ماهو الموقف الحقيقي لمني اركو مناوي ؟

افياء
ايمن كبوش
ماهو الموقف الحقيقي لمني اركو مناوي ؟

# انتهيت في زاوية الامس، الى ان السيد حاكم اقليم دارفور (مني اركو مناوي) استطاع ان يعد المسرح جيدا وان يُهيئ الملعب الاخضر لحوار (سوداني.. سوداني) خالٍ من المخاشنات السياسية، وذلك على خلفية ما يحدث على ارض السودانية من انتهاكات وجرائم ضد الانسانية وفظائع ترتكبها المليشيا المتمردة ضد المواطنين وليس القوات المسلحة.
# ما كان لجلسة (هيلتون) تلك، ان تنتهي الى ما انتهت اليه، بكل هذا الهدوء (المريب) في وجود الدكتورة (مريم الصادق المهدي) وسط كم هائل من المؤيدين للجيش والقوى السياسية المناوئة لقحت وتقدم، ولكن في اعتقادي ان المنصة نجحت في ادارة الجلسة، وقد بدأ لي ان حضور (نائب رئيس حزب الامة) بكل هذه البساطة، وباستصحاب ما قالته ويعبر عن تراجع واضح في المواقف، خاصة فيما يخص (المصالحة وحكاية قحت على خطأ او غير ذلك وحديثها عن المستقبل)، كلها مؤشرات تقول ان الجلسة برمتها كانت مجرد تمرين (لتحسس الملعب) الذي من خلاله يستطيع (حزب الامة) ان يلعب دورا جديدا يختلف عن ذلك الدور السابق الذي اثبتت الايام انه لم يختر فيه الاماكن المريحة للجلوس ولا الوقفة الصحيحة لكي يكسب، ويكفي انه خسر الغالبية الغالبة من الشعب السوداني بوجوده ضمن مجموعة العار التي وقعت ميثاقا مع قائد المليشيا المتمردة.
# هناك الكثير الذي يستحق التوقف، واوله حقيقة موقف السيد (حاكم دارفور) الذي قدم نفسه ك(حجّاز) ببدلة السياسي حيث اظهر تحسسه من لفظ (عسكري)، ناسيا او متناسيا ان اغلب المتحدثين قدموه ب(القائد) ثم (المارشال) و(الحاكم)، وكلها القاب هي الى (العسكرتارية) اقرب..
# ما قيل في تلك الجلسة نحن لن نأخذ به كله، ولن نرمي بكل ما فيه في سلة (البوار)، بعيدا عن لقاءات العلاقات العامة، طالما ان البنادق لم تسكت بعد، ولكن ما اريد ان اذكر به السيد القائد والمارشال وحاكم اقليم دارفور ان موقفهم المعلن هو وقوفهم مع الجيش السوداني في خندق الدفاع عن وجودهم ووجود الدولة السودانية، والبندقية التي يشيحون عنها بعيدا عندما يرتدون البدل وربطات العنق الانيقة، هي التي اتت بهم ووضعتهم في هذا الموضع، واي اختلال في المواقف او تماهي مع (الحياد) المُدعى في الغرف المغلقة، يعني بأن الجيش سوف يمضي في حربه المفروضة عليه هذي، لوحده، وسيشكل اي وضع قادم وفق الخيارات التي ترضيه وترضي الشعب الذي يلتف حوله، وينادي بالحسم بعيدا عن تخاذل الذين يدعون بأن الحرب، لن تحسم عسكريا وكأنهم يكشفون حجب الغيب او ان الراحل (جون قرنق) عندما فاوض حكومة البشير ووافق على السلام، قد كان محتلا لشندي والمتمة وكوستي وجوبا وتوريت وبور والبيبور.. قرنق كان في رقعة صغيرة بعزم الرجال الذين هم رجال القوات المسلحة الذين بدأوا العمليات، وقتها، والتمرد على مشارف النيل الابيض.. وعندما جاء السلام كان محصورا في (نمولي) وكل ذلك بالبندقية والارادة القوية.
# اعود واقول ان اللقاء الذي دعا له مناوي، خلق ارضية طيبة، تؤكد بان الفرصة مازالت مواتية لصناعة نهج جديد يُمّكن السودانيين من التواضع لادراك ما تبقى من البلد، ولكن هذا لن تقوم له اي اركان ثابتة ومتينة ما لم نُشيّد (امارة الثقة) التي تُميّز ما بين الجيش السوداني، كمؤسسة وطنية عريقة وراسخة، وفصيل آخر خرج من رحم ذات المؤسسة، لكي يتمرد، ولكن اي تمرد ؟ مناوي كان متمردا.. وجبريل كان متمردا وكذلك مالك عقار ومصطفى تمبور، كلهم، كلهم، كانوا في الضفة الاخرى البعيدة عن نهر الوطن، فهل رأي منهم اي مواطن سوداني ما نراه اليوم ؟ الاجابة بالقطع لا لذلك لا تحلموا يا اخي مناوي بأي واقع يعيد الدعم السريع بشخوصه ووجوهه المعلومة الى الحياة السودانية او السياسية، وإلا انتظروا الطوفان ونهاية السودان.