تصفيات أبناء المسيرية تؤجج الصراع.. الجنجويد .. انهيار “مملكة الرمل”
حادثة الإعتداء على القيادي بقبيلة المسيرية صلوحة وأسرته
تذمر واسع بعد قتل “فلاتة تلس”.. وهذه قصة تصفية بلال
تقرير: أشرف إبراهيم
تسببت الهزائم المتتالية لمليشيا الدعم السريع المتمردة في مسارح العمليات المختلفة في أم درمان والخرطوم وبحري والأبيض وبابنوسة ، في ظهور خلافات واسعة وسط المليشيا واتهامات بالخيانة والتواطوء، وأدى إستعار الإتهامات إلى تصفيات على أساس قبلي كما حدث بالأمس في بابنوسة.
تصفيات
وتحصلت (الكرامة) من مصادر موثوقة بغرب كردفان في مدينتي المجلد وبابنوسة على معلومات تؤكد
تصفية عدد من أبناء المسيرية أمس السبت قبل الهجوم على بابنوسة وأكدت المصادر أن من ضمن الذين تمت تصفيتهم بلال من أبناء قبيلة المسيرية “الفيارين” ومعه عدد من أقاربه وكلهم جنود في الدعم السريع التحقوا به قبل أكثر من 10 سنوات ، واشارت إلى أن بلال من الدفعة الخامسة في المليشيا وذهب مع كتيبة تابعة لها إلى اليمن وعاد السودان بعد إكمال فترته .
وأوضحت المصادر أن التصفية تمت في منطقة “أم عِش” ضواحي بابنوسة فيما تتواجد أسرته الآن في الميرم وجزء منهم بالمجلد.
وأكدت المصادر أن هنالك محاولة لتصفية عدد من العمد وقيادات “الفيارين” الذين لم يتعاونوا مع قادة الدعم السريع.
مخاوف
وأبدى قيادي بقبيلة المسيرية مخاوف من تمدد الإستهداف ودعا في حديثه ل(الكرامة) أبناء المسيرية إلى الإنتباه وأردف الآن حصحص الحق وقادة المسيرية كلهم يقعون في خطر التصفيات التي بدأت وحسب ما خطط له، واضاف لن يكن بلال وأفراد أسرته وحدهم ولن يكون الأخير فبعض قادة المسيرية من عمد ومشايخ ولمواقفهم الوطنية تجاه وطنهم يواجهون ذات المصير ، ووضعوا في قائمة التصفيات.
وأضاف أن على شباب “الفيارين” على وجه الخصوص الإنتباه والعلم بأن الدور اتيهم لا محال ، وسيكون الخطر عليهم عظيماً وفادحاً وقد ضاعت مدن وستضيع القيم.
وأبان أن المليشيا قامت باستئجار أفراد من قبائل جنوب السودان من النوير وغيرهم، ومهامهم القتل والتصفية ولديهم غبائن وصراع تاريخي مع المسيرية ، وبالتالي فان الامر مسألة وقت وتتم التصفيات لكل من قال لا لهلاك بلده وأهله ، وقال لن ينجوا أحد من المسيرية الا إذا انتفض شباب القبيلة وغيروا اتجاه البوصلة إن لم يكن من أجل السودان من أجل أرض المسيرية، وقال النوير يدخلون المعركة بخلفية العداوة القديمة والعداوة المستأجرة. ولفت إلى أنه لم تبق للمسيرية سوى “الحميرة شبيهة الخرطوم” مدينة الفولة وأيضاً زعماءهم لم يتقاضوا مليماً من الدعم السريع، في مقابل آخرين غرقوا في مال الدعم الصريع الي اذنيهم.
وقال الحصة وطن باتت اليوم الحصة أهل ونبه إلى أن الذين غادروا من ابناء المسيرية القتال لم يتعرض لهم الجيش وينبغي أن يكون هذا دافعاً للآخرين لسلامة أبناء القبيلة .
ودعا شباب المسيرية إلى حساب المسألة من كل جوانبها وقال أرض من التبون غربا وأبو جابرة وحتى ابيي جنوباً وبحر العرب ثم لقاوة وشرقاً حتي أبو زبد ستفقدونها لصالح مملكة “الدقلاوية” لتتوسع في أرض المسيرية بعد أن تتم تصفيات قاداتكم من من صنعوهم وأستأجروهم بأتفه الأثمان لتكون الأرض مقابل المال وغداً لن يبقي المال ولا حتى الأرض.
الإعتداء على صلوحة
وليست هذه الحادثة الأولى التي تستهدف المسيرية فقد سبق التعدي على القيادي بقبيلة المسيرية أحمد الصالح صلوحة وقتل وأصيب عدد من أفراد أسرته بسبب دعوته لرفض الحرب والتعاون مع المليشيا لينجو صلوحة بأعجوبة وتوجه بعدها إلى بورتسودان حيث أختير رئيساً للهيئة الشعبية للمقاومة.
أبناء الفلاتة
وفي ذات السياق كشفت مصادر عن تململ وتذمر وسط المقاتلين من قبيلة الفلاتة بعد إستهداف وقتل عدد من عناصر “فلاتة تلس” قبل فترة قصيرة من قبل مقاتلين ينتمون لقبيلة الرزيقات.
نفير إجباري
وغير بعيد في دار فور تجري عمليات نفير إجباري في القرى و”الفرقان” حيث أصدرت قيادات عليا بمليشيا الدعم السريع بالتعامل الحاسم والتصفية لكل من يرفض القتال، ووصلت مرحلة التهديد للقيادات الأهلية بأنه حالة عدم الإلتزام بالربط المقرر والمشاركة في النفير تتم تصفية الشيخ أو العمدة في المنطقة المعنية .
معركة بابنوسة
وجرت بالأمس معارك عنيفة في بابنوسة في إطار المحاولات المتكررة للمليشيا إحتلال الفرقة “22”، و يتواجد ضمن قيادات وجنود الفرقة منتسبين للمسيرية يقاتلون في صف الجيش وتكبدت المليشيا خسائر فادحة في معارك بابنوسة آخرها بالأمس حيث غنمت القوات المسلحة عدد من الأسلحة والعربات وقتل عدداً من أفراد وضباط المليشيا.
إنهيار المليشيا
وقال الخبير السياسي محمود عبد الجبار إن الهزائم الأخيرة التي منيت بها المليشيا في أم درمان وتحرير الإذاعة والتلفزيون والمقار التي كانت تتحصن بها جعلتها تنهار، وكان المراقبون توقعوا إنهيار المليشيا في عدد من المحاور وهذا بالفعل ماحدث وقال عبد الجبار لصحيفة (الكرامة) الجيش يتقدم وليس أم درمان وحدها في بحري كذلك حدث تقدم كبير وأستطاعت القوات المسلحة نقل المؤن والعتاد من الكدرو بحري إلى داخل القيادة العامة بالخرطوم وهذا يؤكد تقدم القوات المسلحة في محور بحري بشكل كبير، مع مزيد من العمليات العسكرية وسط وشرق وجنوب الخرطوم وأشارت التقارير الميدانية إلى تمشيط، القوات المسلحة شارع النيل حتى وزارة الداخلية غرباً وكذلك منطقة المقرن.
تقطيع أوصال ، ويضيف عبد الجبار بالقول الخلافات داخل المليشيا لها عدة أسباب منها قطع الإمداد والمؤن وعدم القدرة على ايصالها للمناطق المتواجدين بها بسبب الحصار الذي فرضه الجيش في بحري وأم درمان والخرطوم، وقد نجحت القوات المسلحة بشكل كبير تقطيع أوصال المليشيا وتحويلها إلى جزر معزولة وأكبر دليل استطاع الجيش أن ينتزع معظم المواقع في أم درمان وفشلت المليشيا في أن تأتي بأي فزع كما اعتادت ولا عن طريق التسلل وبالتالي متوقع أن تعلن المليشيا عن أنها تريد الخروج من المؤسسات الحكومية والأعيان المدنية والمرافق الصحية مع مطالبة بضمانات أن لايتعرض لها الجيش في حالة الإنسحاب .
وأبان عبد الجبار القوات التى تم الدفع بها إلى ولاية الجزيرة ومدينة ود مدني من القوات المسلحة والقوات المساندة من الحركات وغيرها حسب التقديرات يمكنها أن تحرر دولة كاملة بالتالي المليشيا في كماشة بولايتي الجزيرة والخرطوم والطيران يعمل في الولايات الأخرى في دارفور وكردفان.
اتهامات الخيانة
وقال عبد الجبار تعليقاً على التصفيات التي تمت لأبناء المسيرية أنه من الطبيعي أن ترشح أخبار التصفيات الداخلية في المليشيا والإتهامات وسمعنا عن إتهامات داخل أم درمان من بعض أفراد المليشيا بخذلانهم من بعض مجموعاتهم، وماحدث في بابنوسة يأتي في هذا الإطار والتشكيك من أعلى مستوى قياداتهم إلى الجنود وهذا سيعجل بالنصر المؤزر والمؤكد للقوات المسلحة.