القوات المسلحة.. تكتيك وشعبية كاسحة
تقرير: الكرامة
كان صباح الخامس عشر من أبريل من العام 2023م، يوماً شديد الوطأة على السودان وشعبه وقواته المسلحة، حيث انطلقت حرب مليشيا الدعم السريع المدعومة من الخارج بغرض الإنقلاب والإستيلاء على السلطة، ورغم كل الإستعداد وعنصر المباغتة الذي اتخذته المليشيا، أستطاع الجيش إفشال المخطط من ساعاته الأولى رغم استمرار الحرب حتى اليوم، وتكسرت أجندة المليشيا عند عتبات الحرس الرئاسي في الساعات الأولى للمعركة عندما صدوا هجوم الغدر الذي استهدف قائد القوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان واستبسل ضباط وجند الحرس الرئاسي في الذود عن قائدهم ورمز السيادة مقدمين أرواحهم فداءً للوطن والقائد لتكون تلك اللحظات الصعبة والمواقف البطولية بداية النهاية للمخطط واشارة ثبات وصمود القوات المسلحة.
هجوم وصمود
وبحسب أحد القادة العسكريين فإنه منذ صباح يوم “15” أبريل إلى يوم “22” أبريل لم يتوقف رصاص مليشيا الدعم السريع دقيقة واحدة عن ضرب وإستهداف القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم” 8″ أيام من التدوين العنيف بكافة أنواع الأسلحة والذخائر وظلت القيادة العامة صامدة لم تسقط.
وأشار الى أنه في خلال هذه الأيام هاجمت مليشيا الدعم السريع القيادة العامه بأكثر من “1200” سيارة “لاندكروزر” مدججة بالسلاح والجنود ولم تسقط القيادة العامة..
وأكد أن المليشيا في فجر يوم 15 أبريل نشرت في محلية الخرطوم وحدها أكثر من 15 الف قناص بتدريب عالي فوق المباني بالخرطوم وحدها، وكانت المليشيا تمتلك في ولاية الخرطوم وحدها أكثر من 4 الف سيارة لاندكروزر مجهزة بكل الأسلحة الثقيلة و الخفيفة و كانت تمتلك أكثر من ألف سيارة امدادت مياه و جاز وبنزين و اسعافات، وأوضح أنه رغم الشائعات والحديث عن أن الجيش لايستطيع حسم المليشيا والكثير من شائعات التخذيل التي تسربت في وسائل التواصل الاجتماعي وقتها صمد الجيش وقدم تكتيكاً يدرس في التفوق على هذه الآلة الحربية المدعومة من الخارج والصمود والمحافظة على أهم مقاره وقواعده العسكرية.
إشارات الانتصار
وأكد اللواء م عبد الحليم محجوب الى ان القوات المسلحة حققت المطلوب وفق خطط مدروسة ومحسوبة وبأقل الخسائر وقال محجوب في حديثه ل(الكرامة)، إن اشارات الانتصار واضحة من خلال معايير محددة ويمكن النظر إليها كمثال تناقص قوة التمرد وعتاده منذ الخامس عشر من أبريل وحتى اللحظة وقد استطاعت القوات المسلحة أن تقضي على القوة الصلبة والنخبة المدربة التي أشرفت على تدريبها القوات المسلحة نفسها والأجهزة النظامية الأخرى، وأردف محجوب يمكننا القول انه تم القضاء على أكثر من ثلاثة نسخ من المليشيا المتمردة خلال عام من الحرب.
وأضاف هل إستطاعوا اسقاط أي منطقة بعد ولاية الجزيرة، وأردف هذا دليل تناقص كبير في القوة ولا يمكنهم الظهور في أي مكان مثلما كان في السابق وقل ظهور قادتهم لدرجة الإختفاء.
وابان محجوب اختفت أحاديثهم في الإعلام عن إسقاط الطائرات لأنه لم يعد بمقدورهم لا قولاً ولا فعلاً.
وأكد انه يمكن ملاحظة عدد اسرى الجنجويد عند القوات المسلحة وعدد القتلى في زيادة مستمرة وهذه مؤشرات الهزيمة لهم وانتصار الجيش الحتمي.
سند شعبي
وأكد محجوب أن القوات المسلحة وجدت سندا شعبيا كاملا والتفافا من جماهير الشعب السوداني حولها أولاً لأنها قوات الشعب المسلحة ثانياً لأن الشعب السوداني أدرك من الطلقة الأولى ان هذه حرب تستهدفه وهي حرب مدعومة من الخارج وتهدف لتفكيك الجيش والحكم القهري ورأى الشعب السوداني لاحقاً همجية وسلوك المليشيا الجبان واستهدافها للمواطنين.
ويمضي محجوب الى القول ان القوات المسلحة استعادت السيطرة وهي تدير الحرب الآن وفقاً لخططها وليس رد فعل على تحرك المليشيا وهنا يتضح الفرق بين المليشيا التي تهاجم عشوائياً ولا تضع اعتبارا للأرواح من المرتزقة الذين تدفع لهم الأموال وبين المؤسسة العسكرية المحترفة التي تعرف ماذا تفعل، ويضيف محجوب ان الالتفاف الشعبي ودخول المقاومة الشعبية على الخط كذلك كان له أثر فعال وداعم لهزيمة المليشيا وقريباً ستنتهي الحرب لصالح القوات المسلحة وهذه مسألة كعسكريين لا نشك فيها مطلقاً.
معركة وجودية ..
وفي السياق يقول اللواء أمن م دكتور أمين إسماعيل مجذوب خبير إدارة الأزمات والتفاوض في حديثه ل(الكرامة) أن هذه المعركة معركة وجودية للشعب السوداني والتعريف الحقيقي لها هي غزو خارجي لتغيير ديمغرافية شعب السودان وبالتالي كانت القوات المسلحة في الموعد، تصدت لهذا الغزو وكان هنالك احتضان من الشعب السوداني التفاف وتأييد غير مسبوق للقوات المسلحة.
وأكد مجذوب ان المعركة وحدت الشعب السوداني وجعلت الجبهة الداخلية موحدة لأول مرة في تاريخ البلاد، ولفت الى أنه هذه أول مرة تصل الحرب الي المدن الرئيسية في الشمال والوسط.
وأشار مجذوب إلى وقوف الشعب السوداني مع القوات المسلحة لإجلاء هذا الغزو والحفاظ على الدولة التي بناها الأجداد عبر ثورات ونضالات كبيرة.
ويمضي مجذوب الى القول ان القوات المسلحة تمر بمرحلة مفصلية تستعيد فيها أدوارها مثلما كانت قبل الإستقلال حيث شاركت في الحرب العالمية الثانية وأتت بالاستقلال وحافظت على الدولة رغم تعرضها لمؤامرات كبيرة جداً بفتح حرب الجنوب وحرب دارفور وغيرها.
والى أن جاء تغيير 2019م وفترة انتقالية مليئة بالعقبات، وأشار مجذوب الآن تخوض القوات المسلحة هذه الحرب من أجل الدفاع عن تراب الوطن ووحدته وهي في الموعد وعلى العهد وجاهزة لقيادة الوطن إلى الأمن والإستقرار.