إسرائيل تصدر تحذيرات إخلاء لسكان مدينة غزة وتقصف برجا

reuters_tickers تم نشر هذا المحتوى على 06 سبتمبر 2025 – 19:10 8دقائق من ألكسندر كورنويل تل أبيب (رويترز) – قال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إن على الفلسطينيين في مدينة غزة أن يغادروا إلى الجنوب ثم قصف برجا شاهقا، في الوقت الذي تواصل فيه القوات الإسرائيلية التوغل في أكبر منطقة حضرية في قطاع غزة. وتشن القوات الإسرائيلية هجوما على ضواحي المدينة الواقعة بشمال القطاع منذ أسابيع بعد أن أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش بالسيطرة عليها. ويقول نتنياهو إن مدينة غزة معقل لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإن السيطرة عليها ضرورية لهزيمة الحركة التي أشعل هجومها على إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول 2023 شرارة الحرب الحالية. ينذر الهجوم الإسرائيلي بنزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لاذوا بالمدينة خلال الحرب المستمرة منذ نحو عامين. وقبل الحرب، كان يعيش في المدينة نحو مليون شخص، أي ما يقرب من نصف سكان قطاع غزة. وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس أن على السكان مغادرة المدينة إلى منطقة ساحلية محددة في خان يونس بجنوب القطاع، قائلا إنهم سيتمكنون من الحصول على الغذاء والرعاية الطبية والمأوى هناك. وكتب في منشوره “نعلن منطقة المواصي في خان يونس منطقة إنسانية حيث ستجرى فيها أعمال لتوفير خدمات إنسانية أفضل… اغتنموا الفرصة للانتقال إلى المنطقة الإنسانية في وقت مبكر، وانضموا إلى الآلاف الذين انتقلوا إليها بالفعل”. كما أصدر الجيش ما يسمى “تحذيرات إخلاء” للمدنيين في مناطق معينة من المدينة، منبها إلى أنه على وشك تنفيذ هجمات. وقصف الجيش الإسرائيلي برجا شاهقا في مدينة غزة، قال إن حماس كانت تستخدمه، دون تقديم أدلة تدعم هذا القول، وذكر أنه جرى تحذير المدنيين مسبقا. ونشر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مقطع فيديو على منصة إكس يظهر ما بدا أنه مبنى متعدد الطوابق ينهار بعد الغارة، مما أدى إلى تصاعد سحابة من الغبار والحطام في الهواء. ولم يتضح بعد ما إذا كان القصف قد أسفر عن سقوط قتلى أو مصابين. وقال الجيش الإسرائيلي إن حماس استخدمت المبنى لجمع معلومات استخباراتية وإن عبوات ناسفة زرعت بالقرب منه. ونفت حماس استخدام المبنى لأغراض عسكرية وقال فلسطينيون إنه كان يستخدم لإيواء النازحين. وقالت حماس في بيان إن “ادعاءات الاحتلال باستخدام الأبراج السكنية والمنشآت المدنية لأغراض عسكرية، هي كاذبة لا أساس لها من الصحة هدفها خداع الرأي العام وتبرير جرائمه بحق المدنيين”. ونددت “بإقدام الاحتلال الإسرائيلي على تدمير ما تبقى من منشآت ومبانٍ سكنية في مدينة غزة، في إطار مخطط تشريد وتهجير سكان المدينة وإجبارهم على النزوح”. وذكرت السلطات الصحية في غزة أن الضربات والنيران الإسرائيلية قتلت 40 فلسطينيا على الأقل في أنحاء القطاع يوم السبت، نصفهم على الأقل في مدينة غزة. * قصف مكثف قصف الجيش الإسرائيلي برجا شاهقا آخر يوم الجمعة، وقال إن حماس كانت تستخدمه أيضا. وقال الجيش يوم الخميس إنه سيطر على نصف مدينة غزة تقريبا. ويقول إنه يسيطر على حوالي 75 بالمئة من مساحة قطاع غزة. ونزح العديد من الموجودين في مدينة غزة الآن في وقت سابق من الحرب ثم عادوا إليها لاحقا. وقال بعض السكان إنهم يرفضون النزوح مرة أخرى. ويشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على المدينة منذ أسابيع، ويتقدم عبر الضواحي الخارجية، وأصبحت قواته الأسبوع الماضي على بعد بضعة كيلومترات من وسط المدينة. وقال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو، بدعم من حلفائه اليمينيين في الحكومة الائتلافية، أصدر أمرا بالسيطرة على مدينة غزة متجاهلا نصيحة القيادة العسكرية الإسرائيلية. واستدعى الجيش عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لدعم العملية. وأدت الحرب في قطاع غزة إلى عزلة دبلوماسية متزايدة لإسرائيل، إذ ندد بعض أقرب حلفائها بالحرب التي دمرت القطاع الفلسطيني. ودعت منظمة العفو الدولية يوم الجمعة إسرائيل إلى وقف هجومها على مدينة غزة والنزوح الجماعي لمئات الآلاف من الفلسطينيين، قائلة إن الجيش دمر منازل وقتل “عشرات المدنيين” في الأيام القليلة الماضية. * اتفاق كل شيء أو لا شيء احتجز مسلحون فلسطينيون 251 رهينة في القطاع بعد هجومهم عبر الحدود على بلدات جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص بحسب الإحصاءات الإسرائيلية. ووفقا لوزارة الصحة في غزة، قتل أكثر من 64 ألف فلسطيني في غزة، وطال الدمار مساحات واسعة من القطاع ويواجه السكان أزمة إنسانية طاحنة. وتتزايد الدعوات داخل إسرائيل، بقيادة عائلات الرهائن وأنصارهم، لإنهاء الحرب من خلال اتفاق دبلوماسي يضمن إطلاق سراح الرهائن الثمانية والأربعين المتبقين. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن 20 من الرهائن ما زالوا أحياء. ويرغب نتنياهو في اتفاق يحقق كل مطالبه بإطلاق سراح الرهائن دفعة واحدة وإلقاء حماس لسلاحها، أو لا اتفاق على الإطلاق. وأظهر مقطع فيديو نشرته حماس يوم الجمعة رهينتين، قال أحدهما إنهما محتجزان في مدينة غزة وإنهما يخشيان أن يقتلا في الهجوم الإسرائيلي على المدينة. ويقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون إنهم قتلوا العديد من قادة حماس الرئيسيين وآلافا من مقاتليها، مما أضعف بشدة القوة العسكرية للحركة. وعرضت حماس إطلاق سراح بعض الرهائن مقابل وقف إطلاق نار مؤقت، على غرار البنود التي نوقشت في يوليو تموز قبل انهيار المفاوضات التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إن واشنطن تجري مفاوضات “متعمقة للغاية” مع حماس. وتقول الحركة المسلحة منذ فترة طويلة إنها مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب جميع قواتها من غزة. (شارك في التغطية نضال المغربي من القاهرة – إعداد شيرين عبد العزيز ومعاذ عبدالعزيز ومحمد علي فرج للنشرة العربية – تحرير دعاء محمد ومحمد علي فرج ورحاب علاء)