انهيار المليشيا.. الجنجويد تحت الحصار

متابعات- الكرامة
بعد الهزائم التي تلقتها مليشيا الدعم السريع، في منطقة امدرمان القديمة، على يد القوات المسلحة، دبت الشكوك بين قياداتها لا سيما وأنّ الكثير منهم مرتزقة ما يجمع بينهم هي المصالح وليس أي قضية أخرى.
. هذه الشكوك دفعت قيادة المليشيا إلى إجراء تغييرات طالت القيادات، الميدانية في مدينة أم درمان، بعد نشوب خلافات حول إدارة العمليات واتهامات بالخيانة على بعض القيادات المشكوك في ولائها لكونهم ليسوا من المقربين من آل دقلو.
وبدأت الخلافات بعد أن أجرى قائد ميداني بارز بمنطقة أم درمان (أ.أ) تغييرات مفاجئة وسط الارتكازات المواجهة لمناطق الجيش بشمال أمدرمان في ظروف غامضة، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الجنود، بحسب مصدران بالمليشيا، وقال مصدر في الجيش السوداني بحسب دارفور24“ إن قيادة المليشيا في مدينة أم درمان سرت بينها شكوك حول القائد (أ.أ) وسط اتهامات بتسريبه معلومات لشقيقه الضابط بالقوات المسلحة، وهو ما اضطر قيادة المليشيا لنقله من أم درمان إلى الخرطوم قبل أكثر من ”10“ أيام وفقًا للمصدر.
عدم وجود مسروقات
وتشير المعلومات المتوفرة ل (الكرامة) أن جنود المليشيا اصابهم اليأس والإحباط منذ أشهر مضت بسبب تقدم الجيش والهزائم التي يتلقونها والضربات الموجعة ومقتل عدد كبير من قياداتهم الميدانية المؤثرة، من بينهم موسى عبودة، منتصف الشهر الماضي في معارك حول سلاح المهندسين، وقالت مصادر إن المرتزقة الذين جاءوا للقتال في الخرطوم، فقدوا الأمل نسبة لعدم وجود ما يسرقونه في الخرطوم التي أصبحت خالية تماما من أي سيارات او ذهب وممتلكات المواطنين، وكذا عدم قدرت المليشيا على مهاجمة مدينة أخرى ممكن توفر للمرتزقة مسروقات أخرى، وهذا ما اعترف به أحد قيادات المليشيا يدعو “جوج ومأجوج” في تسجيل صوتي، حيث قال إن جنود المليشيا فقدوا القدرة على المواجهة لأنهم لم يجدوا ما يسرقونه، وما ذكره مأجوج صحيحا، وذلك بحسب المعلومات أن الكثير من منسوبي المرتزقة نهبوا السيارات وذهبوا إلى دول غرب أفريقيا التي جاءوا منها وتركوا المليشيا بينما ذهب السودانيين منهم إلى مناطقهم في ولايات دارفور وكردفان، واصبحوا يعلمون في الأسواق بالسيارات التي نهبوها من الخرطوم ومدني وبعض مدن دارفور.
يقول أحد ضباط المليشيا الذي كان يباشر مهامه في أحد ارتكازات أم درمان قبل أن يغادر مع بعض الجنود إلى مدينة نيالا، حيث أفاد بتذمر إزاء القيادة في أمدرمان، وقال: ”هناك أمور تجري في الميدان، غير مبررة، شعرنا بالخذلان والخيانة، بينما فشلت الاتصالات بإقناعه بحسب دارفور24. ويقول مصدر لـ(الكرامة) إن عدم دفع مرتبات لجنود المليشيا لأكثر من 10 أشهر، وان المرتبات يتم دفعها لفئة محددة هم المقربين لقائد المليشيا، خلق نوعا من التذمر.
المرتبات و (آل دقلو)..
وما يجعل الأمور داخل هذه المليشيا المصنوعة تجري إلى نهايتها الخطوة التي اتخذها المئات من أفرادها المتمردة المشاركين في عاصفة الحزم والمتواجدين في المملكة العربية السعودية انضموا لمعسكرات القوات المسلحة الموجودة في المملكة، وبحسب ما نقلت صحيفة الأحداث، أن عمليات الهروب من معسكر مليشيا الدعم السريع في مدينة نجران في الحدود السعودية مع اليمن ظلت مستمرة طوال الأشهر الماضية الأمر الذي أدى الى أن تقوم قيادة المعسكر بإجراءات مشددة وصلت درجة استخدام إطلاق النار تجاه الهاربين ودفع ذلك السلطات السعودية أن تجعل إدارة المعسكر تحت امرتها، وبحسب المصادر أن العدد الكلي للقوات السودانية الموجودة في السعودية ضمن عاصفة الحزم 12 ألف جندي منهم 7 آلاف من القوات المسلحة السودانية و 5 آلاف من المليشيا التي تتناقص بشكل يومي بسبب الانضمام الي الجيش، وذكرت ذات المصادر أن أفراد المليشيا في معسكر نجران لم يصرفوا مرتباتهم لأكثر من 5 أشهر بعد أن استولى ال دقلو على مخصصاتهم وشملتهم أزمة المرتبات التي تواجه المليشيا في السودان.
النجاة من الكماشة
وهنا دعا رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي، ما تبقى من قادة مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة في الميدان، سيما عثمان عمليات وعصام فضيل وزملاءهم للاستسلام للجيش وحفظ ما تبقى من أرواح، وأضاف “لن ينجوا أحد من كماشة الجيش السوداني التي تزحف عليهم من جميع الاتجاهات”، واوضح الفاضل أن القضاء على المليشيا في أمدرمان واحكام سيطرة الجيش على خط إمدادها من دارفور ، هي بداية النهاية لمليشيا النهب السريع. تحرير مدني والجزيرة علي الأبواب وجاري القتال والتنظيف في الخرطوم وبحري.