إسرائيل تصعد هجماتها على غزة والحصار يوقف حملة للتطعيم ضد شلل الأطفال

reuters_tickers تم نشر هذا المحتوى على 22 أبريل 2025 – 17:58 7دقائق من نضال المغربي القاهرة (رويترز) – قال سكان إن الجيش الإسرائيلي شن يوم الثلاثاء واحدة من أكبر الغارات على غزة منذ أسابيع، فيما أصدر مسؤولون في قطاع الصحة تحذيرا جديدا من أن منظومة الرعاية الصحية تواجه انهيارا تاما بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على جميع الإمدادات. وأعلنت وزارة الصحة في غزة تعليق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي تدعمها الأمم المتحدة، مما يعرض القطاع لخطر عودة ظهور المرض الذي كاد أن يُقضى عليه تماما. وكانت الحملة تستهدف أكثر من 600 ألف طفل. وفي إطار جهود دبلوماسية لإنهاء الصراع، من المقرر أن يصل وفد من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إلى القاهرة لإجراء محادثات. وقال مصدران إن الوفد سيناقش عرضا جديدا يتضمن هدنة لمدة تتراوح بين خمس وسبع سنوات بعد إطلاق سراح جميع الرهائن ووقف القتال. وأضاف المصدران أن إسرائيل، التي رفضت عرضا قدمته حماس في الآونة الأخيرة لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب، لم ترد بعد على مقترح الهدنة طويلة الأمد. وتطالب إسرائيل بنزع سلاح حماس، وهو ما ترفضه الحركة. ونفى مصدر من حماس لاحقا معرفة أمر الزيارة الوشيكة، وقال لرويترز إن الحركة متمسكة بمطلبها أن يضمن أي اتفاق إنهاء الحرب. وقال سكان إن القوات الإسرائيلية قصفت عدة مناطق في أنحاء القطاع بالدبابات والطائرات والزوارق البحرية. وأضافوا أن الهجمات أصابت منازل ومخيمات وطرقا. وقال مسؤولون وسكان إن الغارات الجوية دمرت جرافات ومركبات تُستخدم لرفع الأنقاض والمساعدة في انتشال الجثث المحاصرة تحت الأنقاض. وقالت حماس إن المركبات المدمرة من بينها تسع تلقتها من مصر، مضيفة أن التحرك يهدف إلى “تعميق معاناة شعبنا في قطاع غزة”. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه قصف 40 “مركبة هندسية” استُخدمت في “أفعال إرهابية” منها شن هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على إسرائيل. وأضاف الجيش أن المركبات “تعد عنصرا رئيسيا في قدرة حماس على تنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الدفاع ودولة إسرائيل”. وتمنع إسرائيل وصول أي إمدادات إلى غزة منذ بداية مارس آذار، واستأنفت عملياتها العسكرية في 18 من الشهر الماضي بعد انهيار وقف إطلاق النار. وتقول السلطات الصحية في غزة إنه منذ ذلك الحين أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 1600 فلسطيني وأجبرت مئات الآلاف على ترك منازلهم مع سيطرة إسرائيل على ما تسميه منطقة عازلة من أراضي غزة. وصارت جميع المباني تقريبا في غزة غير صالحة للسكن بعد حملة القصف الإسرائيلية المستمرة منذ 18 شهرا. ويعيش معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة الآن في العراء مستظلين بخيام مؤقتة. ومنذ فرض الحصار الشامل الشهر الماضي، أُغلقت جميع المخابز التي كانت تعمل بدعم من الأمم المتحدة وعددها 25. وتقول إسرائيل إن إمدادات كافية لإبقاء سكان غزة على قيد الحياة لعدة شهور دخلت إلى القطاع خلال هدنة استمرت ستة أسابيع. وتخشى وكالات الإغاثة أن يكون السكان على شفا مجاعة وانتشار الأمراض على نطاق واسع. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة خليل الدقران “إذا لم تتوفر التطعيمات فنحن بصدد كارثة حقيقية، لا يجوز استخدام الأطفال والمرضى كأوراق ابتزاز سياسي”. وذكر أن 60 ألف طفل تظهر عليهم الآن أعراض سوء التغذية. * إسرائيل تنفي مخالفة الحصار للقانون الدولي تقول إسرائيل إن حصارها يهدف إلى الضغط على حركة حماس التي تحكم قطاع غزة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين وعددهم 59 رهينة، فيما أبدت حماس استعدادها لإطلاق سراحهم في إطار اتفاق ينهي الحرب. واقتيد الرهائن إلى غزة خلال هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، الذي أشعل فتيل الحرب في القطاع. وكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على منصة إكس “إسرائيل تتصرف وفقا للقانون الدولي تماما”، وذلك ردا على السناتور الأمريكي بيرني ساندرز الذي وصف الحصار الإسرائيلي الشامل على غزة منذ مارس آذار بأنه جريمة حرب. وقال كاتس “تخضع الأوضاع الإنسانية في غزة للمراقبة المستمرة، وقد وصلت كميات كبيرة من المساعدات. وكلما دعت الحاجة للسماح بدخول مساعدات إضافية، يجب التأكد من عدم مرورها عبر حماس، التي تستغل المساعدات الإنسانية للحفاظ على سيطرتها على السكان وتحقيق الربح على حسابهم”. ووصف فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الحصار بأنه عقاب جماعي لسكان غزة. وقال لازاريني يوم الثلاثاء في منشور على منصة إكس “تُستخدم المساعدات الإنسانية ورقة للمساومة وسلاحا في الحرب. يجب رفع الحصار وتدفق الإمدادات وإطلاق سراح الرهائن واستئناف وقف إطلاق النار”. واندلعت الحرب بعد هجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 وأسفر وفقا لإحصاءات إسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة في غزة. وقالت السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 51 ألف فلسطيني قُتلوا منذ بداية الهجوم الإسرائيلي.