شهداء الكرامة.. مصابيح الطريق
بعد اندلاع القتال بين الجيش و مليشيا الدعم السريع، قاد اللواء ايوب عبد القادر قائد “الفرقة 17” النيل الازرق متحرك “اسود النيل الازرق” لفك حصار قوات الدعم السريع عن منطقة الشجرة العسكرية- “سلاح المدرعات”، ودخل الخرطوم من الاتجاه الجنوبي، وعند وصوله إلى قرية (الأراك صالح) شرق معسكر طيبة كان بانتظاره (كمين) من المتمردين، فدخل معهم في معركة ضروس من الساعة الواحدة ظهرا حتى الثامنة مساء، واذاقهم هزيمة مرة، ليواصل تحركه وهو يكسح 14 كمينا وأزالها جميعا الى أن وصل الى المدرعات في الشجرة لإسنادها.
مؤخرآ تولى اللواء أيوب قيادة سلاح المدرعات ميدانياً وكبد المليشيا خسائر فادحة في الارواح والعتاد ولقنهم درسآ في فنون القتال والحرب؛ عندما أرادوا اقتحام المدرعات والدخول عبر دفاعات السور الشرقي، وانتهج أيوب في خططه تكتيك الهجوم وعزز دفاعات الجيش وتقدم خطوات حثيثة واسترد كل الدفاعات القديمة واكثر من ذلك تقدم بدفاعاته حتى وصل إلى ارتكاز الراية ومنطقة جبرة من الناحية الشرقية للمدرعات.
وفي يوم 15 اكتوبر 2023، شهدت المدرعات تدوينا من قبل المتمردين وسقطت اربعة صورايخ راجمة، مما ادى إلى استشهاد اللواء ركن ايوب عبد القادر، اثناء وجوده في مكتب القيادة بأحد هناكر المعسكر..
الفدائي الشجاع
وفي استعراض بعض من صفحات مجد الشهداء لابد ان نتوقف عند الشهيد اللواء هاشم إبراهيم قائد متحرك بحري، الذي استشهد يوم 14 يوليو 2023، في معارك مدينة بحري،
وأشاد ضباط وجنود متحرك بحري بالدور البطولي المشهود للشهيد اللواء هاشم إبراهيم في مواجهة اعداء الوطن، والمعارك التي قادها بكفاءة واقتدار وتصديه الشجاع متقدما الصفوف الأولى لمواجهة مليشيا دقلو الإرهابية، وبرحليه خسر السودان واحدا من قادته الأبطال ورموزه العسكرية البارزة التي تشهد لها ميادين الشرف والبطولة وجبهات القتال في مواجهة مليشيا “حميدتي” ومشروعها الإماراتي.
فارس الفرقة 16 مشاة
كان اللواء ركن ياسر فضل الله، قائد الفرقة 16 مشاة بمدينة نيالا في جنوب دارفور يشعر بدنو أجله في معركة الكرامة، فقام بحفر قبره بنفسه في فيديو مصور، ظهر فيه وسط جنوده، قبيل إعلان الجيش نبأ استشهاده في 21 اغسطس 2023م، على يد الغدر والخيانة التي اغتالته وهو يؤدي واجبه المقدس في الدفاع عن الوطن.
وعرف عن اللواء ياسر أنه قائد استراتيجي وتكتيكي بارع، يتقدم الصفوف الامامية في جبهات القتال، فهو صاحب مدرسة أن القائد بقول لأتباعه “تعالوا خلفي ولا يقول لهم اذهبو أمامي”، وحفر الشهيد اسمه بأحرف من نور في سجل العسكرية السودانية، وذلك بما قدمه من تضحيات، شهد عليها القاصي والداني، وكما ردد الشهيد قبل وفاته “نحن جند الله.. جند الوطن ان دعا داعي الفداء لم نخن”.
بطل الإمداد
دائما تختلف قصص الشهداء من شهيد لآخر بحسب ما قدموه من تضحيات، وكل تضحية يسجلها التاريخ بحسب ما يسجله الراوي، ويبقى دائما الاسم خالداً في صفحات السجلات العسكرية، ومن بين هؤلاء الابطال قائد بكل ما تحمل الكلمة من معنى وهو الشهيد الرائد بطل لقمان بابكر قائد متحرك إمداد منطقة سلاح المهندسين، والذي استشهد 1 فبراير 2024م في اخطر واكبر عملية امداد عسكري.
وقاد الرائد لقمان متحرك منطقة كرري في الثانية من فجر يوم الخميس؛ وبه نحو خمسة جرارات محملة بالاسلحة والذخائر والادوية وامدادات غذائية للسلاح الطبي وسلاح المهندسين.
وأصر على إيصال الإمدادات داخل منطقة يترقب فيها القناصة كل شئ يتحرك، وقد اصيب لقمان خلال العملية من بندقية قناص، واستطاع إيصال الإمدادات وفك الحصار عن سلاح المهندسين والسلاح الطبي، قبل أن يلقى الله شهيدا متأثرا بإصابته أمام بوابة السلاح الطبي.
المظلي الجسور
استشهد المظلي الجسور، ضابط الصف، الرقيب عثمان مكاوي في يوم 30 يونيو 2023، إثر اشتباك غادر مع مليشيا “الجنجويد”، وكان الشهيد ينقل يوميات الحرب ويتوعد العدو بمقاطع فيديو متداولة على نطاق واسع في مواقع التواصل الإجتماعي.
وكتب عنه العقيد ركن ابراهيم الحوري: الفدائي الغيور عثمان مكاوي الشهير ب(ودفور) الذي سطر بطولات واثبت شجاعة فائقة في مواجهة العدو وشارك في دحر العدو من المظلات وجبل سركاب.
وأضاف: يتميز المغوار (ودفور) بلغته السهلة واسلوبه البسيط الذي غزا به قلوب الملايين من الشعب السوداني بتواصله عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، ويعتبر الشهيد احد ايقونات معركة الكرامة التي يقودها الجيش ضد قوى البغي وسيظل الشهيد شعلة لن تنطفئ باذن الله وعلى ذات الدرب سيواصل المغاوير الطريق اما النصر واما الشهادة.
أيقونة الشرطة
باشرت المقدم شرطة نهاد محمد محجوب مهام عملها بالسلاح الطبي في قسم التمريض منذ بداية شهر مايو 2023، بعد اسبوعين من بداية الحرب، بعد ظهور مستند إشارة عسكرية يفيد بانها التحقت للعمل بالسلاح الطبي.
وكانت نهاد قد بثت مقطع فيديو في منصات الميديا، قالت فيه “نحن مع القوات المسلحة في خندق واحد حتى الموت او الشهادة نقاتل معها، وانا المراة الشرطية التي مثلت قوات الشرطة والان في ساحة المعركة وسأظل متواجدة هنا إلى نيل الشهادة، قدام وراء مافي”.
وانتقلت الشهيدة نهاد إلى جوار ربها في يوم 7 مارس 2024م، اثر تدوين مليشيا الدعم السريع على أحياء امدرمانية، وقد نعتها الصحفية ام وضاح “لله درك يا نهاد وانت ِتمضين لربك شهيدة الحق والكرامة؛ وتطوقين بنات بلدك بهذا الشرف لتكوني ايقونة العزة والشرف، واستشهادك تكريم لمؤسسة الشرطة التي اراد العملاء ان يلحقوا بها الشتائم ويقللوا من قيمتها”.