قائد التمرد طمع فى السلطة وفقد كل شئ

متابعات- الكرامة
بعد عام من الحرب التي شنتها على الجيش والشعب السوداني، تحولت مليشيا الدعم السريع، إلى مجرد قطاع طرق وعصابات للنهب، وبينما كانت قوات الدعم السريع، جزءا من القوات المسلحة، يضبطها قانون وتحكمها لوائح، تملك قائدها الغرور فتمرد على الدولة طمعا في السلطة، لكنه فقد كل شيء، أولى الخسائر التي تكبدتها المليشيا أن قائدها أصبح مجرد لص هائم في عواصم دول توفر له الحماية والدعم مقابل خدمته في تدمير السودان، فالرجل كان نائبا للرئيس يتمتع بحقوقه الدستورية ويتنقل بين ولاية وأخرى، وكان يملك المال والسلطة لكنه أصبح متمرد اختفى (8) أشهر ثم ظهر مع التشكيك الذي يطارده حول حقيقته.
احصائيات الخسائر
يقول الفريق أمن كمال حنفي إنه من الصعب توفر إحصاءات دقيقة لخسائر المليشيا خلال عام من حربها على السودان، ولكن بصورة تقريبية أن الدعم السربع بدأ الحرب بحوالي 120 ألف مقاتل هناك حديث عن مقتل حوالي 70 الف من جنوده، وبحسب حنفي الذي تحدث لـ(الكرامة) أن الدعم السريع عندما اشعل الحرب كان يملك حوالي 10 آلاف مركبة مقاتلة تقريبا لكنها أبيدت بنسبة 80% لكن بالطبع هناك تزايد كبير من الاستنفار والدعم، وبالإضافة إلى حديث حنفي تقول بعض الاحصائيات أن عدد قوات الدعم السريع قبل الحرب كان يقدر بنحو 100 ألف عنصر من المدربين لكنه أصبح اليوم يملك عصابات فزع جاءت بدافع السرقة والنهب، يستخدم سيارات المواطنين المنهوبة في القتال.
معطيات حقيقية.
وبالنظر إلى المعطيات الراهنة وعلى الرغم من حديث المليشيا بانها سيطرت على العاصمة الخرطوم وجزء من امدرمان وبحري، إلا انها في الحقيقة فقدت مواقعها وتحولت إلى مجرد لصوص تتخفى داخل منازل المواطنين التي دفعتهم إلى هجرتها قصرا، واستقرت عصابتهم فيها مع عوائلهم التي جبلوها من مناطقهم الأصلية، ففي الخرطوم على سبيل المثال فقدت المليشيا مقرها في سوبا ووجودها في القيادة العامة وداخل مطار الخرطوم، وفقدت مقرها في الرياض مقر هيئة العمليات السابقة، وفي بحري فقدت معسكرها في المظلات والكدور، والطبية شمبات وأصبحت سيطرتها اسمية تتخفى خوفا من الطيران والمدفعية، وفي امدرمان فقدت مقرها في جبل سركاب ومسكرها في فتاشة وكذا أصبح وجوها في معسكر الصالحة ضئيلا، وكذلك في معسكر طيبة جنوب الخرطوم، الذي اصبح خاليا تماما.

ضربات الولايات
وعلى مستوى الولايات، كانت تنتشر المليشيا قبل الحرب في 18 ولاية، لديها معسكرات متكاملة ونشاط معلوم، ففقدت معسكرها في ولاية البحر الأحمر، والقضارف وكسلا وكان لها وجود في بعض مناطق نهر النيل وحاولت بناء معسكر في الشمالية لكنها فشلت، وفقدت معسكرها في النيل الأبيض، وولاية جنوب كردفان وشمال كردفان وغرب كردفان، وكذا فقدت معسكراتها في ولاية النيل الأبيض، وسنار وبعض ولايات دارفور سيما شمال دارفور.

خسائر سياسية واقتصادية

ولم تكن الخسائر العسكرية وحدها تلك التي تلقتها المليشيا لكنها خسرت أيضا سياسيا واقتصاديا، فعلى مستوى المجتمع لم يشفع لها تحالفها مع قوى الحرية والتغيير، من سخط الشعب السوداني، بسبب الجرائم المروعة التي ارتكبتها المليشيا من سرقة واغتصاب وقتل، يقول الدكتور سليمان بلدو مدير المرصد السوداني للشفافية والسياسات، إن قوات الدعم السريع، خسرت المعركة سياسياً، ولا يمكن أن تكون جهة ذات مصداقية سياسية حاكمة مسؤولة عن مصير مواطنين وبلاد ومدن وأرياف وقواتها تتصرف بهذه الوحشية وترتكب هذه السلوكيات الاجرامية والفظائع بصورة منتظمة.
وأشار بلدو بحسب راديو دبنقا إلى أن هذه الانتهاكات بلا شك تسببت في هزيمة سياسية لمشروع المليشيا فيما تدعيه بأنها تحارب من أجل الديمقراطية وحماية المواطنين، وقال إن حديث الدعم السريع عن الحد من نفوذ دولة 56 (أفرغت السلوكيات الفعلية لهذه القوات من معناه)، وأضاف قائلا: “ليس هناك شك بأن قوات الدعم السريع قامت بانتهاكات جسيمة موثقة وتتحمل مسؤوليتها القيادات المشرفة على العمليات الميدانية والتي ستخضع للمحاسبة أمام المجتمع الدولي”.

خسائر عسكرية

ويقول بلدو إنه على المستوى العسكري أصبح الدعم السريع عبارة من مليشيا قبلية ليس لها ضبط أو ربط وقيادتها العليا تفتقد السيطرة عليها أو القدرة على التحكم في تصرفاتها وإيقاف سلوكيات الجنود المشينة على الأرض ، وإذا كانت تستطيع لفعلت.
وأشار إلى أن هذه القوات الآن هي عبارة عن مليشيات تقوم بتصفية حسابات على المستوى المحلي بصورة عنيفة وليس أمام القيادات أي خيارات للحد من هذه التصرفات المدمرة التي تقدح في حق مشروعها السياسي والعسكري،  وتابع “هذا مؤشر أيضاً لعدم اهتمام وحساسية هذه القيادات فيما يختص بالجرائم التي ترتكبها القوات على الأرض”.

يذكر ان مليشيا الدعم السريع وبحربها ضد الجيش منيت بخسائر اقتصادية كبيرة، بعد ان كانت تحتكم على امبراطورية مالية ضخمة قوامها الذعب والاستثمارات الكبيرة، وبعد ان سيطرة على المال والاعمال وبعض البنوك، اصبحت لا تملك شيئا اليوم.