هلموا للوحدة.. السودان ينادينا
شهادتي لله
الهندي عزالدين
هلموا للوحدة..
السودان ينادينا
– فشلت القوى السياسية الوطنية الداعمة للجيش في معركة الكرامة ، حتى الآن ، عن التوحد في جبهة أو تحالف واحد ، بقيادة جماعية رأسية أو أفقية، لتمثيل أكثرية الشعب الثائر المساند بقوة للقوات المسلحة السودانية.
– قبل عدة أشهر ، انتظم عدد من القوى الوطنية في اجتماعات واتصالات مكثفة لتشكيل ما توافقوا على تسميته بـ(الجبهة الوطنية) ، وقرروا انعقاد المؤتمر في مدينة “أركويت” على البحر الأحمر، في ضيافة ناظر البجا ورئيس نظارات وعموميات شرق السودان السيد “محمد الأمين ترك” ، ولكن للأسف لم يكتمل عقد القوى السياسية والمدنية التي يُفترض أن تشكل الجمعية العمومية للجبهة الوطنية ، اختلفوا قبل أن يصلوا “أركويت” ، وبعضهم وصل “بورتسودان” ولم يعجبه الحال ، فقفل راجعاً دون أن يصل مكان المؤتمر الذي تمخض مبكراً .. فولِد خديجاً.
– وفي ظل غياب الجسم السياسي الجامع أو المُنسِق للقوى المدنية الحقيقية صاحبة الثقل الجماهيري، والحضور المجتمعي، والموقف المعبِّر بقوة عن ثورة التلاحم العظيم بين الجيش والشعب، ظن العالم الخارجي توهماً أن تحالف (تقدم) الذي يقوده رئيس الوزراء السابق “عبدالله حمدوك” هو الممثل الشرعي الوحيد للقوى المدنية في السودان ، وهو ظنٌ سيء، وتصورٌ مفارقٌ تماماً للحقيقة والواقع.
– فقد تغيرت الخريطة السياسية والاجتماعية في السودان كثيراً جداً، بعد حرب الخامس عشر من أبريل وما جرى من تداعيات إحباط الانقلاب الدموي الكبير الذي قاده زعيم الجنجويد “محمد حمدان دقلو” ، مسنوداً بذراعه السياسي (قحت – تقدم لاحقاً)، لاستلام الحكم في السودان برعاية ودعم إقليمي ودولي.
– كانت الخطة (أ) تقضي بتولي “دقلو” رئاسة الدولة بعد الإطاحة برئيس مجلس السيادة والتخلص منه اغتيالاً أو اعتقالاً، على أن تتشكل السلطة التنفيذية من مرشحي (قحت) والدعم السريع.
– عندما فشلت خطة الانقلاب، تحول المنقلبون بأمر رعاتهم، إلى الخطة (ب) ؛ الحرب الشاملة القاصِمة والهازِمة للجيش، واستلام مقراته وفرقه و وحداته ، وإحلال الدعم السريع محله، وتولي حلفائه السلطة التنفيذية كما كان الحال قبل 25 اكتوبر 2021.
– وفشلت الخطة (ب) نفسها ، بصمود الجيش في مواجهة العاصفة الحربية ، ثم تلاحم الشعب معه في ثورة مقاومة شعبية مدنية ومسلحة، غيّرت الكثير من المفاهيم التي كانت سائدة في الشارع طوال السنوات الخمس الغابرة.
– ولتطوير وتأطير هذه الملحمة الوطنية غير المسبوقة في تاريخنا الحديث، ينبغي أن تتوحد القوى السياسية والمدنية التي وقفت هذا الموقف العظيم ، لنمضي جميعاً .. شعباً وجيش في خطوات تأسيس الدولة السودانية الحديثة ، على أسس وقواعد مختلفة ، بنهاية هذه الحرب باذن الواحد الجبّار.
– إنني أدعو قادتنا ورموزنا السياسية والمجتمعية التي حاولت التوحد من قبل في (الجبهة الوطنية) ولم توفق، لأسباب مختلفة، بعضها داخلي وبعضها بتأثير أياد خارجية ، أن تعيد الكرة مرة أخرى ، من القاهرة إلى بورتسودان ، شندي ، عطبرة، القضارف وكرري الصمود.
– ما زالت الفرصة سانحة والأمل كبير .. الروح وثابة .. والهمة عالية .. والسودان ينادينا.
– هلموا للوحدة .. تجاوزوا الصغائر وتساموا على الذاتي لمصلحة الوطن الجريح.
– دعونا نكفكف دمعه ، ونداوي جرحه ، ونغني له أناشيد الفجر الجديد.