«الدعم السريع» تهجر سكان قرية «طرة» شمالي الفاشر لتحويلها إلى مركز عسكري
الفاشر، 16 سبتمبر 2025 – هجّرت قوات الدعم السريع، أمس الإثنين، سكان قرية “طرة” الواقعة شمالي مدينة الفاشر بشمال دارفور قسريًا وبشكل فوري، فيما قال مصدر عسكري لـ«سودان تربيون» إنها تعمل لتحويلها إلى مركز عسكري لتغطية مرور حركة قياداتها. ويأتي هذا التطور وسط تصاعد العمليات العسكرية داخل الفاشر وزيادة الضغط على المدنيين في المناطق المحيطة في ظل تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية ونقص حاد في الغذاء والمأوى. وقال شهود عيان من النازحين الذين وصلوا إلى مدينة مليط لـ«سودان تربيون»، إن “قوة كبيرة من الدعم السريع اقتحمت القرية أمس وأمرت السكان بالمغادرة فورًا ما تسبب في موجة نزوح جماعي لآلاف المدنيين”. وأشار بعض الشهود إلى أن عددًا من الأسر اختارت اللجوء إلى ليبيا هربًا من الوضع الأمني والإنساني المتدهور. وتُعد بلدة “طُرة” واحدة من أهم المراكز التجارية التي نشطت منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث شكّل سوقها شرياناً اقتصادياً رئيسياً لتغذية القرى المجاورة ومدينة الفاشر ما جعله ملاذاً رئيسياً للمدنيين للحصول على السلع الأساسية وسط الانهيار العام في سلاسل الإمداد. وسبق أن قامت الدعم السريع بتصفية مدنيين بعد أن اتهمتهم بتهريب مواد غذائية وأدوية ووقود لداخل الفاشر المُحاصرة. وفي مارس الماضي تعرض السوق لقصف جوي عنيف، وجهت فيه الاتهامات إلى الجيش السوداني، ما أدى إلى مجزرة بشعة راح ضحيتها العشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال. ولم يوضح منسوبو الدعم السريع الذي اقتحموا المنطقة خطوة التهجير القسري لسكان القرية، حسب الشهود، لكن مصادر عسكرية أشارت إلى أن القوات تهدف لنشر تعزيزات عسكرية جديدة في المنطقة وتركيب أنظمة تشويش واتصالات لتأمين تحركات قيادات عليا داخل القوات. وتزامن تهجير المدنيين مع تداول مقطع فيديو نشرته منصات الدعم السريع يظهر عبد الرحيم دقلو قائد ثاني القوات وهو يتجول في محيط مدينة الفاشر.