نعم للتفاؤل.. لا للإنهزامية

أشدت في مقالي في هذه الزاوية أمس، بالسياسة الفنية التي يتبعها المدرب الغاني كواسي إبياه، في إعداده لمنتخبنا الوطني، وبوعده بأن ينجح في قهر المستحيل، وصناعة التاريخ. والصعود به إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخنا، وأمنت على قوله بأن الإعداد الذي توفر لمنتخبنا هذه المرة، والنجوم الجدد (أصحاب الجنسيات المزدوجة) الذين تم ضمهم للمنتخب، وتهيئة الاتحاد العام للبيئة المثالية للجهاز الفني، سيدعمون بإذن الله وعد إبياه..
** ومساء أمس بمدينة القاهرة (المهندسين)، جمعتني الصدفة بصديق عزيز، فتح معي نقاشا حول ما جاء في مقالي أمس.. بدأه بالتعجب من وعد إبياه، ومن تأميني على وعده بأن نصعد بإذن الله إلى المونديال العالمي.. وتحداني بأن المنتخب إذا بالغ، فسيحتل المركز قبل الأخير لمجموعته!!
** قلت له مستنكراً: أهو “الروح الانهزامية بتاعتك دي” واحدة من أكبر مشاكلنا.. إلى متى نستهين بأنفسنا، ونحط من قدرنا، ونحن الذين أسسنا الاتحاد الإفريقي. وبدأ تاريخ كرة القدم الإفريقية من عندنا، وشهدت أراضينا أول منافسة لبطولة الأمم الأفريقية؟؟؟
** ضحك وهو يقول : صحيح الماضي معنا، ولكننا بدون حاضر.. وسألته: طيب إذا أردنا أن نصنع حاضراً يدعم ماضينا، فماذا نفعل؟؟ أنثق في قدرتنا ونجتهد ونخطط ونتفاءل ونبدأ، أم نرفع الراية البيضاء، ونستسلم للظروف التي أقعدت بنا عن صناعة الحاضر؟؟
** وأضفت.. الآن الاتحاد يهتم بملف المنتخبات على أحسن ما يكون، والمدرب الذي تم التعاقد معه مدرب مونديالي يتمتع بكفاءة وخبرات ميدانية ونظرية عالية جدا، ولا تنقصه ثقافة الطريق إلى البطولات الكبرى.. والمعسكرات والإعداد والمباريات الودية التي تهيأت ولا تزال تتهيأ للمنتخب، كافية لأن تعبد الطريق أمامه لتحقيق النتائج الجيدة والمضي مسافات بعيدة في البطولات، وبالتالي لا غرابة في أن نتفاءل ونحلم باللعب في نهائيات كأس العالم.. إن لم يكن في 2026م، فليكن في 2030م.. المهم نواصل الجد والاجتهاد، ونعمل للمجد عمله ونحن على قناعة بأن من يجتهد يجد..
** هز صاحبي رأسه واختصرني بالقول (ربنا يسهل)، وكان واضحاً أنه لم يقتنع.. فودعته وأنا نادم على الدقائق التي أضعتها معه..
** عموماً نقول له وللمتشائمين غيره، إن السودان إذا عانت منتخباته في السنوات الماضية من تراجع في المستويات والنتائج، فهذا لا ينفي حقيقة أنه أحد أهم أقطاب قارة إفريقيا عبر الزمان.. وأن منتخبه الحالي يمكن أن يكون امتدادا لمنتخباته الذهبية في سبعينيات القرن الماضي، عبر بطولة كأس الأمم الإفريقية القادمة، والتصفيات المؤهلة لكأس العالم، فيصل إلى أبعد نقطة ممكنة فيهما.
** صحيح أن سجله ليس مليئا بالبطولات والإنجازات والألقاب، ولكن دائما ما تكون له بصمة مميزة في مشاركاته.. ويكفي ما ذكرناه سلفا، أنه تمكن من تحقيق لقب قاري في عام 1970، وقبله نال الوصافة مرتين عامي 1959، و1963.. وفي بطولة سيكافا، حصل على البطولة ثلاث مرات أعوام، 1980، 2006، 2007.. وعلى الوصافة في نفس البطولة ثلاث مرات، أعوام، 1990، 1996، و2013..
** وبإذن الله يقهر المستحيل هذا العام، ويحقق المجد في التصفيات الحالية، ويصعد إلى أمريكا.. ويحقق قبل ذلك (السوبر هاتريك)، بالحصول على بطولة سيكافا للمرة الرابعة.. فتفاءل أخي هناك الله يرضى علينا وعليك، أو على الأقل اصمت ولا تروج للإحباط.
** وكفى.