادي النيل بالخرطوم كان البعض يتهمني بتهويل الامور واعطائها اكبر من حجمها ويستبعدون انطلاق اية رصاصة غدد من قبل مليشيا الدعم السريع الذى كان قد وصل مروى فى تحد سافر لتحذيرات الجيش..
بعد اربع وعشرين ساعة مما كتبنا وقعت الواقعة واندلعت الحرب واكتشفت ان كثيرين وبينهم اجهزة رسمية كانوا يحسنون الظن كثيرا بمليشيا الدعم السريع..
كتبنا مثلما نفعل ولكنهم اي الجنجويد لم يعوا الدرس ولم يستبينوا النصح وهاهم يسددون الفواتير الباهظة الان بعد ان خسر الوطن كل شئ، مرة اخرى نذكر بما كتبنا ونشرنا قبل يوم من الحرب، و( المكتولة ما بتسمع الصايحة).
فقدنا الوطن الذى سيعود باذن الله وخسر حميدتي كل شئ حياته واهله وثروته ومستقبله السياسي، وانتهت قواته ومجده وسلطته وصولجانه الى لاشئ في حرب خاضها بالوكالة عميلا للامارات ومدفوعا بنزوة الناشطين المدنيين الطامعين فى السلطة.
اليكم ما كتبنا ادناه
(الاصطدام بالجيش خيار سيخسر منه الجميع، الوطن والمواطن فى مهب الربح اذا ما تطورت المواجهة بين القوات المسلحة والدعم السريع الى معركة مفتوحة وهذا امر غير بعيد اذا ما استمرت الاخيرة فى التصعيد وواصلت اعادة التمركز والانتشار خاصة وان بيان الجيش صنفها متمردة على تعليمات القيادة العامة ، ستخسر اطراف الاتفاق الاطاري جولة الاتفاق السياسي وهي تختبئ خلف حميدتي، وتقدم الدعم السريع كبش فداء لمناوراتها التكتيكية ضد الفريق البرهان، من الواضح ان بعص الاطراف تقود البلاد الى خيارات صفرية هدفها انهاء سيطرة الجيش على المشهد، ستدخل العملية السياسية التى تعاني فى الاساس من مضاعفات حادة بسبب الخلافات حول الدمج وترتيبات الاصلاح العسكري والامني غرفة العناية المركزة وربما يموت ( الاطاري) ان تصاعدت الاحداث وتجاوزت الاطراف المتناحرة مرحلة التكتيك وذهبت باتجاه الحلول الميدانية اذ يبدو بالفعل ان المواجهات غادرت مربع التصريحات والتهديد الى فضاء الفعل العسكري الذى ينتظر رصاصة واحدة من مغامر او متهور لاشعال الحريق فى انحاء البلاد كافة، التشكيلات العسكرية المتحالفة مع الجيش بموجب اتفاق جوبا لن تقف مكتوفة الايدي فى معركة كسر العظم التى ستجتاح المدن مشيعة تفاهمات السلام الى غير رجعة، ستخسر قوات الدعم السريع كثيرا اذا ما استعجلت المواجهة وستضيع علبها مكاسب السلطة والمال والوجود الحيوي والمؤثر فى كابينة القيادة لان تصنيفها كمتمردة على تعليمات الجيش سيصعب مهمة تسويقها للراي العام خاصة ونها تقف خلف كيان سياسي هلامي غير متفق عليه استفاد من حشرها فى خانة الاتهامات بفض الاعتصام ليسهل صيدها، ستصعد فى المقابل شعبية القوات المسلحة التى ستجد مبررا جديدا لتجديد تمسكها بالسلطة، فالمزاج الشعبي يبدو اميل الى مساندة الجيش باعتباره القوى المعتمدة والبديل الموضوعي لغياب الحكمة السياسية…
نسأل الله ان يحفظ البلاد والعباد من طيش السياسيين وميكافيلية من زرعوا الفتنة بين القوات المسلحة والدعم السريع من اجل الكراسي وفش الغبينة ، ليس هنالك اي حل سوى امتثال القادة العسكريين للحكمة ، والعبور بهذا الخلاف الى تفاهمات تنهي الازمة الملغومة التى تنذر بالويل والثبور وعظائم الامور لوطن كل ما فيه قابل للكسر ، لابد من التعويل على وعي الجيش ،كيف سيقبل قائد الدعم السريع لنفسه وقواته ان تكون سببا فى حريق السودان.. عليه ان يعي كذلك انه يخوض معركة تخص اخرين ، ومن غير المنطق ان يتحمل فيها تسديد الفواتير من رصيده الخاص..)