حاضنة المليشيا

خارج الصندوق | فاطمة البصير
حاضنة المليشيا

من الأهمية بمكان عند الحديث عن اتجاهات الحال في البلاد سواء كانت سياسية، أو اقتصادية، دراسة جوانبها الاجتماعية بشيء الاستفاضة فلا شك أن الناتج عن هذه الأنشطة السياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات يعكس ما عليه حقيقة المجتمع الممارس لهذه النشاطات، فالمجتمع القوي في إمكانياته العلمية والمادية والثقافية والتكنلوجية، يكون نتاجه في المشاركة السياسية نتاجاً مناسباً للمستوى الذي هو عليه، والمجتمع الذي يفتقر إلى جانب كبير من الثقافة والمادة، والتطور التكنولوجي يكون نتاج مشاركته السياسية ضعيفة، مما يؤدي إلى تلاعب أصحاب المصالح بقراراته ومصالحه …تداولات أحاديث الحرب في الخرطوم أن قيادة قوات الدعم السريع المحلول لجأت الي تكوين خلايا اجتماعية لها منذ فترة حتي تستطيع إكمال مخططها الانقلابي بعد أن دفعت مبالغ مالية ضخمة لتجنيد الفتات الاجتماعية المختلفة علي مستوي الأحياء و المؤسسات و استفادت من حالة الضيق الاقتصادي للبلاد في اغراء الكثير منهم للتعاون مع الميليشيا و قد كان لهم ما أرادوا حيث تابعهم ضعاف النفوس و عديمى الضمير…

وأياً كانت نتيجة القوى الجماهيرية لأي طرف فإن المعركة حُسمت لصالح الجيش عسكريا اما سياسيا فغالبية الشعب اجمع علي عدم العودة إلى إنتاج نظام اختطاف السلطة وسيطرة مكون ما عليها… لان المخرج الوحيد للأزمة الراهنة هو حل الحكومة وتوسيع قاعدة المشاركة للأحزاب السياسية، والعمل على إجراء الانتخابات حرة نزيهة تضمن الديمقراطية المنشودة
السودان مقبل على تغييرات سياسية كبيرة خلال الفترة القادمة، تتطلب انتاج نموذج سياسي جديد و مشروع وفاق وطني جامع
لان استمرار مشروع الشراكة العسكرية المدنية لتحقيق أهداف الفترة الانتقالية وتوسيع قاعدة المشاركة وصون استقلال القضاء والعدل ومراجعة القرارات التعسفية في الفصل ومصادرات الأموال وتحقيق الوفاق الوطني هو الحل الوحيد لإنقاذ الفترة الانتقالية، أما أي مغامرة أخرى تقوم على الإقصاء واختطاف السلطة تعني دون أدنى شك نهاية دولة السودان المعروفة بحدودها وهويتها إلى دويلات صغيرة تحكمها القبائل والجهويات التي تنتج مزيداً من العنف و الدماء