للأسف كلنا كده يا سامي

** وأنا أطالع في الصحف العربية الصادرة صباح أمس الخميس، لفت نظري مقال للزميل سامي المغامسي بصحيفة عكاظ السعودية، استنكر فيه شماتة بعض الأقلام الرياضية السعودية على هزيمة الهلال السعودي من العين الإماراتي، وخروجه من البطولة الآسيوية..
** وقال بالحرف: وصل أمر التعصب الرياضي في الواقع الحالي إلى درجة الغليان، وأصبح الوضع على المكشوف وتطبيق مقولة «على عينك يا تاجر»، غليان وحجار تنبعث هنا وهناك لتعزيز مبدأ مرفوض جملة وتفصيلا، مواقع التواصل الاجتماعي ضجت فرحا وسرورا بخسارة ممثل الوطن «الهلال». وهذه ليست المرة الأولى في مثل هذه الحالات، بل سبقتها حالات وحالات، لذلك يجب معالجة هذه الظاهرة الخارجة عن نطاق المألوف، حتى وإن كان ليس لديك ميول نحو الفريق الذي يمثل الوطن، لكن لا أخلاقيا ولا أدبيا يتم الابتهاج والسرور بتلك الطريقة التي عبر بها الكثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بحجة البحث عن العدالة والمساواة في الرياضة، وأن هناك عدم إنصاف لأنديتهم التي تضررت كثيرا من عدم تحقيق هذا المبدأ، الذي أصبح شماعة للبعض.
** ويضيف: لماذا كل هذا التعصب والغليان التي تأجج في الشارع الرياضي؟ يجب أن تكون هناك حلول ليس فقط من وزارة الرياضة بل من جميع الجهات، ومنها وزارة التعليم، لمعالجة هذه الظاهرة السلبية التي لا تعكس المفهوم الحقيقي للرياضة..
** واضح أن الزميل العزيز، يظن أنهم الوحيدون الذين يعانون من نيران هذه الظاهرة الخارجة عن نطاق المألوف..
** لا يا عزيزي الفاضل، فهي للأسف الشديد ممتدة، ومنتشرة بشكل واسع في جميع الدول العربية بدون استثناء ..
** نعم بدون استثناء، ونحمد الله أننا في السودان، أكرمنا الله برئيسين للمريخ والهلال (النمير والسوباط)، يتمتعان بوعي عال، ويستوعبان معاني الرياضة الحقة.. وقد كانت أولى خطواتهما، تقريب المسافات بين الفريقين، ومد جسور التعاون بينهما، بما يخدم الكرة السودانية عموما، والناديين على وجه الخصوص، ويخفف حدة التعصب بين الجماهير والإعلام هنا وهناك..
** وها هو رئيس الهلال السوباط يشيد في تصريحات صحفية أمس، برئيس نادي المريخ، ويؤكد أنهما سيمضيان في محاولاتهما لبناء علاقة قوية، وروابط متينة.. تخدم المجتمع الرياضي، وتنمي الحس الوطني بين الأنصار، بعيدا عن الشد والجذب، والحقد والكراهية..
** خلاصة القول أخي المغامسي، علاقة الأندية ببعضهما البعض، تحكمها علاقات مجالسها، وهي الكفيلة بتشكيل ثقافة الإعلاميين والجماهير بمختلف ميولهم، فإن كانت سلبية، كانت كتابات الإعلام سلبية، وكذلك تشجيع الجماهير…. وإن كانت إيجابية، كانت كتابات الإعلام إيجابية.. وكذلك تشجيع الجماهير.. وبالتالي نحسب أن مجلس الهلال السعودي بإمكانه إطفاء نيران التعصب الذي أثار غضبك، بفتح قنوات بينه وبين مجلس نادي النصر مثلا، وتقريب المسافات بينهما، بما يؤثر إيجابا على شكل التعامل بين إعلاميي الفريقين وجماهيرهما..
** وكفى.