(الكرامة) داخل قنصلية السودان باسوان.. تحاور مدير الجوازات

مدير مكتب الجوازات: 20 ألف مواطن وفقوا أوضاعهم بفضل ( الاستيكر)..

نضطلع بمهمة تأشيرات دخول السودان لسائقي البصات والشاحنات ..

( القنصلية) الخيار لفك اختناق التزاحم امام مبانى السفارة بالقاهرة..

بسبب مفوضية اللاجئين إقبال السودانيين مازال ضعيفا ..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو

ومنذ تمرد ميليشيا الدعم السريع الإرهابية، وقلبها ظَهر المِجَن للقوات المسلحة في الخامس عشر من إبريل المنصرم، تدفقت أمواج من السودانيين شمالاً، ميممين وجوههم شطر جمهورية مصر العربية في حركة لجوء لم يكن مرتباً لها، جراء حالة الارتباك والفوضى التي ضربت الجميع على إثـر الاندلاع المفاجئ للحرب، ومحاولة الهروب والفرار من الآلة الحربية، تاركين وراءهم منازلهم وبيوتهم تستبيحها ميليشيا آل دقلو الإرهابية.
نظام الإستيكر:
وصل مئات الألاف من السودانيين المتأثرين بالحرب إلى جمهورية مصر العربية، وكانت الغالبية العظمى منهم في حاجة ماسة إلى تجديد جوازات سفرهم، خاصة وأن معظم الواصلين جاءوا محمولين على أكتاف حلول ومعالجات ابتكرتها الإدارة العامة للجوازات والهجرة، بنظام وثائق السفر الإضطرارية أو إضافة الأطفال إلى جوازات الوالد أو الوالدة، أو تمديد عمر الجوازات منتهية الصلاحية، تماشياً مع الظروف الاستثنائية التي فرضها واقع الحرب، وعند الوصول إلى أسوان يتم وضع إستيكر لاصق لتجديد الجوازات.

توفيق أوضاع:
لقد أسهم ابتكار نظام استيكر تمديد الجوازات منتهية الصلاحية في تمكين حوالي 20 ألف مواطن من توفيق أوضاعهم الهجرية، سواءً المتعلقة بالإقامة أو التسجيل في المدارس أو استخراج شرائح الهواتف، وقد سارع الكثير من السودانيين إلى القنصلية العامة بأسوان و سفارة السودان بالقاهرة من أجل توفيق أوضاعهم، خاصة بعد أن أفلحت الإدارة العامة للجوازات والهجرة في استعادة البيانات الخاصة بالرقم الوطني والجوازات حتى قبل يومٍ واحد من اندلاع تمرد ميليشيا الدعم السريع.

قبلة السودانيين :
ومنذ نجاح الإدارة العامة للجوازات والهجرة في استجلاب مصنع لصناعة الجوازات تم تركيبه وتدشينه في مدينة بورتسودان، وما تبعه من إعلان عن إصدار الجوازات وتجديدها، أصبحت القنصلية العامة بأسوان والسفارة السودانية بالقاهرة، قبلة للسودانيين المتأثرين بالحرب، والوافدين إلى مصر، والطامحين في تجديد جوازاتهم أو إصدار نسخة جديدة للأبناء الذين تمت ولادتهم في جمهورية مصر العربية.

ازدحام وتكدس:
تكدس وازدحام السودانيين الوافدين إلى مصر أمام مباني سفارة السودان بالقاهرة، ظل من المشاهد اللافتة للانتباه، وهو أمر وضع السلطات المختصة في السفارة أمام تحديات جسيمة، فاضطرت إلى الاستعانة بمنصات التواصل الاجتماعي لتحديد مواعيد للتقديم داخل السفارة، ومقر آخر لاستلام الجوازات، الأمر الذي خفف من وطأة الضغط الكبير من قبل السودانيين على السفارة، التي يبذل فيها منسوبو إدارة الجوازات جهوداً متعاظمة، تضطرهم للعمل أكثر من عشر ساعات في اليوم من أجل خدمة السودانيين وتسريع عملية إجراءات إصدار الجوازات.
علامات تعجب:
أكثر من علامة استفهام وتعجب تركتها عملية ازدحام وتكدس السودانيين أمام مباني سفارة السودان بالقاهرة من أجل إجراءات إصدار الجوازات والمستندات الثبوتية، في وقت توجد فيها قنصلية سودانية في محافظة أسوان التي تبعد عن القاهرة حوالي 850 كيلو مترا جنوباً، أي ما بين ست إلى ثمان ساعات بالسيارة أو القطار السريع.
قضية مؤرقة:
لقد ظلت قضية تخفيف العبء عن مبنى سفارة السودان بالقاهرة، تشغل بال صحيفة الكرامة لاسيما في ظل الضغط الكبير الذي تتعرض له السفارة، جراء تدفق السودانيين الوافدين إلى مصر والمقيمين في القاهرة، والذين يتلبَّسهم الفضول والإصرار ليركبوا المشقة والتعب بالتكدس والازدحام أمام سفارة السودان بالقاهرة في مشهد يفتقد إلى التحضر والرُّقي، لاسيما وأننا في بلاد غربة يفترض أن نتحلى فيها بشيء من النظام والتزام التوازن والابتعاد عن الفوضى في تقضية احتياجاتنا، مهما كانت.
الكرامة في أسوان:
(على كلٍّ)،، تأبطت الكرامة الكثير من الأسئلة والاستفسارات، ووضعتها على طاولة سعادة العقيد شرطة، خالد أحمد حسب الله، مدير مكتب الجوازات والسجل المدني بقنصلية السودان بحافظة أسوان، والذي تفاعل مع الصحيفة وامتدح توقيت صدورها وموقفها الداعم للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين، وهم يتصدون لتمرد ميليشيا الدعم السريع في حرب الكرامة الوطنية.
ميزة إضافية:
وجود قنصلية السودان في محافظة أسوان على المدخل الجنوبي لجمهورية، وضع على عاتقها مسؤولية الاضطلاع بمهمة إصدار تأشيرات دخول السودان لسائقي البصات والأوتوبيسات والشاحنات عبر المعابر الحدودية، وهي ميزة إضافية بجانب مهمة القنصلية الأساسية في إصدار المستندات الرسمية للسودانيين المقيمين أو الوافدين إلى جمهورية مصر العربية، والتي تتمثل في شهادات الميلاد، الرقم الوطني، الجوازات، وثائق السفر الاضطرارية، وإعادة طباعة الرقم الوطني القديم.
خلال ساعتين:
وكشف العقيد شرطة، خالد حسب الله مدير مكتب الجوازات والسجل المدني بقنصلية السودان بمحافظة أسوان عن ضعف إقبال السودانيين على مباني القنصلية لوجود أكثريتهم في العاصمة، مشيراً في هذا الصدد إلى حضور بعض السودانيين من مدينتي القاهرة والإسكندرية لاستخراج الوثائق والمستندات الرسمية بأسوان خلال ساعتين والعودة إلى مدنهم في اليوم نفسه، مبيناً أن قنصلية السودان بأسوان ومنذ انطلاق خدمة إصدار جوازات السفر للسودانيين المقيمين أو الوافدين إلى جمهورية مصر في ديسمبر من العام 2023 م، أصدرت أكثر من 1500 جواز.

مفوضية اللاجئين:
وأبدى العقيد شرطة، خالد حسب الله مدير مكتب الجوازات والسجل المدني بقنصلية السودان بمحافظة أسوان، ملاحظات مهمة بشأن السودانيين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين، مبيناً أن تسجيل أعداد كبيرة لدى مفوضية اللاجئين وحصولهم على كرت المفوضية قلل من حضورهم لإصدار الجوازات، ونوه حسب الله إلى أهمية أن يقوم المواطن السوداني المسجل لدى المفوضية، بقفل ملفه لدى المفوضية في حال رغب في العودة إلى السودان، حيث يتسلم خطاباً معنوناً إلى سلطات الجوازات المصرية للحصول على ختم استيفاء الخروج إلى السودان بطريقة رسمية عبر المعابر، على أن يكون جوازه ساري المفعول لتكملة إجراءاته.