مفاوضات جدة.. تنصل وصمت وتواطؤ

لماذ يصمت وسيطا مفاوضات جدة (السعودية وامريكا) عن استهتار الدعم السريع بالاتفاق الموقع فى مايو من العام الماضي والذى قضى بمغادرة المليشيا لمنازل المواطنين واخلاء الاحياء السكنية والاعيان المدنية والمقار الحكومية ومرافق الخدمات .
فى كل التصريحات الخاصة باستئناف مفاوضات جدة لا اجد حديثا او اشارة لمصير الاتفاق ،الوساطة لا تاتي على ذكره اطلاقا، ولا ادري ماهو رأي حكومتنا وجيشها فى هذا الامر .
حتى ان لم يكن هنالك اي(اتفاق موقع) تمردت عليه المليشيا وغدرت به مثلما خانت كل السودان فليس هنالك ما يمنح وفدنا الحق فى التفاوض مع الدعم السريع مع استمرار هذا الوضع الذى يجعل من المحادثات نزهة وترفا لايليق ببؤس ومرارة الواقع الذى يعايشه المواطن السوداني.
لسنا فى مقام وطنية الجيش بمقياس العطاء والوفاء لتراب البلد ولكن اسمحوا لنا القول بان الذهاب للتفاوض دون التزام المليشيا بتنفيذ تعهداتها السابقة فى جدة (مسكنة) لا تليق بمن يمتلك زمام المبادرة فى الميدان ويسيطر على الاوضاع العسكرية.
دعونا نبكي على الوطن فقدنا الاليم اذا اصبحت يد الدعم السريع (هي العليا) لدرجة ان يتنصل عن اتفاق دون ان يتجرأ وفدنا على الزامه وتتواطأ معه الوساطة وتبارك بقاءه فى بيوت المواطنين واحيائهم السكنية رغم انف الجميع..
يفجعني عدم تعليق الوسيطين السعودية وامريكا على تنصل الدعم السريع عن ما تم الاتفاق عليه فى جدة، و يقلقني عدم اصرار وفدنا على مطالبتهما بتوضيح موقفهما من استمرار المتمردين فى بيوت المواطنين ومواقع الخدمات العامة والاعيان المدنية، لااعتقد ان هنالك اية جدوى للاصرار على الذهاب لجدة طالما ان الجنجويد يضربون بالحائط ما يتم التوصل اليه من اتفاق بحضور الوسيطين .
ثم دعونا نتساءل جدوى استئناف التفاوض بينما آلة الدعم السريع القاتلة تحصد ارواح المواطنين فى دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة، ، ولماذا ظلت الوساطة صامتة حتى الان على توسيع المليشيا لرقعة الحرب دون تبني اي موقف يلزمها على الاقل بما تم الاتفاق عليه.
انه التواطؤ الذى ينبغي على (وفدنا المسكين) ادراكه والعمل على كشفه، والا فان عليه مقاطعة هذه المفاوضات حتى تحرير كامل الارض السليبة تاسيا بما فعله الرئيس الاسبق عمر البشير حينما سقطت توريت ووفده يفاوض فى الحركة الشعبيى بقيادة جون قرنق، فما كان له الا ان علق المحادثات وعاد حتى استعاد توريت وواصل من جديد ..
لم يعد خافيا بالنسبة لي وجود تواطؤ اقليمي ودولي مع المليشيا القي بتاثيراته على تعامل المسهلين فى منبر جدة وحجم مستوى الزامهم للدعم السريع في ما يلي الالتزام بما تم الاتفاق عليه فى منبر جدة .
استئناف المفاوضات مع تنشيط الدعم السريع لعملياته الميدانية وعدم الزامه بتنفيذ اتفاق جدة ، وفى ظل صمت مريب من مسهلي المبادرة السعودية الامريكية (عبث) و(استهبال) ينبغي التعامل معه بجدية هذه المرة ، ليس هنالك ما يدعو وفدنا للذهاب الى المفاوضات مالم تلتزم المليشيا بتنفيذ الاتفاقات السابقة نقطة سطر جديد .
اوقفوا هذه المهازل ، لاتسقطوا اتفاق جدة الموقع فى مايو الماضى من حساباتكم فلقد نلتم ببنوده تفويضا من الشعب السودانى للجلوس مع (عيال حميدتي)، لا جدوى من استئناف المفاوضات مع اصرار الدعم السريع على توسيع دائرة العمليات العسكرية، والوساطة صامتة، لافائدة من وجودكم فى المنبر والجنجويد (متبطحين) فى منازل المواطنين .
فاوضوهم ب(الدواس) فى امبدة واتركوا لهم ( مماحكات جدة)، فالميدان اولى بالحوار مع المتمردين الذين لا عهد لهم ولاذمة..

اقرأ أيضا