نساء الجزيرة في انتظار المتمهلين

شهادتي لله
الهندي عزالدين

نساء الجزيرة في انتظار المتمهلين !!

– مازلنا في محطة ولاية الجزيرة وسنظل فيها، نستصرخ قيادة الدولة والجيش أن تسارع الخطى لدفع المتحركات من كل الاتجاهات، لتحرير سكان الولاية الخضراء من أسر عصابات الجنجويد التي استباحت أكثر من مائة قرية في أرياف مدني والحصاحيصا والكاملين ورفاعة ، وأذاقت أهلها كؤوس العلقم، قتلاً ونهباً واغتصاباً.
– ما يحدث في الجزيرة من فظائع وجرائم ضد الإنسانية، على مسمع ومرأى من الجيش المرابط في المناقل وسنار، أمرٌ جلل ترتج له قلوب الرجال ، وتهتاج له النفوس الكبار، فتثور ثائرة الشرفاء، ويغضب الفوارس، وينتصر الحق.
– لكن مشهد المتحركات الساكنة في سنار لشهرها الثالث ، رغم تدافع القوات من الدمازين والقضارف وكسلا، يدعو للغضب بعد العجب ، فإن لم تثر ثائرة الجنرالات وصغار الضباط لانتهاك أعراض النساء اخواتهم وبناتهم وبنات أعمامهم في قرى الجزيرة ، فعلى الدنيا السلام ، فما فائدة حياة مُجلّلة بالعار، معطونة بالهزيمة ؟!
– أتريدون أن تحافظوا على حيوات الضباط والجنود الرجال بينما تلقون بالنساء والأطفال بين فكي وحش مفترس لا ذرة آدمية فيه ولا إنسانية ، لا خلق عنده ولا دين ؟!
– إن قيم الشعب السوداني في الشهامة والمروءة والنجدة تكفي وحدها لمسابقة الريح إنقاذاً لنساء الجزيرة ، دعك من قانون القوات المسلحة وقسمها وواجباتها الدستورية في حماية الشعب وصون حقوقه وأعراضه وممتلكاته.
– لقد دخلت هذه المليشيا المجرمة “مدني” بالمواتر وبعض المدفعية، ولم تدخلها بالدبابات والطائرات، وسط دهشة وهلع المواطنين العُزل الذين لم تتح لهم الفرصة الكافية للفرار، قبل أن يفر قائد الفرقة الأولى اللواء “أحمد الطيب” وضباط عمليات واستخبارات الفرقة، وهم مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى، ثم أمام محكمة التاريخ في ما حاق بأهل الجزيرة من جرائم ومهانة فاقت حد التصورات.
– لقد طال الانتظار لأولئك المتمهلين المتبطئين الذين لا يقدِّرون حجم النزيف، ولا يسمعون صراخ القاصرات ، ولا يرون دموع الرجال الذين فوجئوا بالجنجويد على رؤوسهم بالسلاح وهم عُزل إلا من عِصي ، فقد منعهم قائد الفرقة السلاح الذي تركه من بعد ذلك، غنيمةً للمليشيا في المخازن !!
– لقد تمدد الحزنُ على جزيرة السودان الخضراء غرب النيل الأزرق وشرقه، تبدل الخضار إلى حمار، إصفّرت الحواشات، واستحالت المزارع إلى يباب، ونعق الغراب رفيق الخراب ، في كل مكان وطأه المجرمون القادمون من صحراء لا خضرة فيها ولا خير ولا جمال !
– الجزيرة تنتظر الجيوش الساكنة في المناقل وسنار، وتطمح إلى (معتصم جديد) يغضب لها كما غضب الأول، ويحررها عنوةً واقتداراً ، بسالةً ورجالةً وإقدام، فالعسكرية جسارة قبل أن تعرف الجيوش المدفعية والمسيرات.